أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الخرافة: تحوُّل ذئاب دمشق الى حملان في لحظات!














المزيد.....

الخرافة: تحوُّل ذئاب دمشق الى حملان في لحظات!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 16:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخُرافة: تحوُّل ذئاب دمشق إلى حملان في لحظات!
شاكر النابلسي
-1-
العالم العربي مشغول الآن بمبادرة الجامعة العربية – السورية.
كلام كثير، وهموم عظيمة حزينة، تكتنف هذه المبادرة، خاصة بعد أن قبل الأمويون الجُدد (أحفاد معاوية بن أبي سفيان الداهية، وعمرو بن العاص المُحنَّك) المبادرة، لكسب مزيد من الوقت، لكسر عظم المعارضة.
ما يجري الآن في الشام، يذكرنا ما جرى بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، من حيلة رفع المصاحف على أسنّة الرماح، والتحكيم الهزيل، والمتحايل في معركة "صفّين" 659م/39هـ. وحيث هناك أبو موسى الأشعري (الجامعة العربية) في الدوحة، وعمرو بن العاص (فاروق الشرع، أو محمد المعلم) في دمشق.
-2-
لقد نسيت الجامعة العربية، أن الحكم العلوي في سوريا، الذي استمر حتى الآن أكثر من أربعين عاماً، لم يستطع أن يفعل ما يعد بفعله الآن في أسبوعين.
لقد نسيت الجامعة العربية وتناست، أن الحكم العلوي في سوريا، لا يمكن له أن يتحوّل بين عشية وضحاها، من عصابة ذئاب إلى قطيع من الحملان.
لقد نسيت الجامعة العربية وتناست، أن الحكم العلوي في سوريا، أراد برفع المصاحف (قبول المبادرة) على هذا النحو، الذي تم في الأمس، إلى القضاء المبرم والساحق على المقاومة السورية الظافرة.
لقد نسيت الجامعة العربية وتناست، أن الحكم العلوي في سوريا يقوده ساسة من أذكى (ذكاء الثعالب) الساسة العرب. وهم خريجو مدرسة حافظ الأسد (الألعوبان) والمراوغ السياسي البارز، وحفيد معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص.
لقد نسيت الجامعة العربية وتناست، أن الحكم العلوي في سوريا يلف ويدور، كما أعلن أحد وزراء الخارجية العرب، واكتشف مبكراً هذا اللف، وهذا الدوران، ولكن تمَّ التغاضي عن هذا كله، من أجل حماية النظام السوري – للأسف - وليس من أجل حماية سوريا وشعبها. فلا حماية لسوريا وشعبها في ظل وجود النظام السوري الدكتاتوري القروسطي السفَّاح.
فلماذا لم تتقدم الجامعة بمثل هذه المبادرة في مصر، أو في ليبيا، لحماية نظام مبارك، وحماية نظام القذافي؟
-3-
تقول الباحثة الجادة ليزا وادين في كتابها (السيطرة الغامضة:السياسة، الخطاب، والرموز في سوريا المعاصرة) الذي عرضنا منه جزءاً في مقالاتنا السابقة، وانقطعنا عنه فترة. ونعود إليه الآن، من أن النظام يقوم بتعذيب فئات من الشعب، ليجبرها على الاعتقاد بشيء غير عقلاني، كأن يكون 2+2= 5 مثلاً، من أجل تدمير النظام العقلاني، الذي من دونه لا يمكن بعدها أن يكون لهذا الشعب ذات، يستطيع تميزها.
ولعل هذا السبب الذي دعا النظام السوري للقبول بالمبادرة العربية. وهي مبادرة غير معقولة مثلها مثل 2+2= 5 ولكن قبول النظام السوري بهذه المبادرة كان حيلة ومراوغة "أموية" معروفة تاريخياً وتراثياً، من أجل تدمير النظام الثوري للشعب السوري، والذي بدونه، لا يمكن بعدها أن يكون لهذا النظام الثوري ذاتٌ ثورية، يستطيع تميزها.
ولكن الثورة السورية الظافرة (صاحية) وناصحة، ومتنبهة، وواعية لهذا اللف والدوران، من دُهاة الأمويين الجُدد، الذين يريدون الظفر بالمعركة الدائرة الآن.
-4-
يفصلنا الآن عن معركة صفّين حوالي ثلاثة عشر قرناً ونصف القرن (1352 سنة)، وقد تغيرت مبادئ وقيم كثيرة سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وثقافية. ولكن ما زال الخداع قائماً، وما زالت المراوغة السياسية قائمة. وما زال اللف والدوران - كما قال أحد وزراء الخارجية العرب - قائمين. وما زال رفع المصاحف على أسنّة الرماح قائماً، كما كان قائماً منذ 1352 سنة. والمصاحف المرفوعة اليوم، هي قبول النظام السوري بالمبادرة العربية - وليتها لم تكن – وأسنّة الرماح هي دبابات ومدرعات الجيش السوري. وبذا، فإن التاريخ يعيد نفسه.
ولكننا لم نتعلم، ولم نتعظ بعد.
وعسى أن يكون ظننا خاطئاً، والآخرون (الفريقان) هم على صواب.
وستأتينا الأيام القليلة القادمة بالخبر اليقين.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلاً بالإسلاميين المعتدلين فقط!
- اعدلوا.. حتى لا تلقوا النهاية الأليمة!
- أيها الثوار الأحرار الأبرار: احسنتم وإلى الأمام
- لن نسكت أبداً بعد اليوم
- من الزيتونة الى الأزهر ومن باب العزيزية الى درعا
- قوة الأنظمة العربية في قهر شعوبها!
- التعديلات الدستورية الأردنية بين الدولة والشارع
- من هي -المرجعيات العليا-.. في ليلة القبض على المليار دولار؟!
- الكبائر يرتكبها الكبار ويقع فيها الصغار!
- كيف استطاع الهاشميون حكم الأردن أكثر من 90 عاماً؟!
- البحث عن الضرورة وصفي التل
- (على عينك يا تاجر): فضيحة سرقة وطن بأكمله!
- مهزلة التعديلات الدستورية الأردنية
- الثقافة العربية أمام تحديات التغيير
- كيف تركب الأنظمة العربية (سفينة نوح) وتنجو
- ثورة ووحدة -بلاد الشام-
- هل هناك ديمقراطية ذات صناعة أمريكية؟
- ما تحتاجه مصر وثورتها الآن!
- (شو) معنى انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي؟
- هل أصبحت الثورات العربية في مأزق حرج؟


المزيد.....




- أنور قرقاش بعد إطلاق النار في سلطنة عُمان: لا مكان للعنف في ...
- إدانة السيناتور بوب مينينديز في اتهامات بالفساد تشمل تلقى رش ...
- غوارديولا وكلوب على رأس المرشحين لقيادة إنجلترا خلفا لساوثغي ...
- -لا انسحاب من السباق ومن واجبي إنجاز هذه المهمة-.. رسالة باي ...
- الحرائق في ألبانيا دخلت أسبوعها الثالث.. تستعر وتتمدد
- بعد ترشيح ترامب له لمنصب نائب الرئيس.. مذكرات جي دي فانس تتص ...
- إسبانيا.. إصابات في حادث انقلاب حافلة ركاب في برشلونة
- -وجبة قاتلة- تكشف بعض أسرار عبادة التماسيح في مصر القديمة
- -حزب الله- يعلن قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ -الكاتيوشا- (ف ...
- سيارتو: العالم يتابع باحترام مهمة أوربان بشأن السلام في أوكر ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الخرافة: تحوُّل ذئاب دمشق الى حملان في لحظات!