|
زلازل بشار الاسد وشروط الشيخ حمد
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 21:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زلازل بشار الاسد وشروط الشيخ حمد
خليل خوري
طرح رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بحل الازمة السورية الشيخ حمد بن جاسم على الرئيس السوري بشار الاسد عدة مخارج كي يسلكها حلا للخلاف الناشب بينه وبين ممثلي ثوار المساجد " المعارضة السورية ". وكأي خبير في حركة السير ومصمم " لخرائط الطرق " فقد ذكر الشيخ حمد ان الوفد العربي قد طلب من الرئيس الاسد وقف العنف بشكل سريع لافساح المجال امام جهود الوساطة لتحقيق الغاية المنشودة . واجراء الحوار مع المعارضة السورية خارج سوريا لان المعارضة لا تجرؤ على الجلوس مع ممثلي النظام على طاولة واحدة في سوريا لافتا في سياق نصائحه بان عدم استجابة النظام للجهود العربية سيؤدي الى خروج القضية من البيت العربي والى تحولها الى قضية دولية . وفي ختام ارشاداته الموجهة للنظام السوري ارسل الشيخ حمد تحذيرا ضمنيا مفاده " ان اللف والدوران لن يفيد في معالجة الازمة وعلى النظام اتخاذ خطوات سريعة وملموسة تجنبا لعاصفة كبيرة. فهل تقاعس النظام عن تلبية المطالب الشعبية ؟ في الواقع ابدى الرئيس السوري منذ بداية الحراك الشعبي مرونة في التعامل مع مطالب المتظاهرين الداعية الى تحقيق اصلاحات سياسية تضمن مشاركة شعبية اوسع في صنع القرار السياسي وفي ملاحقة رموز الفساد حيث اصدر سلسلة من المراسيم التي تصب في هذا الاتجاه وتجلى ذلك بالغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ ستينات القرن الماضي وباصدار قانون للاحزاب يسمح بالتعددية السياسية وفي نفس الوقت يحد من احتكار حزب االبعث للنشاط السياسي ولاحتكاره للسلطة كما يحد من دوره كحزب قائد كما اتخذ قرارا بتشكيل لجنة لتعديل الدستور على نحو يلبي الجزء الاكبر من المطالب السياسية للمعارضة الوطنية السورية مع التحضير لمؤتمر حوار وطني في مختلف المحافظات السورية يهدف الى وضع برنامج عمل وجدول زمني يقود الى الى تحقيق اصلاحات حقيقية . ولكن الرئيس السوري في نفس الوقت لم يمارس أي نقد لنظام التوريث الذي اوصله الى سدة الحكم وجعلة يتخلى عن عمله كطبيب عيون في عاصمة الضباب البريطانية لندن كما انه لم يعترف بعد بالاخطاءوالخطايا التي ارتكبها نظامه سواء ما تعلق منها بتفشي الفساد والرشوة في المراتب العليا للسلطة وفي سيطرة متنفذين ومقربين من النظام على وسائل الانتاج والخدمات الاساسية وفي تقييد الحريات العامة والصحافة وقمع المعارضين وملاحقتهم والزج بهم في السجون والحد من النشاط التنويري والطبقي للتيارات العلمانية واليسارية مع توفير النظام منابر وتسهيلات للتيارات الظلامية وللمؤسسة الدينية مما مكنها وسهل لها توظيفها في غسل ادمغة قطاع واسع من الشعب السوري بالمفاهيم والافكار الغيبية التي تتناقض مع مفاهيم الحداثة والتنوير والتي شكلت في مرحلة لاحقة محركا رئيسيا لثورة المساجد وبوصلة لثوارها وانتشارا فطريا للجماعات الاسلامية المتطرفة , او ما تعلق منها بدعمه لاحزاب ومنظمات طائقية مثل حزب الله وحماس بذريعة انها فصائل مقاومة وطنية وقوى ممانعة تقف في خندق واحد مع النظام السوري في التصدي للمؤمرات والمخططات الامبريالية والصهيونية وهي حجة واهية تدحضها حقيقة ان الانظمة التقدمية والعلمانية لا تتحالف مع مثل هذه القوى الطائفية الظلامية ولا تقدم الدعم لها بل تنسج تحالفات وتقدم الدعم للاحزاب ولفصائل التقدمية التي تتبنى برامج تصب في خدمة شرائح اجتماعية لها مصلحة في التحرر الوطني والاجتماعي بغض النظر عن مذهبها ودينها وقوميتها . فلو صح ان النظام السوري كان نظاما ممانعا ويسعى الى مواجهة حقيقية مع الامبريالية وادواتها من الانظمة والاحزاب الرجعية على الساحات العربية فقد كان الاولى به ان يقيم تحالفات ويقدم الدعم لللحزب الفومي السوري والشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والتنظيم الناصري والاحزاب القومية على الساحة اللبنانية وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولكنه امتنع عن ذلك بل ساهم في وقت من الاوقات في تضييق الخناق على بعضها والحد من حرية حركة البعض الاخر تمشيا مع سياسة مسايرة الانظمة الرجعية العربية كسبا لمساعداتها و جذبا لاستثماراتها وتفاديا لاية مواجهة معها وكما نراها الان تتجلى في عدم كشف النظام عن الجهات العربية التي تحرض قطاعات من الشعب السورى للثورة عليه و لخوض حرب عصبات ضده . كما نلمسها في تصريحات مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان وحيث اعلنت ان امنيتها ورغبتها تتمثل في المرحلة الراهنة في الالتقاء بخادم الحرمين وكأن الاخير ليس طرفا ومحركا رئيسيا لثورة المساجد السورية وممولا رئيسيا لجماعة الاخوان المسلمين وللجماعات السلفية الناشطة على الساحة السورية ضد النظام السوري .مرة اخرى نكرر ان اصلاحات بشار الاسد لن تكتسب ابة مصداقية الا اذا مارس نقدا ذاتيا لكافة الاخطاء التي ارتكبها وبادر في نفس الوقت الى انتهاج سياسات تقود الى اصلاحات حقيقية في كافة المجالات والى اقامة تحالفات مع القوى التقدمية والعلمانية على الساحتين السورية والخارجية مع انهاء علاقته للقوى المناهضة لها فكرا وممارسة وانهاء ارتهانه لايران التي لا تختلف في اطماعها بالثروات العربية و في فرض هيمنتها ونشر نفوذها في الساحات العربية عن اطماع الامبريالية والصهيونية في الثروات والمياه العربية وحيث تتجلى اطماعها باحتلالها للجزر العربية طمب الكبرى والصغرى ولاقليم الاحواز كذلك لن تكتسب اصلاحات بشار اية مصاداقية الا اذا دعا لاجراء انتخابات عامة لمنصب رئيس الجمهورية واشدد على هذه النقطة لانه احتل هذا الموقع استنادا وتطبيقا لنظام التوريث العائلي الذي وضعه والده الراحل الفريق حافظ الاسد وليس استنادا الى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يشارك فيها العشرات من المرشحين المتنافسين على هذا المنصب واتخذ في نفس الوقت قرارا بحل البرلمان ومجالس البلديات وبالدعوة الى انتخابات عامة لاختيار ممثلى الشعب في هذه الهيئات التمثيلية . بدلا من ممارسة النقد فقد راح في حوار اجرته معه صحيفة صاندي تلغراف البريطانية يهدد ويتوعد قائلا : سوريا اليوم هي مركز المنطقة انها الفالق الذي اذا لعبتم به تتسبون بزلازل هل تريدون رؤية افغانستان اخرى او العشرات من افغانستان ؟ واضاف : اية مشكلة في سورية ستحرق المنطقة باسرها . مثل هذا الزلزال لن يحدث حتى لو كان في حوزة سوريا ترسانة من الصواريخ والدبابات والطائرات والقطع البحري فهذه الاسلحة لن تصمد طويلا في مواجهة الاسلحة المتطورة التي سوف تستخدمها جيوش تحالف دولى يضم دولا مجاورة لسوريا فضلا عن اسلحة حلف الاطلسي ولكن الرئيس السوري يستطيع ان يجهض المشروع الاميركي الهادف الى الهيمنة على سوريا لو مارس نقدا ذاتيا كما قلنا لنظام حكمه وبادر بدون ابطاء الى تشكيل حكومة وطنية تضم ممثلين عن المعارضة الوطنية التي ترفض التدخل الخارجي لتقوم بدورها في اتخاذ ترتيبات تضمن اجراء انتخابات نزيهة وشفافة لاختيار رئيس الجمهورية وللمثلي الشعب في البرلمان وللمجالس البلدية كما يستطيع الرئيس السوري ان يحدث زلزالا في المنطقة لو لجأ الى حرب الشعب طويلة الامد لمواجهة اي عدوان قد تتعرض له سوريا من جانب الدول المجاورة لها ومن قوات الناتو ثم توسيع دائرة حرب الشعب لتشمل كافة الفصائل الوطنية في الدول المجاورة المناهضة لانظمتها الرجعية وللهيمنة الاميركية الاسرائيلية . وبغير ذلك فان نظام السوري لن يصمد طويلا في اي مواجهة قادمة مع قوات الناتو واي قوة عربية تلتحق بركب الناتو بل سيقسط سريعا وسيتم ترتيب الاوضاع بعدئذ في سوريا وفقا للمصالح الامبريالية الصهيونية . وبالعودة الى الحلول التي طرحها الشيخ حمد لنزع فتيل الازمة السورية وفي مقدمتها سحب القوات السورية من المدن السورية اقول انها شروط تعجيزية ولقد تعمد الشيخ القطري وضعها على طريق الحل لا لنزع فتيل الانفجار بل لمعرفته بان النظام السوري لن يقبل بها باي حال من الاحوال طالما ان سحب القوات من حمص سيسهل للجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة وجماعات الاخوان المسلمين وحزب التحرير الاسلامي بسط سيطرتهم الدينية والمسلحة على هذه المدن ومن ثم تحويلها الى امارات اسلامية تاتمر باوامر الجهات الممولة والداعمة لهذه الجماعات و حيث لم يعد خافيا على احد ان السعودية وقطر هما المصدر الرئيسي لامدادها بالمال والسلاح والمتطوعين الاسلاميين وذلك تنفيذا لمشروعهم الرامي الى الهيمنة على سوريا وغيرها من الدول العربية المتقدمة حضاريا على السعودية عبر بدونة هذه الدول ونشر المذهب الوهابي فيها وحيث ثبت للادارة الاميركية ان تطبيق النموذج الاخواني الديني في الحكم هو افضل وسيلة لاخماد ثورات الشعوب العربية ضد الانظمة الاستبدادية ولضما ن هيمنتها على المنطقة ونهب ثرواتها . ولا مفر بعد رفض النظام السورى لشروط اللجنة الوزارية العربية من ان تلجا الجامعة العربية الى مجلس الامن لطلب الحماية الدولية للشعب السوري !!
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-جرذ الناتو- مصطفى عبد الجليل يكشف عن توجهاته الاخوانية
-
ثوار الناتو يحتفلون بالدمار الشامل لليبيا وقتل القذافي وسحل
...
-
بشار الاسد في مواجهة الانذار الاخير لوزراء الخارجية العرب
-
ان ينصر الله اميركا والاخوان المسلمين فلا هزيمة لهما
-
حشود عسكرية تركية واسرائيلية على حدود سوريا وتحذير سوري للار
...
-
هل تخلى -غليون - عن جنسيته الفرنسية او طرح برنامجا سياسيا حت
...
-
برعاية غليون والشقفة ستتحول سوريا من دولة رعوية الى دولة مدن
...
-
لماذا امر اوباما باعدام ابن لادن بدلا من محاكمته امام القضاء
...
-
بلاغ صادر عن الجناح العسكري للثورة العرعورية جبهة حمص والرست
...
-
التهديد بحل السلطة الفلسطينية واطلاق مسيرات مليونية باتجاه ح
...
-
معارضون سوريون يطالبون بالتدخل العربي والدولي لحماية الشعب ا
...
-
يا للمهزلة : برهان غليون يتحالف مع الاخوان المسلمين
-
حظر فرنسا الصلوات في الشوارع يعرقل تواصل الموحدين مع الله!!
-
هل يؤلّه المسلمون المسيح كما يؤلهه النصارى ؟
-
يوم - للترحيب بتدخل الناتو - , ويوم للغضب ضد روسيا !!!
-
بوحي من اقتحام السفارة الاسرائيلية بالشواكيش فهل يقتحم الفلس
...
-
هل من شيم الثوار سرقة الكنائس والتمثيل بجثث الجنود وتدمير ال
...
-
الجامعة العربية ترعى الاستبداد في مشيخات النفط والغاز ولا تس
...
-
الرهبان يتحرشون جنسيا بالاطفال وبابا روما يكفر عن ذنوبهم بال
...
-
قبل هجومه على سوريا الخليفة العثماني يطرد السفير الاسرائيلي
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|