أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - كذِبَ السياسيون .. وإن صَدَقوا














المزيد.....

كذِبَ السياسيون .. وإن صَدَقوا


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ورد من الحِكم في الأمثال " إحترق بيت الكذاب ولم يصدقه أحد " . جميع سياسيينا ، بدون إستثناءٍ كذابون . الإسلاميون ، المُدعون بكل المذاهب ، والذين يؤدون الصلاة خمساً ويصومون رمضان ثلاثيناً ويحجون إلى بيت الله عديداً من المرات ، يكذبون ليمرروا على أبناء الشعب آراءهم التي يصورونها تمثل مصلحة الشعب ، وهي ليست كذلك . القوميون ، بشتى إنتماءاتهم القومية والحزبية كذابون كذلك ، فهم يدّعون مصلحة الشعب كله ، بجميع شرائحه ، بينما يمارسون العنصرية البغيضة ، ويختارون الإنعزالية والتكتل العنصري بدل الدعوة إلى الوحدة الوطنية والإعتراف بحقوق القوميات الأخرى . إذ الأصل أن لا يعتبر أي شعب حراً إذا كان ينتقص من حق شعب آخر . الديمقراطيون بجميع أحزابهم وقادتهم في الماضي والحاضر كذابون أيضاً ، مارسوا الإنتهازية والوصول على أكتاف الآخرين حتى أصبحوا هم وأفكارهم منبوذين بلا قيمة إجتماعية أو سياسية . قيادات من الشيوعيين مارست الكذب ، على إفتراض أنهم أصحاب نظرية تاريخية علمية تهديهم إلى رسم سياساتهم ، لكنهم نسوا الأصل والنظرية وتصرفوا فردياً فأصبحوا يتأرجحون بين اليمين واليسار ، وفقدوا ثقة الجماهير الواسعة التي كانوا يملكونها يوماً .

سياسيو البلدان المتقدمة ، فلنقل المتحضرة ، لا يكذبون ، بل ليس لهم أن يكذبوا مخافة أن ينكشف كذبهم ، سواء من الأحزاب والحركات السياسية الأخرى أو وسائل الإعلام ، ويكون ذلك نهايتهم . السياسي الذي يزل في أية خطوة في حياته يمكن أن تؤدي إلى نهايته ، ولكن الذي يحدث في بلدنا هو العكس إذ يكافأ بمنصب أعلى وأعلى كلما كانت الفضيحة أكبر ، فمن يتهم بتورطه بسرقة مصرف وقتل ثمانية من حراسه يعيّن نائباً لرئيس الجمهورية وآخر يعين بمنصب مشابه وألف إصبع إتهام موجهة إليه . وزير للتجارة يختلس من أموال الشعب ملاييناً ويساعده رئيس الوزراء على الهرب خارج القطر ، ووزير للدفاع يختلس الملايين و لا تعقيب على فعلته ، يعيش في بلد مجاور في سلام وأمان .

سياسيو البلدان المتحضرة يعترفون بوجود الآخرين أنداداً ، لا أعداءً ، يسود بينهم الإحترام والود ، وفي أية إنتخابات يصافح الخسران الناجح ويتمنى له النجاح في مهمته في خدمة البلد . بينما يعتقد سياسيونا أنهم الوحيدون الذين يجب أن يكونوا في السلطة ، فليس في قاموسهم الإعتراف بالغير كأنداد ، بل يعتبرون كل من ليس منهم عدواً لهم . ولذلك فإن وسائلهم في ممارسة السياسة تعتمد على نظرية المؤامرة ، والإقصاء والتهميش وفرض نظام دكتاتوري فردي ، رغم التغني بالديمقراطية . فبالله عليكم أية ديمقراطية في بلدنا وأربعة وزارات للأمن محصورة بشخص رئيس الوزراء رغم مرور ما يقارب السنتين من إجراء آخر الإنتخابات ؟ في كل يوم تدق الحكومة ناقوس الخطر : من مظاهرات ساحة التحرير في بغداد ، ولجوئها إلى كافة الوسائل لمنعها في حين تعتبر المظاهرات حقاً دستورياً . وفي هذه الأيام دقت ناقوس الخطر عن وجود مؤامرة لقلب نظام الحكم ، وقامت بموجة إعتقالات واسعة ، ضد من سمتهم ( بعثيين ) كانوا يتقلدون مناصب مؤثرة في القوات المسلحة . وإن صحّ هذا القول فتُرى مَن أعاد هؤلاء البعثيين وجعلهم يصلون إلى تلك المراكز المؤثرة ؟ أليس هو وزير الدفاع أو وزير الداخلية أو الأمن القومي . فمن كان في هذا المنصب ( وهو رئيس الوزراء ) فليعتبر نفسه المتآمر الأول ويستقيل من منصبه ’ لعدم أهليته لقيادة البلد .

يتميّز سياسيو البلدان المتحضرة بالإيمان بالشعب، والعودة إليه ، وإحترام قراراته ، والرضوخ إلى ما تفرزه صناديق الإقتراع . وما دام سياسيونا كذابون ، يدعون شيئاً ويفعلون غيره ، يجرون الإنتخابات و لا يحترمون نتائجها ، بل يتآمرون للإلتفاف عليها ، بخلاف الدستور ، فإن قراءة السلام على بلدنا واجبة .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيانٌ ختاميٌّ مُهَلهَل
- ( شراكة وطنية ) أم محاصصة طائفية عرقية ؟
- مطلوب ... منهاج عمل
- مُستلزماتُ نهضةِ التيار الديمقراطي
- زراعةُ الحِقدِ !!
- موقِعُ الفدرالية في الديمقراطية
- كيف السبيل ... هنا ؟
- مَآلُ المُظاهرات !!
- المجرمون همُ المتاجرون بآلام الشعب
- العقوبةُ الرادعةُ
- مُبَرّراتُ غزوِ العراق
- صفحةٌ أخرى منَ الذاكرة
- هَل جخيور خالدٌ ؟
- مشروعُ قانون الأحزاب
- صفحة من الذاكرة
- الأكرادُ الفيليون ... إلى أينَ ؟
- بناءُ الوحدة الوطنية
- كُلّهم صدّامٌ .. وصدّامُ منهم
- الحزبُ باقٍ
- الثورةُ لا تُستَورَد


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - كذِبَ السياسيون .. وإن صَدَقوا