أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رعد الحافظ - أسباب وطرق , التمييز بين البشر !














المزيد.....

أسباب وطرق , التمييز بين البشر !


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 19:00
المحور: المجتمع المدني
    


كانت المحاضرة الشهريّة التي نحضرها في العمل , هذهِ المرّة عن التمييّز بين البشر , التمييز بنوعيهِ الإيجابي والسلبي وكيف يمكن تجاوز الأخير ؟
التمييز الإيجابي مطلوب طبعاً , كحالات تفضيلِ المريض أو المُصاب الأكثر خطورة على باقي المرضى عند الإنتظار .
أو تفضيل الطفل على الكبير , والمسّن على الشاب , و الجائع على المتخم , والأضعف عموماً .. على الأقوى والاقدر !
بدأ السيّد ( فريدريك لوندبلاند ) محاضرتهِ بمقدمة ظننتُها لاعلاقة لها بموضوعنا .
فبعد أن نصحنا في البدايّة بالإستغراق (( 7 ثواني )) قبل التسرّع بالإجابة كطريقة علميّة محسوبة لتجميع أكبر عدد من الملاحظات عن الموضوع , عرض علينا صور , من جميع الأنواع , بعضها لبشر عاديين , تقابلهم وظائف معيّنة مرّة , وأسماء مرّة .
ونحنُ نختار ( نتوقّع ) رقم الصورة مع الوظيفة أو الإسم !
فالمدير , يُفترض أنّه صاحب البدلة أو التكشيرة مثلاً , بينما الطالب هو الأصغر عمراً أو الأنحف بينهم , هكذا قستُ أنا الأمور , فظهرت معظم إجاباتي خاطئة وباقي الحاضرين ال 50 لم يكونوا أفضل منّي حظاً .
عاد فأوضح لنا عمل كل شخص مع شرح بسيط عن إمكانيّة ذلك , وجدنا كلامهُ معقولاً وممكناً , فعاد وتحدث عن ال 7 ثواني للتفكّر أو التفكير .
أرادَ أن يقول لنا / أنّ المظهر لوحدهِ , ليس كافياً للحكم على الجوهر !
وخلال حديثهِ يعمد الى لقطات مضحكة غير متوقعة , كأن يقول للجالس قرب الباب , رجاءً إفتح الباب , وعندما يهّم ذلك الشخص بفتحهِ مباشرةً يعود ( فريدريك ) ليقول : لا تفعل كنتُ أمزح , لماذا سأحتاج فتح الباب ؟ تذّكر ال 7 ثواني !
وهكذا إستمر بخفّة الروح , وهذهِ طبيعة السويدين غالباً ( أنا لا أفهم كيف يصفهم البعض بعكس ذلك ) , في أكثر المُحاضرات التي حضرتها طيلة عقد كامل , نصفها ضحك , رغم كمّ المعلومات الطازجة التي نحصل عليها بحيث نستغرب بعضها !
ومع أنّهم يوزعون علينا أوراق منسوخة عن الموضوع وبعض الكراسات وأقلام ودفاتر ملاحظات , مع ذلك كنتُ الوحيد اُدوّن الملاحظات .
كوني أعرف فائدة مثل تلك المحاضرات , وسبق أن لخصتُ بعضها للأحبّة القرّاء , كتلكَ عن الجرّاح المتقاعد / د. إيكمان وزوجتهِ طبيبة الأسنان مونيكا , ورحلتهم بعد تقاعدهم الى كينيا , التي إبتدأت بفكرة السياحة ومشاهدة المحميّات الطبيعية والحيوانات ( السفاري ) , لكن نظراً للبؤس الذي شاهدوه عن كثب , طالت رحلتهم الى 22 عام , صرفوا فيها كل أموالهم وما جمعوه خلال حياتهم العملية , لبناء مستشفى ومدرسة ودور أيتام ومشردين وجياع وعجزة وغيرها كثير, وكانوا يعودون الى السويد فقط للراحة وجلب مزيد من الأموال ,و كلّ مرّة يبعوا شيء كالسيارة أو الأثاث أو البيت , وفي النهاية دفن إيكمان زوجتهِ مونيكا هناك بعد إصابتها بعدوى من المرضى الذين تعالجهم , دفنها تحت شجرة كبيرة تحوّلت الى ما يشبه المزار من مواطني تلك القريّة المُعدمة والمصابة بخبال الجوع والفقر !
******
أعود لمحاضرة فريدريك , الرائعة !
وضع لنا في البداية مُخططاً مبسطاً , لتمييز الناس عن بعضهم , يبدأ بالنوع والجنس والإسم والزي والعمر واللغة وضخامة الجسم ولون الجلد وغير ذلك . وينتهي المخطط بنقاط عن الأديان والإثنيات والمناطقيّة والبيئيّة , والحالة الجنسيّة ( التي يعتبرها 3 حالات ) وليس كما نعتبرها نحن حالتي ذكر وأنثى , فالمثليين حالة قائمة معترف بها في قوانينهم !
أهمّ محوّر ركز عليه هو التالي :
كيف بوسعنا التصرّف بإحترام مع المختلفين عنّا ( لم يذكر كلمة أقليّة ) لكن إستعاض عنها , بحالات أقلّ شيوعاً من العامّة !
طبعاً عاد فذكر كبار العمر والمقعدين أو المعوّقين من المرضى , والمثليين , وأرانا صور غُرف وأسرّة ومصاعد وحمامات وباصات وحتى ممرات خُصصت لبعض تلك الفئات .
أين المشكلة عندهُ وماذا يُريد فريدريك ؟
سالتُ زميلتي في الإستراحة لاتأكد من تلك النقطة , خشيّة أن أكون مُخطيء في فهمي لها .
قالت نعم هو يرّكز على كيفيّة تجنيب هؤلاء ( الكبار , المعوقين و المثليين .... الخ ) مشاعر أنّهم غرباء أو مختلفين عن عموم الناس .
شفتوا إزاي ؟
أكرّر / هو لايطلب منّا الإعتراف بحقوقهم فحسب , ومعاونتهم وتقبلّهم , فذلك مضمون بالقانون , والمخالف سيُعتبر راسيست Rasist
فريدريك يذهب أبعد من ذلك بكثير , يحثّنا على التصرّف الصحيح معهم بحيث لا تكون نفسياتهم في وضع يُفكروا مع أنفسهم / لماذا أنا مُختلف عن الغالبية ؟
لايُريدهم أن يلوموا أنفسهم , في سرّهم ونجواهم ! هل تُصدّقون ؟
لا أعرف هل وصلت النقطة ؟ ستبدو خرافيّة أو مثاليّة أكثر ممّا ينبغي عند البعض . لكنّها حقيقة واقعة يتصرّف بها السويديون يومياً مع الجميع .
في الإستراحة ( أنا أستغل الإستراحة لأسئلتي الخاصة كي لا أضيع وقت الآخرين بما لا يهمّهم ) سألتُ فريدريك ما يلي :
تحدثتُ لهُ عن مزيد من عوامل التمييّز مارسها طغاتنا بسبب الطائفيّة مرّة
( هو ترجمها لي Inriktning ) , والمنطقة أو المحلّة ( العوجة في حالة صدّام ) , وفسّرها لي بصلة القربى وما شابه , ثمّ طرحتُ فكرتي لهُ قائلاً :
كنتُ أنوي القيام بإستطلاع بسيط عن سبب إرتفاع صوت البعض عند حديثهم العادي ( الأخوة الصوماليين مثلاً ) , فأنتَ تجلس في مقدّمة الباص لكنّك تسمع أحدهم في نهاية الباص الطويل يتحدث بهاتفه . وأحيانا أكون بداخل شقتي في الطابق الثالث ,ومغلق حتى باب البالكونه لكن أسمع أحدهم في الشارع يتحدث الى صديقهِ . اُريد أن أصل الى بعض المعلومات والآراء عن أسباب تلك الظاهرة .
أكملتُ ل فريدريك / بعد محاضرتكَ اليوم لن أجرؤ على فكرتي , فربّما سأبدو عنصرياً ؟
ضحكَ وقال / بالطبع أنا أخشى عليكَ من فكرتكَ بوضعها الحالي , لكن لو بحثتَ عن صيغة للسؤال تجعلهُ عاماً للجميع ,
ربّما تستطيع تجنّب إحراج أو جرح الآخرين !
هل تصدّقون كيف يفكرون ؟ أم يبدو كلامي مبالغة عراقيّة بإمتياز ؟

تحياتي لكم
رعد الحافظ
29 إكتوبر 2011



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون إجتثاث الإصوليّة وأشياء اُخرى !
- ليبيا , نهاية الطاغوت !
- إستفتاء خاص , حول موت الرأسمالية !
- الغاضبون INDIGNADOS
- سباق التسلّح و قانون دور العبادة ؟
- تعليقات نمريّة تفضح أدعياء الشيوعيّة !
- أسئلة مشروعة , إلى حكام العراق الجدد !
- ريتشارد داوكنز , والمدارس الإسلاميّة / مقال ل أحمد صلاح
- مقاطع شعرية رائعة / للشاعر السويدي ترانسترومر
- هذا ما ينقصنا للنهوض المثليّة الجنسيّة , ردّ على مقال عُمر غ ...
- العُهر الروسي يُساند الطاغوت السوري !
- تعليقات مُختارة حول نقد الأديان !
- ملاحظات حول نقد الأديان !
- ولادة تأخرّت كثيراً للدولة الفلسطينيّة !
- تداعيات الربيع العربي !
- إعادة إستدعاء , أم حلّ الجيش العراقي ؟ قراءة لمقال د. عبد ال ...
- المتوثبين للعولمة والمتشككين فيها / قراءة لتوماس فريدمان (2)
- المُستفيد والمُتضرّر من أحداث 11 سبتمبر !
- الشيوعيّة حُلُم لن يتحقق أبداً !
- قراءة مختصرة لكتاب توماس فريدمان العالم مستوٍ (1) الإنترنت


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رعد الحافظ - أسباب وطرق , التمييز بين البشر !