أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - معراج الحريّة














المزيد.....

معراج الحريّة


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 08:35
المحور: الادب والفن
    


(إلى فتاة مقطعة الأوصال
أسماها الجزّار"زينب الحصني" وأسميتهُا زهرة الحرية)

هذه الليلة
أجلسُ صامتاً كي أحكي
أعتذر من صداعي الخاسر أوّلاً
وأدعوه إلى طاولة
مليئة بالفواكه والطعام
أقول: تسلَّ يا رفيقي
فقط لا تقرب من لعبة طفلي
تسلَّ ودعني وحيداً
على شرفة العالم
من هنا أُشرف على بلادي
كشبوط يتقافز في غدير ناشف
في رأسي لا شيء مسلّ
لاشيء مسلّ بتاتاً
يا رفيق لياليَّ الطويلة
الشبّاك مغلق
والنجيمات تسبح بعيدة عن متناولي
غيمة وراء غيمة
تجتمع السحب
والمطر خجولاً
يقرع زجاج النافذة.
دعني بمحنتي وتسلَّ
نحن في منتصف الشهر العاشر
ومع ذلك
لا قمر في السماء
حتى لوسمحتْ الغيوم
الشبّاك مغلق والليل يتلفّع
بأوراق الأشجار القريبة
والأضواء محايدة
تنتظر أثر حركة ضائعة في المكان.
**
خارطة العالم أمامي
هنا الفرات صاحبي
يخفي أنينه عن الغرباء
أقول: كيفك ؟
كيفك يا صاحب الضفاف؟
يا خلّ البساتين والثمار كيفك؟
وكيف هم "الربع"
كيف الحارات بلا أولادها
و" النشامى" على أيّ دروبك يهبّون
يا عزوتي ومغيثي
كن منصفاً
بيني وبين "الجبيلة" عتاب طويل
أنا طوال طفولتي
لم أملك "نشّابة"
لم أجرح خاطر عصفور
ولم أُفزعْ حمامة على فراخها
أعْذرني ودعنا الآن من العتاب
لن أسألك عن غرقاك
ولا أيّ النياشين قلدتك الفصول
لا عن مجدك التليد
ولا عن أسراب طيرك
لا عن الزيغان والزرازير
ولاعن لوعة السمك
عن الشهداء أسألك عن الشهداء.
فلا تشحْ بشهدائك عني
إن كنت تخاف عليّ من البكاء؟
صدقني واسع قلبي العجوز
ويحتمل أكثر من موت موزع بين مدينتين
ويحتمل أكثر من جحيم
لأجلها تلك التي من أشهر
لم تترجّل عن شفاه الهاتفين
حلم الشعوب كانت
وزقزقة العصافير في الصباح
وخاتمة الأغاني
لأجلها
يتّسع للرثاء الجماعيّ قلبي
مثلما أتّسعُ للغناء والهتاف والغضب
يمرّ على كلّ شاهدة
ليكتب أسماء من ضاعت أسماؤهم
فكلّ أسماء الشهداء ستفوح من القصيدة
هناك يكتب: "محمد الحصني"
وهنا "هدى المحمد"
واسم شهيد مجهول
هناك اسم صبيّة مقطّعة الأوصال
سُمّيتْ ذات لعبة قاتلة "زينب الحصني"
صبيّة نَسيتْ في ثلّاجة المشفى
حليبَ أُمّها
نسيتْ اسمها من سطوة الساطور
خبّأتْ عطر ضفائرها
عن هواء الموتى
وعن بشاعة الجلاد
خبّأتْهُ في قبر بلا شاهدة
ضمّ يدين غير صالحتين
للاتّكاء على القدر
ورأساً غير قادر على الجهر بالدعاء
إلى سماء تصغي.
يمرّ على كلّ وردة ذبلت
وعلى كلّ تراب شهيد
تبخّر ماؤه
في كلّ يد غيمة
وفي العينين عناقيد من الدموع
يقفز من الرستن إلى الدير
ومن الدير إلى حمص وأهوالها
بخفّة حجر في مقلاع.
**
لا تغرّك الدموع
أنا لستُ حزيناً تماماً
صرخة طفل في الشارع
هلهولة امراة في جنازة
كافية لتعيد الحياة إلى الحجر.
**
أتخاف على قلبي يا فرات؟
من حمص وجراحها
حارة حارة
بيتاً بيتاً
عند كلّ زاوية
سمّيتُ كلّ شهيد باسم جرحه
وكلّ أمّ باسم لوعتها
وشاركتها خبز حزنها
وكنتَ تشاركني كدري
يا لصفائك
تفرش لغيمتي الغريبة السرير
وتهدهدها
لكي لايستيقظ الطفل فيّ
فابكي وأبكي
إلى أن يطلع النهار.
**



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيا
- بقدم واحدة يمشي..إلى الشهداء الأحياء
- أيام من قيامة الدم السوري
- كي لا أحبّكِ أكثر سوريّة
- أنحني بكامل طفولتي أمام شهدائك سورية
- كان ليلك طويلا يا درعا
- بيان شعب في الصف الأوّل من الحريّة
- سكين على عنق المغنّي
- قصائد تسجيليّة .. عن الهاربين من الموت السوري
- قصيدتان .. عن الحريّة
- الرهان على سلميّة الثورة السوريّة
- سعدي يوسف...إلى أين؟
- الحصار الدامي للمدن السورية
- يد الى السماء
- فردة الحذاء التي سرقها البحر
- لا يكفي الذي يكفي .... اصدار جديد
- كمن اضاع البيت
- ممرات
- الرقابة في سورية مشكلة الرقيب ام مشكلة المؤسسة؟
- الشاعر السوري : فواز قادري في حوار مع جريدة العرب اليوم الار ...


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - معراج الحريّة