علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 19:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوهابيون في السعودية يكتشفون أسباب التصحر !!
في أحدث فتاوى مايسمى ب( رجال الدين ) في السعودية , ماطلع علينا منهم اليوم من تفسيرٍ لعدم سقوط الأمطار في السعودية بعد ( صلاة الأستسقاء ) التي دعى اليها الملك ولم تثمر !, فقد تناقلت وكالات الأنباء خطب ( أئمة مساجد ) في مكة والمدينة وجازان وبريده والطائف ومواقع أُخرى في مملكة آل سعود , يؤكدون فيها على أن عدم نزول الأمطار رغم صلاتهم المؤتمرين بها من الملك , سييه ( كثرة المعاصي والفحش والحسد )!!.
لكن هؤلاء ( الأتباع ) لم يوضحوا للعامة ولنا المتلقين عبر مواقع الأنترنت , عن أي معاصٍ وفواحش وحسد يقصدون !!
أهي فواحش الملوك القابضين على الرقاب ومعاصيهم المنتشرة على طول البقاع في العالم ؟ أم على أستغاثات العباد الجاثمين على أنفاسهم منذ قرن , هؤلاء الموظفينن بعنوان ( خطيب مسجد ) , المرتبطين بدوائر الولاء للملك ونظامه الحجري الخادم لأجندات الغرب منذ معاهدات ( سايكس بيكو ) سيئة الصيت , يمارسون سياسات التجهيل والتعتيم لعموم الناس بعيداً عن جوهر الدين الذي يدعون تمثيله وسياقمنطق الحياة الذي يحاولون تشويهه .
لقد أنتبه العالم من أقصاه الى أقصاه الى مشكلة التصحر التي هي واحدة من نتائج التلوث البيئي الذي تشتغل عليه نخب العلماء في بقاع الأرض من أجل الوصول الى افضل صيغ العمل المشترك لمحاصرة آثاره المدمرة , تمهيداً للحد من مخاطرها على البشرية , من خلال الأتفاقات الدولية الضامنة لتخفيض مسبباته القاتلة من الغازات المنبعثة من مراكز التصنيع العالمي غير المبالية بنتائجه الوخيمة على الحياة بأسرها .
فطاحل ( الخطباء ) في مساجد السعودية , بعد فشلهم في ( أِسقاط الأمطار !) , لم يجرؤوا على مواجهة قرار مليكهم الآمر!,فلاذوا بالفرار صوب أتهام الفقراء بأنهم السبب في عدم سقوطها ,لأن الفقراء عصاة ومرتكبين للفحشاء وحاسدين للأغنياء !,
وهم ( خطباء المساجد ) يفترشون عباءة الظالم للقصاص من المظلوم !, في واحدة من أقبح صور الولاء للملك على حساب جوهر الدين وتعاليمه , وهم بذلك لايمثلون نشازاً خارجاً عن نطاق المؤسسة الدينية الوهابية التي أجتهدت في الماضي والحاضر وبالتحالف مع المحتل الغربي سابقاً والآن لتحقيق مصالح آل سعود , الشجرة الخبيثة في خاصرة العرب في التاريخ الحديث .
مع هكذا فتاوى , ومن هكذا أدعياء يرتقون الى صفات الشيطان , يكون منهج الدكتاتوريات الدينية والسياسية , يمارس آخر أوراقه في السحر والشعوذه لدرء الأخطار عن مؤسساته المتعفنة , وهو بهذه الأساليب يحفر قبورة الطامرة لبشاعته ويعلن دون أن يعي سذاجة خطابه الديني والأعلامي ليكون شاهداً على سقوطه القريب .
علي فهد ياسين
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟