أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تقدمٌ بوعي متخلف














المزيد.....

تقدمٌ بوعي متخلف


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3534 - 2011 / 11 / 2 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعبرُ التناقضاتُ المكتشفةُ في عالم الثورات العربية المنتصرة خصوصاً عن هزيمةِ الرأسمالياتِ الحكومية كقوى سياسية اجتماعية مهيمنة على أغلبيةِ الاقتصاد والحياة الاجتماعية، وانتصارِ الرأسمالياتِ الخاصة.
لكن الرأسماليات الطالعة تتشكلُ في عالم من الأيديولوجيات الدينية.
لقد انتصرتْ الرأسماليةُ بأدواتِ الماضي المحافظ.
إن التشكيلة الرأسمالية الزاحفة علينا منذ قرن لاتزال في بدايتها، وانتصارُ الرأسماليات الخاصة غير الواضح تماماً وغير المكتمل هو حلقةٌ من حلقاتِها العديدة المعبرة عن ضعف علاقات الإنتاج الرأسمالية من صناعة ورساميل وطبقات عاملة.
بُنى الرأسمالياتِ الحكومية الشمولية التحتية تكسرتْ أو هي في طريقها للتكسر لكن الأبنية الفوقية العتيقة لم تزل مستمرة وأدواتها تهيمن.
علينا أولاً أن نتذكرَ الأبنيةَ الفوقيةَ الفاشلة التي أقامتها الرأسمالياتُ الحكوميةُ الشمولية عبر الايديولوجيات القومية والاشتراكية المدعية غير الحقيقية والليبرالية المحدودة المبتورة، التي فُهمت من قبل التكتلات المتدينة بأنها هي الأفكار القادمة من الغرب والمعبرة عن الكفار أو المدعين غير الصادقين أو غير المؤمنين، أو التي تريد سحق الدين، وبدا تناقضها فاقعاً هذه الأفكار وهي تكرسُ سيطرات القوى الاستغلالية الصغيرة المهيمنة.
وأحياناً يجرى ذلك من خلال الاتفاق العام على هزيمة دكتاتورية لكن ما هو سائد من رأسماليات صغيرة وقوى محافظة تجد الفرص في البروز أكثر من قوى العمال والشباب الذين ثاروا وضحوا. بطبيعة الشبكات القديمة التي أقاموها والتي تناسجت مع المراكز الدينية والخيرية. وهذه الجذور نفسها قد تعبر عن مسارات محفوفة بالمخاطر فهي ليست ذات تجارب في التنمية الثورية المطلوبة الآن خاصة.
وتتضخم ويتم تداول تلك الأفكار حسب البُنى العربية المتعددة المختلفة المتوحدة كذلك في شروطها الموضوعية العامة، فالتغريبية الايديولوجية التي أقامتها الطبقاتُ الاستغلاليةُ من مذهبيات شكلانية أو اشتراكيات وقوميات وثوريات خادعة، كانت تقود الجماهير للاحتماء بموروثاتها.
إن الجديدَ الزائف لم يتغلغل في حياة هذه الجماهير وأي طبعة ينتجها ويكرسها من التراث أو العصر يتم الابتعاد عنها، نظراً للصراع الطبقي المحتدم في أعماق الحياة ومظاهرها المباشرة التي تحاول حرفه أو تضليل صورته.
إن تغييبَ الديمقراطية وعدم حصول الناس على ثمار عملها ينعكسان في الحياة بصراعات متعددة من الإرهاب حتى الثورات السلمية التي توجت البحث الجماهيري الطويل عن الخلاص.
وهكذا فإن الجماهير التي تتحرر من طغاة تسلمُ نفسَها لقوى استغلالية جديدة وربما حتى طغاة آخرين، لضعف الوعي السياسي خلال نصف قرن من التهميش والدجل الديني والاستغلال.
إن تغييرَ الأبنية التحتية لم يتم بعد، وما سيحدث فيها سوف ينعكس لاحقاً على الأفكار والبرلمانات والمعارك السياسية.
وعلينا أن نرى كيف سيجري تغير هذه الأبنية ولمصالح من؟ وكم سيكون نصيب الطبقات البرجوازية الخاصة الجديدة، وكم نصيب الناس، وكيف ستكون القطاعات العامة خاصة ومشروعاتها وكيفية توزيع الفوائض وهي المعركة الجوهرية.
لقد ظهرت أدوات وإمكانيات يمكن أن تثري العمل السياسي باتجاهات جديدة أكثر عمقاً.
صار الشكلُ الايديولوجي معارضاً لتحولات الأبنية التحتية المتغيرة، التي تسعى الجماهير لتكون لها حقاً، ولكنها تصعد قوى سوف تحول هذه القطاعات العامة لمصالحها بدرجة أساسية، أو للصالح العام بدرجة ما حسب مستوى وعي القوى السياسية المنتصرة، وحسب موازين الصراع ومستويات الوعي لدى التنظيمات السياسية والعمال.
إن التنظيمات المذهبية الدينية هي تنظيمات شمولية كما أوضحنا في مقالة(الوعي المذهبي والوعي الطبقي)منذ التراث حتى العصر الراهن، أي هي غير معبرة عن الديمقراطية والكادحين، وتؤدلج التراث وتسبب الأضرار السياسية والاجتماعية بعدم رؤيتها الموضوعية.
فكونها تنظيمات تفرض شمولية داخل المنازل والأسر خاصة وعلى النساء بوجه خاص، وهو النسق الإقطاعي الرئيسي في التراث، يسبب ذلك تخلفاً شديداً وانفصاما للمجتمع، وهو تعبير عن عدم القدرة على إعادة النظر في البُنى التقليدية التي تتناقض بشدة مع الثورات الصناعية التقنية المطلوبة عربيا، وسوف يعني ذلك تغليب المُلكيات العقارية والبنكية على الصناعية، وتوسع هيمنة الرساميل الأجنبية على الاقتصادات العربية كما حدث هذا بشكل سريع جدا في ليبيا والتعاقدات التي حدثت مع الشركات الغربية الكبرى بعد أيام من الانتصار العظيم الذي حدث على الدكتاتورية الرهيبة السابقة.
تحويل المعارك نحو محاربة الخمور وتكريس الحجاب واللاعقلانية في قراءات التراث والدين، وإعادة أشكال الزواج المتعي البذخي والتوجه للأبنية والاقتصادات الطفيلية، وتغلب تأثير دول الجزيرة العربية النفطية المحافظ على دول الثورات الديمقراطية المفترضة، هذه كلها بعض ملامح القضايا والمعارك التي يمكن أن تُثار في هكذا اصطدام بين بُنى فوقية متخلفة وبُنى تحتية طامحة لأكبر جديد وثوري في العالم الصناعي المتطور، أي سيظل الحراك لمصلحة الجذور التاريخية.
إن ضخامة الرساميل التي نتجت من الجوانب غير الصناعية في الاقتصادات العربية ستدعم الأشكال الطفيلية من الاقتصادات، وسترحب دولُ الغرب ببقاء الدول العربية أسواقاً ومقدمة للمواد الخام والمواد الخام المصنعة وعدم توجهها لتصنيع السلع أي عدم تحولها لنموذج صيني مزعج آخر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (5-5)
- من أجل الشعبِ أولاً (4-5)
- من أجلِ الشعبِ أولاً! (3-5)
- من أجلِ الشعبِ أولا! (2)
- من أجل الشعب أولاً! (1)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (3-3)
- الوعي الطائفي والوعي الطبقي (2-3)
- الوعي الطائفي الوعي الطبقي (1-3)
- الرأسمالياتُ والدول
- تحليلٌ لكلامٍ مغامرٍ (2-2)
- تحليلٌ لكلامٍ مغامر (1-2)
- ثلاثُ تشكيلاتٍ وسياساتٌ متصادمة
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسارُ المغامر(4-4)
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسار المغامر (3- 4)
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسارُ المغامر (2)
- اليسارُ الديمقراطيلا واليسارُ المغامر (1)
- العرب والقوميات الأخرى
- تطوراتٌ متسارعة وقفزات
- الشعبُ السوري افترسوهُ وحيدا
- القومية والمراجعة التاريخية


المزيد.....




- فيديو ما قاله ترامب لولي عهد البحرين عن الـ700 مليار.. إعادة ...
- الصين تطلق مناورات عسكرية واسعة النطاق في مضيق تايوان
- الخوف والأمل يجتمعان في قلب الخرطوم المدمّرة
- -إدفع يورو واحدا واشتر منزلا-... إقبال عالمي على عرض مغر لبل ...
- مصر تتجه للاستحواذ على سلاح استراتيجي وسط توتر متزايد مع إسر ...
- الدفاعات الروسية تسقط 93 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
- سيناتور ديمقراطي يلقي أطول خطاب في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريك ...
- -2 أبريل 2025 يوم التحرر الأميركي-.. ماذا يقصد ترامب؟
- مصر.. فيديو صادم لشخصين يجلسان فوق شاحنة يثير تفاعلا
- مصر.. سيارة تلاحق دراجة والنهاية طلقة بالرأس.. تفاصيل جريمة ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تقدمٌ بوعي متخلف