ماريا خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 17:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
" في كل ليلة أسلّم كل همومي لله قبل أن أنام. فهو يبقى ساهراً طوال الليل!" ~ ماري كرولي
معظم الناس يعانون من الإحساس الدائم بالقلق. لكن تلك المشكلة لها حلّ.
عندما ولدنا منحنا الله أروع وأهم موهبة والقدرة على استخدامها بحرية بأي شكل نريده. لقد منحنا هذه الهدية الثمينة مجاناً. وما نفعله سراً وبصمت بينما نحن نتعلم أن نمشي ونتكلم ونقرأ.. هو استخدام هذه النعمة المجانية المذهلة: إنها نعمة الفكر.
من المؤسف ألا تتعلم إلا قلة منّا طريقة استعمال هذه الهبة بطريقة صحيحة. لا تلقوا اللوم على من علّمونا فلو علم الذين علّموهم ذلك لكنّا كلنا ننعم الآن ومنذ أجيال بهذه المعرفة.
السر الذي لا يقال دوماً عن هذا الفكر الرائع هو أنكم حين تستعملونه للتفكير بأمور إيجابية فسوف يوجد لكم في حياتكم أشياء إيجابية. وعندما تستعملونه للتفكير بأمور سلبية فسوف يوجد لكم أشياء سلبية. عندما تولدون يكون فكركم طاهراً غير ملوّث بأي شيء. لو أننا تعلمنا منذ ولادتنا أن نستعمله فقط للأفكار التي تخدمنا وتساعدنا، لكانت حياتنا مختلفة جداً.
لماذا يقلق الناس؟
بعض الناس يقلقون بدافع العادة المزمنة. فهل تدركون أن همومكم سببها مخاوفكم، وأن لا القلق ولا الخوف أنتجا يوماً شيئاً إيجابياً؟ أنتم بذلك تستعملون تلك النعمة الثمينة لتحقيق شيء لا تريدونه. يقلق بعض الناس لأنهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون السيطرة على حياتهم ولا يعرفون أن تحديات الحياة يمكن أن تواجه بالتفكير الإيجابي. فالوقت الذي يمضونه بالقلق يمكن أن يستخدموه للتفكير بطريقة لتحسين تجربتهم وتجربة أحبائهم. كما أن القلق المستمر يؤثّر سلباً في صحتكم العقلية والجسدية.
يقلق البعض الآخر لأنهم يتوقعون الأسوأ: سيرسبون في امتحاناتهم، لن يقابلوا أبداً الشريك المناسب، لن يحصلوا أبداً على المال الكافي، إلخ...
كلما شعرتم بالقلق، اعلموا أنكم تتجهون نحو ذلك الطريق المسدود مرة ثانية، واستعملوا تلك الهبة الفريدة لتتصوروا نتيجة أفضل. أحيطوا انفسكم والأشخاص الذين تحبّونهم بأفكار السلام والفرح والنجاح. اختاروا طريقة مختلفة لحل المشاكل. كونوا واثقين من قدرتكم وعندئذٍ لن يكون هنالك من داعٍ للإحساس بالقلق الدائم.
" القلق مثل كرسيّ هزّاز . يمنحك شيئاً تفعله لكنه لا يوصلك إلى أي مكان".
#ماريا_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟