|
التصعيد الاسرائيلي أهداف ومعاني ..؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 13:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
..... حكومة الاحتلال اعلنت حربا شاملة على الشعب الفلسطيني،والتصعيد جاء في ظل اشتداد أزمة الاحتلال الداخلية حيث تتصاعد الاحتجاجات الاجتماعية والشعبية على خلفية ارتفاع الاسعار والغلاء في الشقق السكنية والمواد الغذائية والمواصلات العامة،وتصاعد الاحتجاجات وتوسعها وشموليتها من شأنه ان يطيح بحكومة نتنياهو،وبالمقابل فإن ما تحقق من نجاحات فلسطينية من شأنه ان يدعم ويقوي معسكر ونهج وخيار المقاومة في الساحة الفلسطينية ويسقط الرهان على المفاوضات كنهج وخيار وثقافة،فهناك انجاز وطني تحقق باتمام صقفة التبادل وتحرر مئات الأسرى الفلسطينيين الذين كان من غير الممكن تحررهم بغير هذه الطريقة والأسلوب،وما رافق ذلك من احتفالات جماهيرية وواسعة على طول ساحات الوطن وعرضه تمجد خيار ونهج المقاومة وتدعو الى سلوك نفس النهج والخيار في تحرير بقية اسرنا في سجون الاحتلال،وفي نفس السياق وبالتزامن مع ذلك خاض أسرانا في سجون الاحتلال اضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة تزيد عن عشرين يوماً، تمكنت من خلاله الحركة الأسيرة من توجيه رسالة قوية الى ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية والمستوى السياسي المسؤول عنها،بأن أسرنا لن يتنازلوا عن حقوقهم ومنجزاتهم ومكتسباتهم التي عمدوها بالدماء والتضحيات، وفي هذا الاطار اعلنت ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية واعترفت بعقائدية ومبدئية الأسرى الفلسطينيين وثباتهم على مواقفهم ومطالبهم بالقول نحن نواجه منظمه خطيره تابعه للجبهه الشعبيه وراسها سعدات في السجون نتمنى انهم لو لم يكونوا... نخشى من فك عزلهم ونخاف من تهديد قيادتهم ... ونتوقع مره اخرى من هؤلاء مواجهه اشد واقسى من التي قبلها،وليس هذا فحسب بل اصرار القيادة الفلسطينية على التوجه الى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على الإعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/1967 رغم كل التهديدات والضغوطات الأمريكية والاسرائيلية،هذه المعركة الدبلوماسية التي عرت وكشفت الموقف الأمريكي بشكل سافر،وكذلك تعميقها لعزلة اسرائيل الدولية،وما حققته هذه الخطوة من نجاحات دبلوماسية فلسطينية عالمياً. كل هذه التطورات من شأنها أن تضع القيادة الإسرائيلية أمام خيارات جديدة على ضوء تلك المستجدات،فحكومة قامت على العنصرية والتطرف والحقد وانكار حق الغير في الوجود ولا تؤمن الا بسياسة العربدة والبلطجة والزعرنة،فمن غير المتوقع منها أن تسلك سلوك الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني ولو في حدودها الدنيا (دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران )،ولذلك وجدنا حكومة الاحتلال ترفع من وتيرة تهديداتها للأسرى المحررين بالقتل واعادة الاعتقال اذا ما عادوا الى المقاومة،وكذلك فعل المستوطنين حيث أعلنوا عن جوائز مالية ضخمة لكل من يقتل اسير فلسطيني محرر ووزعوا صورهم على الجمهور الاسرائيلي،وأيضاً وزعت تعليمات صارمة على جنودها بعدم الوقوع في الأسر،وحتى لو حصل ذلك فإنها تدرس تطبيق قوانين جديدة،تقلل من الثمن المدفوع لقاء أي عملية تبادل،بما في ذلك قتل واغتيال قادة الفصائل الفلسطينية التي تنفذ اختطاف وأسر جنود اسرائيليين،وكذلك حتى تفرغ ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية الانجاز الذي حققه الأسرى في اضرابهم المفتوح عن الطعام من مضمونه،ولكي تتنصل من الوعود والاتفاقيات مع الأسرى بتحقيق جزء كبير من مطالبهم مقابل وقفهم وإنهائهم لإضرابهم المفتوح عن الطعام،شنت حرباً شاملة على الحركة الأسيرة الفلسطينية،ولكون الاضراب خيض من قبل رفاق الجبهة الشعبية تحت عنوان انهاء عزل الأمين العام للجبهة الشعبية القائد سعدات ورفاقه وأخوته الآخرين المعزولين،ولكون سعدات كان عنواناً ورمزاً بارزاً في هذا الإضراب،أقدمت حكومة الاحتلال وأجهزة مخابراتها على تمديد عزله لعام آخر هو والمجاهد حسن سلمه،ولم تكتفي بذلك بل شنت هجمة شرسة على الأسرى من عمليات اقتحام لغرف الأسرى وتفتيشات مذلة ومهينة وتنقلات واسعة في صفوف الأسرى،ناهيك عن قيام حكومة الاحتلال وأجهزة مخابراتها باعتقال ما يزيد عن 75 مواطن فلسطيني من بداية تنفيذ صفقة التبادل وحتى الآن. والحرب لم تطال الأسرى المحررين والحركة الأسيرة،بل شملت تهديدات بالتصفية للقيادة الفلسطينية،حيث دعا البلطجي ليبرمان الى تصفية الرئيس الفلسطيني محمود عباس،واعتباره ليس شريكاً في "العملية السلمية"،هذا الرئيس الفلسطيني الذي أقدمت اسرائيل على اغتيال وتصفية سلفه الرئيس الراحل ابو عمار تحت نفس الحجة والذريعة،في وقت طبلت وزمرت حكومة الاحتلال ومعها أمريكا وأوروبا الغربية بأن إزاحة الرئيس الراحل أبو عمار وتولى الرئيس أبو مازن السلطة مكانه،سيدفع نحو تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني،بل ربما تصبح الدولة الفلسطينية أرض اللبن والعسل،ولنكتشف لاحقاً رغم المعرفة المسبقة بذلك،بأن المطلوب اسرائيليا وأمريكياً وأوروبياً هو كرازي او مالكي أو عبد جليل جديد ينفذ الشروط والإملاءات الإسرائيلية والأمريكية ويتخلى أو يتنازل عن حقوق شعبه،ولذلك عندما رفض الرئيس الفلسطيني الإستجابة لتلك الشروط،بدأت التهديدات والإتهامات الإسرائيلية له من قبل أركان الحكومة الاسرائيلية وبضوء أخضر أمريكي. كل ذلك ترافق مع شن عدوان على قطاع غزة لإفساد فرحة الاحتفال بتحرير الأسرى،وكذلك العمل على ضرب وتصفية قوى المقاومة ،او الحد من قدراتها ومنع تسلحها وتطوير أدائها العسكري والتسليحي،ولكن ما كان مفاجئاً لحكومة الاحتلال أن قوى المقاومة بمختلف أجنحتها العسكرية لم ترتجف أو تصاب بالذعر،أو تركن الى الندب والبكاء،بل ردت على ذلك العدوان بقصف طال مدن وتجمعات الاحتلال وبأسلحة أكثر تطوراً ودقة وأبعد مدى وفاعلية. وكذلك التصعيد الاسرائيلي لم يقتصر على ذلك،بل واصل المستوطنين عربداتهم وزعرناتهم واعتدائهم على المواطنين وممتلكاتهم ومحاصيلهم على طول وعرض جغرافيا الوطن وتحديداً محصول الزيتون من حيث سرقته وقطع واحراق أشجاره ومنع المواطنين من جمع ثمار محاصيلهم وتحديداً في المناطق القريبة من المستوطنات. ناهيك عن تصاعد وتائر الإستيطان في القدس والضفة الغربية،وأيضاً إستهداف المؤسسات المجتمعية المقدسية بالإغلاق والتصفية في إطار سياسة التطهير العرقي المنفذة بحق السكان المقدسيين،حيث تم إغلاق أربعة مؤسسات مجتمعية مقدسية تقدم خدمات اجتماعية وقانونية وتوعوية وإرشادية للسكان المقدسيين هي مؤسسات القدس للتنمية وشعاع النسوية وساعد وعمل بلا حدود،لتضاف الى أكثر من ستة وعشرين مؤسسة مقدسية جرى إغلاقها منذ ما يسمى بعملية السور الواقي/ 2002. نعم هذا التصعيد الإسرائيلي والحرب التي تشن على الشعب الفلسطيني،هي حرب تشن على نهج وخيار يتصاعد ويتطور ويتجذر في أوساط الشعب الفلسطيني،ألا وهو خيار المقاومة،في وقت يسقط فيه الرهان على نهج وخيار بائس ثبت فشله وعقمه في تحقيق الحد الأدنى من حقوق شعبنا وعلى مدار ما يقارب العشرين عاماً،ألا وهو نهج وخيار المفاوضات. القدس – فلسطين 31/10/2011 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزيرة .... الربيع العربي .... وسايكس بيكو جديد ..
-
علمهم يا رفيقي أحمد ...!!؟؟
-
بعد إعدام القذافي/ ليبيا على مفترق طرق ..؟؟
-
وانتصر الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية ..
-
إستثناء أسيرات الداخل سقطة أخرى يا حماس ..؟؟
-
صفقة تبادل الأسرى انجاز ....ولكن ..؟؟
-
لمن لا يعرف القائد الوطني حسام خضر ..؟؟
-
سعدات وأبو الهيجا الرسالة وصلت ...
-
من اختطاف النائب عطون ..... الى إحراق مسجد النور..
-
عن اضراب الأسرى .....والتصفيات الجسدية
-
العالم صفق لعباس .... والكونجرس صفق لنتنياهو .
-
خطاب أوباما خيبة جديدة ..
-
المقدسيون ....ومخاطر قانون أملاك الغائبين ..
-
معركة الحرب على المنهاج في القدس بدأت ..؟؟!!
-
لماذا يلدغ العرب والمسلمين من جحرهم مئة مرة ...؟؟؟
-
استحقاق أيلول تهديد اسرائيلي ..... وجدل فلسطيني محتدم ..
-
ليبيا الانتصار .... والسقوط في المستنقع ..؟؟
-
لماذا استهداف قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية بالعزل ..؟؟
-
المناضل ناصر ابو خضير ذلك الرجل في الزمن الرديء ..
-
تسونامي استيطاني في القدس ...
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|