ساره عبدالرب
الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 04:10
المحور:
الادب والفن
في البدء كان الحب هواء ً.
نسيم عليل يملأ رئتيك مخلفا ً شعورا ً لذيذا ً بمتعة خفيفة ومجهولة .
لك أن تغلق النوافذ متى شئت ، فالنسيم ترف موسمي .
إذا ظللتَ تفتح أبوابك ونوافذك ، وتخلع جدرانك ، و أزرار قميصك ،
وتفتح فتحتي أنفك على آخرهما ، وتمد ذراعيك على جانبيك ،
أنت تسمح للنسيّم أن يبلغ معك الحالة القصوى.
*
معرضا ً للنسيم الذي يكبر ويكبر مثل كتلة هوائية بالغة الكثافة تتحوّل إلى
ماءٍ يجرفك ، مستسلما ً للخدر والقلق ، تطفو مثل ورقة قررت مغادرة غصن
الشجرة الذي تنتمي إليه .
تنساب بمشيئة خيوط الماء ، فاقدا ً مشيئتك وحبل نجاتك على شاطئ النسيم ..
الماء يسخن كما لو أنه حُـشر في ركوة ، وأنت حبة البن الضئيلة ، السخونة تضرب قلبك ،
تفكر في النسيم ، وانجرافك الارادي .
السخونة تنضج أحشاءك !
*
يشتعل الماء ، تتفكك جزيئاته الى ذرات نار ، الوهج العظيم أخبرك :
أنت العاشق العاثر الحظ ّ الذي ما من برد ٍ سيهبط عليك من السماء .
تتآكل متسائلا ً عن الجدوى .
*
النّار التي أنهت وليمتها ، تترمّد .
ولا تتعرف على قلبك المرمّد الملقى على صدر التراب ، قلبك الكائن مادة سمادية
مستقبلية لشجرة سوف تنمو ، ليداعب أغصانها نسيم سيدفعك من ظهرك إلى
نهر ٍ من حريق ٍ .
#ساره_عبدالرب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟