|
بغال السلطة وسلطة البغال
شبلي شمايل
الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 15:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت سلطة البعث بحاجة إلى شعراء وأدباء يتقنون الهرج والمرج، فطلبت لأحد مدرسي الإبتدائية أن يصبح شاعر البعث. من جهة كونها فبركت الشاعر فلن يكون بوسع هذا الشاعر الخروج عن سيطرتها، وكون هذا الشاعر صار شاعرا بقرار، فسيموت ويحيا بقرار. ويروى أن هذا الشاعر المفلطح قد انحشر في الشيخ مسكين (من أعمال درعا) من قبل حاجز الشرطة العسكرية الذي عرف وجهه التلفزيوني فقال له: شاعر الثورة نريد قصيدة، تفاجأ بغل السلطة بالطلب فقال: شيطان الشعر لا يأتي وأنا في السيارة.. فقال له الجنود تفضل على مكتب القائد يا شاعرنا الكبير.. فخاف أن تكبر الفضيحة فقال: بيت شعر واحد شباب. قالوا له بيت شعر واحد أبو الشباب.. فصاح: الله أكبر الله أكبر البعث بركان يتفجر.. فصفق الجنود وتركوه يكمل طريقه لإزرع. أربعون عاما من صناعة بغال السلطة مزقتها انتفاضة 18 آذار من درعا. الشعب أراد اسقاط الكذب والنصب، الشعب أراد انهاء الفساد، الشعب أراد إبعاد السمسرة والانتهازية.. الشعب أراد من أجل كل ذلك إسقاط النظام. لكن هذه الثورة لا تناسب أحد، لذا يجب تحطيمها من داخلها وإفراغها من قيمها وتغييب أي برنامج ثوري لها. ولهذا يجب العودة لأسلوب البعث القديم بوجوه جديدة، أي أسلوب صناعة البغال لبناء سلطة جديدة لبغال جدد. وكما يظهر للقاصي والداني، يبدو أن عملية فبركة قواد جدد للثورة وحرق أسماء القياديين الكبار قد اتخذ قرارها في مجلس التعاون الخليجي بحضور "غلو غلو" وفيلتمان، وغياب الفرنسو صهيوني ليفي لعدم التمكن من أخذ طائرة بسبب الحظر الجوي. لا تستغربوا أن يبعد مناضلي الأبازيد والحريري والزعبي والمحاميد وعائلات دفعت خمسين شهيدا أو أكثر من المجلس الوطني السوري ويقترح عماد الدنيا الرشيد (غير الحوراني) معلم الكتاتيب في جامع موسى بن نصير الشيخ مطيع البطين (سبحان ربي لا يوجد من هؤلاء شخص لا يوجد في اسمه عبد أو عبدة أو عبيدة أو مطيع ولا ينجو واحد منهم من مرض التوريث الأسدي) المطيع الذي هرب من درعا للأردن مع أولاده وزوجته يوم دخول الجيش ولم يكن له أي دور في الثورة. كان المطيع يعطي دروسه في الجامع بكل حرية ويتكلم في الوضوء والحيض والقيظ بإذن من ابن أخت بشار "عاطف"، في وقت كان الأمن يعتقل الديمقراطيين لأي اجتماع أو سهرة، ويمنعون من السفر والعمل. ومن المضحكات المبكيات اقتراح المدعو عبد الله أبازيد باعتبار انتحاله لعائلة الأبازيد يضع غشاوة على القلوب.. لكن فضيحة عبد الله أبازيد صارت أضحوكة للقاصي والداني. فقد أطلق المدعو عمر علوه على نفسه اسم عبد الله أبازيد، ثم ادعى بأنه اعتقل، ثم أفرج عن نفسه، ثم أعلن عن استشهاد نفسه، ثم رثى نفسه على الجزيرة مباشر، ثم أعاده الله حيا، فتابع مهمته كشاهد عيان من مدينة الرمثا الأردنية التي وصلها في اليوم الأول لحصار درعا. لكن الجزيرة والعربية استمرت في تقديمه كشاهد عيان من درعا البلدة. وبقي شاهد العيان حتى أول تموز يتحدث باعتباره يقيم في درعا. وعندما شارك في مؤتمر في اسطنبول، صار من الصعب الاستمرار في الكذبة، فأعلن أنه خرج من سورية يومها. علما بأن الجميع يعلم بأنه لم يكن في سورية منذ الشهر الثاني للثورة. كانت صناعة البغال في ذروتها، ولكن المصنع هذه المرة لم يكن بعثيا. فأبو جعفر وأبو حمزة وأبو محمد من شخصيات الفضائيات أسماء ضرورية ليس للتعرف على الثورة، بل على صورة يريدها الإعلام الخليجي الأمريكي من هذه الثورة. أي جماعتنا السنة ضد النصيرية والرافضة وأصحابنا الأمريكان ضد كفرة إيران. هل تريد الحديث عن قناصة إيرانيين في جسر الشغور؟ هل لديك جثة لعضو في حزب الله؟ هل لديك فيلم شهادة لإمرأة جرى اغتصابها سبع مرات وتروي قصتها كمن يقرأ شعرا للفرزدق؟ جماعة رفعت الأسد يدخلون بثوب المديح للخليج ونقد هيئة التنسيق الوطنية (محيي الدين اللاذقاني أنموذجا)، الإسلاميون بعد كسب برهوم ونبراسه في المجلس يطالبون الناتو بالحظر الجوي.. كل عناصر إبعاد الأغلبية الشعبية عن الثورة تسير على قدم وساق شوهونا وشوهوا ثورتنا وقتلوا الأمانة والصدق في الثورة، صاروا يشترون اليافطة ويشترون الأفلام والأفلام المضادة. "ثوار" يقطعون اليد والرأس ويبيعون الفيلم بخمسمئة دولار و"جنود" يدعسون على الناس كما حدث فعلا في البياضة ويبيعون الفيلم بألف دولار.. أبو عبده الحمصي يقول للمسماة بالهيئة العامة للثورة: "جيب أكبر رأس لحطلك ياه بسطل الخرا".. مين بدك ميشيل كيلو وفايز ساره وحسن عبد العظيم وتبعين المخابرات.. حط خمسة آلاف دولار وبمسحلك فيهم الأرض.!!! كل فيلم لجندي منشق له سعر، ثم يجري نسيان هذا الجندي في شوارع انطاكية أو إربد إلى حين تعلم بأمره السلطات الأردنية أو التركية فتقتاده لمعسكر تجميع العسكريين السوريين. تسأل فرنسية من أصل جزائري عن أسبوع المجلس الوطني، يجيبها أحد قبضايات حمص: المجلس على الرأس والعين، شباب طيبة وكرم حاتمي. تسأل: هل يدفعون؟ يجيب: ما رفضولنا طلب، وبعدين برهان حمصي تكرم عينه تسعيرته خاصة.. تكرم عيونه اذا طلب عشر يافطات بسعر اليافطة عالراس والعين. تسأله: بتعرف الدكتور عارف دليلة؟ مين هاد؟ يجيبها القبضاي. -عارف دليلة ألم تسمع به؟ من وين السيد دليلة عضو بالمجلس؟ تقول له السيدة: لا هو في هيئة التنسيق؟ يحتد القبضاي: يعني معارضة الداخل، مين هال... قال مناضلين قال، طول عمرهم جواسيس عالمعارضة... !!! نظرت إلى التسجيل وسألت السيدة الفاضلة: هل ستضعين ذلك في الفيلم الذي تعدينه؟ قالت: أنا جئت من أجل الثورة الفعلية وليس من أجل التعريف بأسوأ ما تعطيه. الثورة الفرنسية قتلت روبسبيير ودانتون وقيادات لم تعرف فرنسا مثلها لذا لا أستغرب أن يقوم البعض بشتم هيثم مناع أو حسن عبد العظيم". ما هو هدف هذا القطاع من الناس ؟ هل يريدون التدخل الأجنبي؟ هل يقومون بالتظاهر لأجل التظاهر، هل يريدون الموت في ساحات التظاهر من أجل تركيا قوية وسورية محتلة؟ هل يريدون حكومة يقررها نايف وحمد؟ من من أبناء الشعب يحترم المتعيشين من المساعدات الأمريكية؟ هل يوجد أغلبية سورية تحترم شخصا مثل القرضاوي (حسون حمد)؟
منذ أصبحت تصريحات أردوغان عثمانية النهج، ومنذ صار القرضاوي يتفلسف على المعارضين فيحب بعضهم ويكفر من لم يطلب "البيعة القطرية"، منذ صار المجلس الوطني يستجدي الأمن والاستقرار لتركيا ويعتبر حزب العمال الكردي إرهابيا، منذ صارت جماعة الإسلام الأمريكي تسيطر على المجلس المراد له وراثة الأسد والإعلام العربي والدولي الذي يتحدث عن الثورة، تراجعت شعبية الثورة بشكل كبير، وزادت المسيرات المؤيدة للدكتاتورية.. كثير من السوريين صاروا يقولون إذا كان الحل بتدمير البلاد، سنقبل بإصلاحات داخلية دون تدخلات كارثية. لقد فشلت صناعة البغال الإعلامية، فالعبيد يبقون عبيدا، والكبار يبقون كبارا.. والخوف كل الخوف أن تتراجع الهمة الثورية لأن الصورة قد أصيبت في الصميم..
#شبلي_شمايل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العدوان الثلاثي
-
قضم الثورة وقسم الثوار
-
المقاولون العرب والثورة (3من 3)
-
المقاولون السوريون والثورة (2من3)
-
المقاولون السوريون والثورة
-
قبل تقاسم الكعكة المسمومة في ملعب الوهم
-
ثورة ديمقراطية أم انقلاب يميني ؟
-
يريدون اغتيال الثورة
-
الأفغانية الثانية والعثمانية الجديدة
-
السوريون الأمريكيون: قراءات في السيرة الذاتية
-
من أجل إنقاذ الانتفاضة
-
أيها القتلة.. اتركوا لنا الحق في الحياة
-
سورية في الإعلام ليست سورية في الواقع
-
رأفة بالشهداء يا إعلام الكذب وأدعياء الدور الوهمي
-
انتفاضة الكرامة في درعا : سلمية تقدمية
-
تحقق وكن أعمق يا كريشان
-
الإسلام الأمريكي في المهجر السوري
-
الثورة التونسية والإسلاميون العرب
-
تقليعة العثمانية الجديدة
-
أسلمة الجزيرة (3): الإيديولوجية في خدمة الملعوب!!!
المزيد.....
-
الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ
...
-
نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار
...
-
مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط
...
-
وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز
...
-
دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع
...
-
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف
...
-
في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس
...
-
بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط
...
-
ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|