أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - تبرعوا لبناء.. -تليفزيون مستقل-














المزيد.....

تبرعوا لبناء.. -تليفزيون مستقل-


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهرت خلال الأيام الأخيرة دعوة لاكتتاب شعبى من أجل انشاء قناة تليفزيونية "مستقلة".
وجاءت هذه الدعوة فى أعقاب أزمة البرنامج الحوارى الذى يقدمه الاعلامى اللامع الزميل يسرى فوده على قناة "أون تى فى"، ووصلت الى حد اضطرار "يسرى" إلى "تعليق" تقديم برنامجه نظراً لـ "الضغوط" التى تعرض لها، رغم نفى اللواء اسماعيل عتمان عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة "لوجود رقابة على الاعلام أو إملاء أو فرض أى رأى على أى إعلامى".
ولا شك ان أزمة برنامج يسرى فوده تمثل حدثاً مهماً لا يجب ان يمر مرور الكرام، ويجب "التحقيق" فى تفاصيل وخلفيات هذه الازمة، فهذا من ليس من حق الاعلام والصحافة فقط وإنما من حق المجتمع بأسره أيضاً.
وفى الحقيقة فان القضية لا تتعلق بـ "شخص" زميل واحد (هو يسرى فوده) أو بـ "برنامج" بعينه (هو آخر كلام) أو بـ "قناة تليفزيونية" وحيدة (هى أون تى فى). وإنما هى قضية "كاشفة" لأزمة أعم يعانى منها الاعلام المصرى.
والأزمة الاشمل التى نقصدها هى ان الاعلام المصرى بأوضاعه الحالية يقع إما تحت رحمة ملكية الحكومة، وبالتالى سيطرتها تحت رحمة عدد محدود من رجال الأعمال.
وفى الحالتين لا توجد ضمانات لكى تعبر وسائل الاعلام عن المجتمع بموضوعية ونزاهة بعيداً عن أجندات هؤلاء ومصالح أولئك.
وهذه المشكلة الاخيرة بدورها جزء من مشاكل بنيوية أكبر يعانى منها الاعلام المصرى منذ سنوات:
المشكلة الأولى تتمثل فى القيود المفروضة على حرية اصدار الصحف وانشاء محطات الاذاعة وقنوات التليفزيون.
والمشكلة الثانية تتمثل فى غياب قانون ديموقراطى يتيح الوصول الى المعلومات وحرية الحصول عليها وحرية تداولها.
والمشكلة الثالثة تتمثل فى استمرار وجود ترسانة من القوانين المقيدة لحرية التعبير وبالذات تلك المواد القانونية البالية التى تجيز الحبس فى قضايا النشر والتى كان الرئيس المخلوع حسنى مبارك قد وعد بإلغائها، لكن السنوات مرت حتى تمت تنحيته دون أن يقترب من هذه المواد التى لم يعد يوجد مثيل لها فى أى بلد ديموقراطى.
والمشكلة الرابعة هى التدهور المخيف فى حرفية الإعلام وأصول المهنة بعد سنوات وعقود ظل الترقى خلالها فى المهنة محكوماً بمعايير النفاق ومسح الجوخ والولاء الشخصى والسياسى وليس للكفاءة والجدارة.
لكن يبقى الجذر الأعمق للأزمة متمثلا فى استمرار وجود الإعلام المصرى كمجرد "ظاهرة قاهرية" بلا قاعدة فى ريف وحضر مصر نتيجة لوصاية العاصمة وقيود الإصدار للصحف والإنشاء لمحطات الاذاعة والتليفزيون، ولذلك فان ما نقصده من تحطيم هذه القيود المشار إليها هو ان يكون من حق كل قرية فى ريف مصر ان تصدر صحيفتها (مهما كانت فقيرة وبسيطة) وان تنشئ إذاعتها وقناة تليفزيونها المحليتان (على الانترنت وبتكاليف محدودة تكفلها التكنولوجيا)، وفى هذا الإطار الاوسع من الحرية الإعلامية تأتى مبادرة الدعوة الى الاكتتاب الشعبى لانشاء قناة تليفزيونية "مستقلة" عن كل من نفوذ الحكومة وسطوة القطاع الخاص، ولعل مصر بالذات لها تاريخ فى مثل هذه الاكتتابات الشعبية التى أسفرت عن بناء صروح مهمة فى المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وفى مقدمتها مبادرات طلعت حرب التى تزامنت مع النهوض الوطنى لثورة 1919.
وليست الاكتتابات الشعبية هى الآلية الوحيدة، بل ينبغى إجراء حوار مجتمعى حول أشكال "تعاونية"، وغيرها لملكية وسائل الإعلام.
لكن لا يجب لمثل هذه المبادرات الشعبية المطلوبة بشدة، ان تحرف الانظار عن مهمة أساسية موازية هى إنهاء الاحتكار الحكومى للإعلام.. فالأثير مرفق عام مملوك للمجتمع بأسره وليس مملوكا ملكية خاصة للحكومة.. أى حكومة.. كما أنه ليس امتيازاً لعدد يزيد أو يقل من رجال الأعمال.
باختصار .. يجب ان تصل رياح الثورة إلى قطاع الإعلام الذى مازال نائما فى العسل .. الأسود.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحد ينام فى مصر!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت» (1)
- ابحث مع الشعب: جهاز أمن خرج ..ولم يعد!
- سجن أبوغريب علي أرض مطار القاهرة!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت»(2)
- ليالي -الثورة- في فيينا
- من المسئول عن مذبحة ماسبيرو؟
- -بدلة- المشير!
- مستقبل مجتمع -البيزنس-... بعد الثورة
- الدين والسياسة.. للمرة الألف!
- احمد عز مازال يهدد
- إيقاظ قانون سيئ السمعة
- ثورة الاقتصاد:الفريضة الغائبة (2)
- ثورة الاقتصاد : الفريضة الغائبة (3)
- ثورة الاقتصاد:الفريضة الغائبة (4)
- ثورة الاقتصاد: الفريضة الغائبة (5)
- ثورة الاقتصاد: الفريضة الغائبة (1)
- والنوبة أيضاً.. فى خطر يا ناس!
- لماذا أصبحت أحوال الناس أسوأ... بعد الثورة؟!
- هل من الضرورى ل «يناير» أن يكره «يوليو»؟!


المزيد.....




- مصر.. الداخلية: القبض على شخص نشر -عبارات مسيئة- على شاشة إع ...
- ألمانيا تحظر مجلة يمينية بدعوى نشرها الكراهية ومعاداة السامي ...
- 4 قتلى وجرحى آخرون جراء إطلاق نار بمحيط مسجد بمنطقة الوادي ا ...
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمي نائبه المنتظر ...
- رجل أعمال روسي يعرض مكافأة مالية كبيرة لإسقاط أول طائرات -إف ...
- مركز الأمن البحري العماني: 16 مفقودا بعد انقلاب ناقلة نفط قر ...
- -علاج خفي- محتمل للسرطان
- وسائل إعلام: ماكرون سيقبل استقالة حكومة أتال هذا المساء
- مصر.. مقطع فيديو لمقتل شخص في حي شعبي يثير جدلا
- وزيرة إسرائيلية تلوّح بإسقاط الحكومة إذا انسحب الجيش من محور ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - تبرعوا لبناء.. -تليفزيون مستقل-