أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ادم عربي - ما مستقبل الثورات العربيه؟














المزيد.....

ما مستقبل الثورات العربيه؟


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 08:46
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ما حدث في القرون الوسطى ثارت المجتمعات الغربيه ضد الحكام والملوك والمتعاونين معهم من رجال الدين للبقاء على عروش الححكم والملك ، مستغلين نفوذهم المادي والمعنوي ، هذا الشيئ خلق ثورات غيرت تاريخ المجتمع الاوروبي بل والعالمي ايضا.
ولعل اهم ما في ذلك واقوى تاثيرا الثوره الفرنسيه ، التي اسست الى الليبراليه والراسماليه .
ومع تطور حركة التاريخ وفي بداية القرن الماضي ومع دخول الاستعمار الاوروبي العالم العربي وافريقيا ، نتج عن ذلك حركات تحرريه قاومت الاستعمار وسعت الى التخلص من الاجنبي ونفوذه ، واصطفت حولها الجماهير ، معتبرين هذه الحركات ارادة وطنيه وتحرريه تبحث عن عن التغيير السياسي المسمى الاستقلال ، اي ادارة البلاد من قبل ابناءها .
بعد معارك طاحنه وعنيفه بين اصحاب الارض والمستعمر الابيض ، حققت هذة الشعوب انتصارات عظيمه ، ادت الى خروج المستعمر من بلادهم ، وظهرت تبعا لذلك دول قوميه ذات شعارات وطنيه لامعه وعدت شعوبها بالتخلص من التخلف والتبعيه والفقر والحهل .
لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن ، فبعد ان حصلت هذه الشعوب على استقلالها الذي بذلت من اجله الغالي والنفيس والتي تغنت من اجله ، لم تجد خلاصها ، بل دخلت مرحلة اسوا يمكن ان نصفها بالتاكل الذاتي ، الحاكم الوطني ليس اعدل من الحاكم الاجنبي ، ونظام الحكم وامكانية الدوله اصبحت بيد عصابة خاصه ذات شكل ولون وطني ، لكن حقيقتها برجوازيه ارستقراطيه استعلائيه تحتقر الجماهير وتعتبرهم عبيد .
هذه المره ثارت الشعوب على الحكام ولكن لبس من اجل تحرير البلد ، بل من اجل تطهير البلد والدوله من العصابات ، لذلك كان قادة الثورات مجموعه من العسكر رفعت شعارات قويه لامعه وبراقه مضمونها "نحن نريد إصلاح الحكم" إصلاح يعد تغيير المنظومة السياسية وفق نظرية سياسية معينة كانت في الغالب الشوعية التي بأصلها تمثل ثورة على الرأسمالية الفردوية.
مرت الايام والسنين وبقي العسكر هم العسكر ، وغيروا القوانين والدساتير من اجل ضمان بقائهم ، واصطنعوا اعيادا ليس لها مثيل ، وسموها بمسميات مختله ، الحديث عن المامره والرجعيه هو عنوان خطابهم السياسي ، قاموا بالغاء مؤسسات ادوله من برلمان وتنظيمات مدنيه واجتماعيه ، واستولوا على كل مصادر المال ، واصبح الخوف هو سيكولوجية الشعوب تجاه دولها وحكامهم، مما جعل من السكوت طوق النجاة .
من هنا وصلت الشعوب العربية والأفريقية إلى مرحلة ركود و جمود، فهي أمام حالة سياسية ميئوس منها، مشكلتها الاساسيه أنها تعاني أزمة حضارية اكبر من حالة سياسية بحيث انها لا تعاني استبداد سياسي فقط ، لان هناك شعوب في العالم تعاني استبداد مقنن ومبرمج لكن يمكن القول انها ناهضة ولها قيمة في العالم.
إن الشعوب ا والعربية والفريقيه تعاني مرض العدمية، فهي محرومة من الحكم ومحرومة من الثروة بل محرومة من الكرامة إذ أن الحكام يفعلون ما يريدون وكيفما يشاؤؤون على الشخص الذي يريدونه دون خوف من الحساب، والميزة الأساسية لهذه المرحلة كونها مرحلة تاريخية ذهبية تلاقحت فيها أفكار الاستعمار القديم وفلسفة الحكام الاستبداديين الأمر الذي أعطى شرعية لهذه الكيانات الاستبدادية التي بتسخيرها امكانيات الأمة للقوى الدولية المهيمنة على العالم استطاعت حصول رضاه الذي يمنع من المنظمات الدولية تطبيق القانون الدولي الذي رغم أنه يبقى في عالم الأخلاقيات إلا أنه يملك نظريات تحرم الاستبداد والاستعمار والاستعباد بكل مسمياته.
العالم العربي الاستبداد يختلف عن الأفريقي بمعناه العرقي ذلك أن الاستبداد العربي له جذور عميقة مرتبطة بالقوى الخارجية على أسس اقتصادية أو سياسية فقط في حين الاستبداد الأفريقي جذوره الداخلية أعمق من جذوره الخارجية فهو قومي أو قبلي قد يكون له علاقات خارجية إلا أنها مبنية بأسس ثقافية تنشأ نوعا من الاحترام المتبادل بين الشعوب الأفريقية والمستعمر الأوروبي.
النظام العربي السياسي بشقيه الملكي والجمهوري يستمدان قوتهم من الثروة الاقتصادية التي أنشأت علاقات صداقة دولية، ما يعني أن الثروة الطبيعية هي مصدر الشقاء في العالم العربي الذي اعتبر بعض المحليين قيام نظام ديموقراطي فيه نوعا من المستحيلات، في حين النظام الأفريقي يستمد قوته من التواصل الثقافي والديني في كثير من الأحيان.
في أفريقيا حدثت ثورات تسعى إلى التخلص من الاستبداد نجحت بعضها وفشلت أخرى في تحقيق مقاصدها الكبرى إلا نجحت في تخفيف حدة الاستبداد.
في هذه الايام ثارت الشعوب العربية منادية بضرورة تغيير نظام الحكم تحت شعارات متتاليه بدات بـ(الشعب يريد إصلاح النظام، ثم الشعب يريد إسقاط النظام، ثم الشعب يريد محاكمة الرئيس، ثم الشعب يريد الحرية بكل التكاليف)، استطاعت بعض هذه الثورات ان تجني ثمار أولية حيث أحدثت تغييرا في النظام ولا تزال بعضها تحاول تحقيق أهدافها، والسؤال الذي يطرح نفسه ما مصير هذه الثورات؟ مصير الثورات ضد الاستعمار؟ أم مصير الثورات التطهيرية من الأنظمة العربية الوارثة على تركة الاستعمار؟ أم ستكون مثل الثورات الأروبية القديمة التي ساعدت الشعوب الأوربية بناء دولة المؤسسات؟
مقتل القذافي، ومقتل شرعية الأسد وصالح، يفتحان أمامنا تحديات كبيرة مقتضاها "هل ستستطيع الشعوب العربية بناء دولة المؤسسات؟ هل ستستطيع التوفيق بين التكوين الاجتماعي القبلي والتكوين العصري المعياري المؤسساتي للدولة الحديثة؟ هل يمكن أن تتعايش الأفكار المختلفة في المجتمع العربي دون التحاكم إلى القوة؟ هل ستؤدي الثورة العربية إلى ظهور دول عربية مسئولة ذات وزن دولي محترم؟
هذه التحديات ينبغي أن تكون محل دراسة واهتمام لدى المثقفين العرب! وإلا فإن النتيجة الحتمية هي الفشل الذي كان مصير الثورات العربية والأفريقية القديمة.

هوامش
somaliatoday.net/port/2009-04-24-18.../2327---21------.htm



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي
- اسقاط الماديه على الاسلام
- حركة احتلال وول ستريت تستلهم حركة احتلال ميدان التحرير
- نطالب بوضع صليب على العلم المصري!
- مشكلة الاقليات في العالم العربي
- هل البنيه الفوقيه ام التحتيه هو من يحدد حركة التاريخ؟
- هل الاسلام سبب تخلف المسلمين؟
- الأزمة الاجتماعية في بلدان الوطن العربي وغياب الأسس المادية ...
- شخصية الفرد العربي
- كيف نكتب في نقد الاديان
- ساعود الى الحمير مره اخرى
- انتفاضات العرب
- ممارسات دينيه باشكال مختلفه
- ساعود الى الحمير
- ازمه اخلاقيه
- مقايضه روسبه امربكيه
- كيف نتطور من وجهة نظر ماركسيه
- .النهوض بالماركسيه2
- عقوبة الغواية وترك الدين في ضوء الكتاب المقدس
- في نقد الدين الاسلامي


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ادم عربي - ما مستقبل الثورات العربيه؟