أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - مزبلة القلب البشري في العراق














المزيد.....

مزبلة القلب البشري في العراق


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 12:31
المحور: الادب والفن
    


قيل أن قياس نهضة المجتمع يقدر بالتطور في مجال الصحة والتعليم, قيل أن النفط بمقدوره أن يضمن حياة ألفهيم للبهيم, ولم نجني إلا الحروب والحزن المعتق في الترانيم, كيف يتحدث الوردي وبعض العرابيين لحلم في العراق عن العقل البشري واعظا متعظا مدركا وجود أمل في بيئة لا تفرز خطوة إيجاد عقل دونما قلب يسدد خطاه, طالما ندرك أن العصا التي تضرب إنسان تملك من الروح أكثر منه أحيانا, فهي تتشقق وتستهلك مع الضرب إلى أن تموت ثابتة على موقفها شاخصة البصر لهدف أن يستقيم إنسان بالضرب, إلا أنها تعيش في ذاكرة الإنسان روحا بذلت في سبيل إعمال العقل أن كان سيأتي هذا اليوم, تلك اللحظة التي يبتسم فيها العقل انتصارا على قلب يجهد ليدفع بالدم, بالروح إليه, فكيف يركن جانبا على الرف لأن تهمته, علة تستنجد معلولا, أم نتدارك التيه كتهمة ونلف اللف كله لتغليفها بسكر الكذب أملا في زوال مرارة حقيقة عند ابتلاع الطفل بداخلنا جرعة روتين يومياته المر في حياة عراقية الموت, منذ الولادة, فنرى اللا انتماء, يرمق ابتسامة صفراء على ارض تشربت الدم دون أن يخفف بالمطر, فنرى ونستغرب اللا عقل في العقلانية, اللا إنسان في اللا إنسانية, اللا وطنية في اللا وطن, اللا قلب في اللا حب, فهي بالأصل تبدأ من قلب واحد وحب واحد لو كان هنالك أمل في مستقبل حياة تنادي وجودها, في رجل وامرأة.

أصعب الحب الذي يموت في رحم القلب قبل الولادة, فلا يجد من يستقبله بابتسامة, يحرث طريقه بين الدموع إلى قبر حلم آخر لإنسان لا يعلم بماذا خاب, إلا كونه مصيب بمراسيم دفن حب ميت بكل ما أوتي من قداسة وسط عالم منحور يئن ويأبى أن ينتحر اعتزازا, هذه هي وهذا أنت والبحر بينكم يتخذ من المدى إشارة البدء بالزوال, أن تحتال عليها وترمي على الطاولة نرد متحالف مع حلمك لن يكون حلا يعمي البصر لدرجة أن تلقي ما أتاح لها البحر أن تقتني من وجهة نظر عن حياة ملؤها السخف أن استوقفتها لاختيار رجل, ثلاث من الأحرف المدوية لو اجتمعت في قصيدة, المترجمة لذكر لو كتبت في هوية تعريف, المعدومة المعنى لو اتخذ نظرك في واقع مزبلة الإنسان المعاصر سبيلا.

أبشع الحب أن تصفعك الحبيبة على قلبك دون أن تشعر بسعادة أنك لمست من تحب أخيرا, فتضيع بين الحشود متواريا خلف آهة تكتمها لعل ما يقال عن رجولتك يخبو وتتناثر أحرف اسمك المنقوش بالدم على مر الصعاب كما يتناثر المال تحت أقدام راقصة عارية, فلو خلعت نفسك لن يسترك شيء, أي شيء, وإذا بك تبحث عنك في عيناها من جديد وترمي بهذه العبرات من بعيد البعيد لعل صدى نظرتك يعود بخرافة أمل, بوحل تتمرغ فيه حتى تدفع عيناها أن تهجر هذا الحوار البصري وتمل, ترتعب عيناك حينا وتناشد كل ما في عودها الراقص أن يتكلم أن يشعر كم هي حرقة الصمت تؤلم من لا يجد طريقا للتكلم, تبعد عنك وعن نارك ترتعد خشية باقي العيون الميتة في مقبرة ترسم فيها عبثا أنك على قيد الحياة, وهنا بالذات, معها ولا ترى إلا ذاك الشعر الناثر لعطر كافر يعتصر قلبك الزاهد مع كل نسمة, فهي مرة على مرارة الدرب يتاح لإنسان بربع قلب, أن يلتف حولك ملاك دون أن تدرك انك أنت من تلتف حوله مستعبدا لا معبود, الا يا ليت للحب لغة غير الحب, ما كنت يا عاشق ترتفع بكفيك وتخفض محاولا شرح ما تقوله عيناك فتندم لأنك حاولت تفسير الحب بالحب.

اغرب الحب ما يلتف حولك فيه حبل مشنقة مدهون بالزيت, كأنه الموت يمزح يلاعب رقبتك مستمتعا بمنازلة قلبك مع إرادة البقاء على قيد وهم شيدته تحت سماء حبيبة, ولو وصلت لطرف حل المشنقة لوجدته بيدها, دون رادع لتلك الابتسامة, دون أدنى شك بعشقك لهذا الرمش اللعوب خيمة لهذه العين البريئة, ذاك التناقض الشديد الوقع في عمقك يتصارع مع بقايا صمودك فينتصر وليسمنك إلا طلب المزيد من هذا العذاب لعل في الأمر نهاية وللقصة بقية لم تكتب بعد, دونك لم تكن لتكتب بحرف, دون صراع كريات العشق الوردية في دمك لن تولد حبيبة في قلبك, لن تتورد وجنتاها خجلا جميلا حينما تتغنى بهيبة جمالها, كم سيكون العالم أفضل لو تخلينا عنه لحظة عشق, كم سيلهث بكل ما أوتي من سخافة زائلة خلف ظل قلبين في العشق تبين أن فصيلة دمهم واحدة.. كم ترتجف فرحا أنامل الحب حينما يكتب مثل هذه القصة العراقية لو كان لها حياة في وادي الموت اليباب, ياليتنا نحظى بهكذا واحة بعد طول سراب.

أروع الحب ما يدفعك في بحر دون تعلم السباحة, فتبدأ السباحة في داخلك بحثا عن طوق نجاة, منتهيا بمشهد جثة على شاطئ مجهول, تجمعت حول الناس عليها تحاول معرفة الغريق, وإذا بك تصرخ باسمك بلا صدى...مدركا أن الحب كلمة, لو أن الكلمة تعني كل شيء, فهي بالضرورة لا تعني شيئا, آخر الحب, أن تبدأ حبا آخر, أن كنت تجرأ على رمي قلبك في المزبلة.


الكاتب
سرمد السرمدي



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخين مسموح في الحب
- ماهية المسرح العراقي المعاصر
- مفهوم الأدب في نظريات النقد المعاصر
- ميتشل فوكو في التحليل النقدي للتاريخ الإنساني
- جاك دريدا في التحليل النقدي للكتابة عن تجربة
- مدخل النظرية النقدية في الفكر المعاصر
- مسرح الصورة ليس للمخرج صلاح القصب
- جامعة بابل العراقية وخطوة نحو العالمية
- العبث والإنسان في مسرح البير كامي
- سارترية الموجد في مسرح جان بول سارتر
- ملامح المسرح العراقي المعاصر
- تفكيك الفلسفة الوجودية في الأدب المسرحي العالمي
- نظرية الواقعة في الإخراج المسرحي المعاصر
- نظرية الإخراج في مسرح الواقعة المعاصر
- أول عرض مسرحي عن جريمة المقابر الجماعية
- أول عرض مسرحي في العراق عن جريمة المقابر الجماعية
- أول مسرحية تعرض بعد احتلال العراق
- تفكيك المسرح الوجودي من خلال جبرائيل مارسيل
- تفكيك المسرح الوجودي من خلال سورين كيركجارد
- فرقة الراقص طلعت السماوي وأولاده مجاور المسرح الوطني العراقي


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - مزبلة القلب البشري في العراق