أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - الانظمة الدكتاتورية والتربية الهمجية!














المزيد.....

الانظمة الدكتاتورية والتربية الهمجية!


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3531 - 2011 / 10 / 30 - 23:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان كل الانظمة الدكتاتورية في العالم تنهل من ذات المصدر في تربيتها وسلوكها وكيفية تعاملها مع الاخر، فطيلة سنوات مريرة من حكمها الاسود نجحت في انتاج مجاميع بشرية همجية في سلوكها حتى من كان منها يعمل ضدها، فقد انتج نظام صدام حسين مئات الالاف من المجرمين والسراق والقتلة الذين ينهبون العراق ويذبحون ابنائه من الوريد الى الوريد تحت مسميات كثيرة تشبه شعارات البعث في تخديرها ومداعبتها لغرائز الانسان المنفلت.

مرة أخرى يقتل الملك أو الرئيس دونما محاكمة وخارج دوائر الشرعية القانونية والدستورية وبعيدا عن الحكمة والعقل، فتضيع مع نزف دمائه، أسرار دولته المختزلة في شخصه وأسرته، وتحرق صفحة من اخطر صفحات الشعوب، في لحظات انفعالية من الهيجان والانفلات الذي يغيب عنه العقل والحكمة، وتضيع بين موجات صراخاته حدود الحقيقة وأسرار الساعات الأخيرة!؟

تخيلوا لو أن صداما كان قد وقع بيد العراقيين قبل وصول الأمريكان اليه ماذا كان سيحصل له؟

وتذكروا ايضا كيف تمت عملية اغتيال العائلة المالكة وهي مستسلمة تنوي الرحيل وترك البلاد؟

المشاهد كثيرة والسلوك مستنسخ عبر الأجيال منذ مقتل الخلفاء والأئمة وما تلاهم الى يومنا هذا، حيث يمتلأ تاريخ هذه المنطقة بأمثلة لا تعد ولا تحصى، لما جرى للزعيم الليبي المستبد من نهاية مأساوية، اختتم فيها افراد هائجين من الثائرين، حقبة استمرت اكثر من اربعين عاما، سادت فيها الدكتاتورية وتأليه الزعيم، واختزلت الدولة والشعب وما فيهما بذلك الشخص، حتى يظن المرء ان ما حصل ويحصل دوما ما هو الا نتاج تلك التربية القاسية التي مارسها الزعيم وغيره ممن سينتهون ذات النهاية آجلا أم عاجلا، الا من أنقذه محتل أو أجنبي كما حصل لدكتاتور العراق الذي نال ما لم ينله زعيم أو ملك مخلوع من حقوق في تاريخ هذه المنطقة من حق الدفاع عن النفس بحرية مطلقة؟

مرة أخرى تظهر لنا شاشات التلفزة صورا بشعة من وحشية الأنظمة، مختزلة ومتمثلة بسلوك أولئك الذين لم يدركوا معنى ان الذي بين ايديهم رئيس دولة، ظن نفسه ربا أوحدا ومالكا لكل اسرارها وثرواتها، ولا يمكن تصفيته قبل معرفة كثير من اسرار مفاتيح تلك الدولة، وحقوق مئات آلاف من الذين قتلوا أو غيبوا بأوامر منه ومن نظامه، كما حصل مع الزعيم عبدالكريم قاسم رغم الفرق الشاسع والكبير بينه وبين زعيم ليبيا المقتول، الا ان الأول ايضا تمت تصفيته بذات الهمجية والهياج المنفلت الذي أضاع فرصة كبيرة على الشعب والقضاء لمعرفة الحقيقة وأسرار الدولة التي دفنت معه؟

المشاهد مؤلمة تارة ومخزية تارة أخرى، مؤلمة انها ليست حضارية ومحبطة وتمثل سلوكا همجيا خارج القانون، ومخزية لأنها تصور شكل مقزز لنهاية هؤلاء الأوباش من الحكام الذين أوهموا شعوبهم بأنهم عمالقة ومنقذين وفرسان وأبطال، فتبين مدى جبنهم وتفاهتهم وهم اما هاربين كالصعاليك او متخفين بزي امرأة او في جحر في باطن الأرض أو في أنابيب المياه الثقيلة!؟

وفي كلتا الحالتين ( المؤلمة والمخزية ) هي نتاج تربية وثقافة وسلوك حكمت به تلك الأنظمة والدكتاتوريات شعوبها لعقود طويلة وربما قرون غابرة، شوهت خلالها كثير من أنماط السلوك والتصرف والتعاطي لدى فئات كثيرة من الشعب، في مواقف كهذه التي شهدناه مع عقيد ليبيا وقبله العشرات من الملوك والرؤساء، ورغم هذه الصورة القاتمة فلربما ما جرى في العراق من محاكمات لرموز النظام تعطي املا بانحسار هذه الثقافة البائسة في الانتقام والتصفية خارج القانون والعدالة، وتتحول الى تقليد كما يحصل الآن في القاهرة؟



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي سقط ويسقط الان!؟
- كفاح محمود من الاعدام الى شاشات الاعلام!
- بطانات الطغاة وحلقاتهم الملساء؟
- ارحلوا فقد صدأت كراسيكم؟
- دكتاتورية الفساد والافساد؟
- جناح سقط وآخر يحتضر؟
- المعارضة بين البرلمان والشارع؟
- انهم يسرقون الكحل من العيون؟
- مدن تغمرها القرى؟
- من اجل مستقبل مشرق... لنتحاور*
- الاعلام العربي وحق تقرير المصير؟
- الاقليات في العراق وصراع الوجود
- كاتدرائية النجاة والاسئلة الموجعة؟
- الحواسم وبازار المناصب؟
- مبادرة البارزاني والعهد الجديد
- بين كلاله واربيل يجتمع العراق
- ما أحوجنا لحجارة المتنبي؟
- برلمان أم مجلس لتنابلة السلطان!؟
- حكومة عراقية.. أم ممثلية لدول الجوار؟
- إرجعوا من نصف الطريق!؟


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - الانظمة الدكتاتورية والتربية الهمجية!