أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -البحرين- بميزان -الربيع العربي-!














المزيد.....


-البحرين- بميزان -الربيع العربي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 15:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنَّكَ لا تستطيع أنْ تكون "صديقاً صدوقاً" لـ "الربيع (الشعبي الديمقراطي الثوري) العربي" إذا ما ضَرَبْتَ صفحاً عمَّا يخالطه من بعض "الخريف (السياسي والاجتماعي والثقافي)"، أو من عناصر وأشياء ليست من جنسه؛ وهذا الذي أقول لا يُسوِّغ أبداً العداء له، أو الوقوف ضدَّه؛ فإنَّ ثورات الشعوب كالجَمَال (وككل شيء) لا تأتي خالصةً نقيَّة من العيب والنقيض؛ وإنَّ كل من له مصلحة في أنْ يناصب "الربيع العربي" العداء يُمْكِنه أنْ يرى كثيراً من العيوب والنقائص والخِلال، وأنْ يُضخِّم هذا الذي يرى، ليأتي "التضخيم" متناسباً طرداً مع حجم مصلحته في العداء لهذا "الربيع".

وإنَّني لم أقُلْ هذا الذي قُلْت لأُبرِّر موقفاً مختلفاً أقِفه من "الحراك الشعبي" في البحرين، والذي (أيْ هذا الحراك) يَصْلُح تجربة نرى فيها كثيراً مِمَّا يمكن أنْ يُخالِط "الربيع العربي"، الذي لا ريب في إيجابيته، جوهراً وأساساً وغايةً، من عناصر وأشياء ليست من جنسه، ويمكن، إذا ما عَظُمَت، وزناً وحجماً، أنْ تَذْهَب حتى بإيجابية الجوهر والأساس والغاية ذهاب ريحٍ عاتيةٍ بزَهْرَةٍ غَضَّةٍ.

كان ينبغي لـ "الحراك الشعبي" في البحرين، والذي هو، في المقام الأوَّل، حِراكٌ لأشقَّائنا الشيعة من أهلها العرب، أنْ يُرِينا منه "الربيع العربي" في وجهه الحقيقي، والذي من ملامحه الانتماء، وقوَّة الانتماء، القومي العربي؛ فـ "العروبة"، وبمقاييس ومعايير الانتماء القومي الجيِّد، هي الانتماء الذي ينبغي له أنْ يَجُبَّ كل انتماء دونه، ومُفْسِدٍ ومنافٍ له، كالانتماء الديني، أو الانتماء إلى طائفة من طوائف دين ما، وكالانتماء إلى القبيلة والعشيرة، وإلى ما يشبه القبيلة من دول وأوطان.

وإنَّ إظهار وتأكيد الانتماء القومي العربي، وقوَّته، لدى الشيعة من عرب البحرين، لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، العداء (الظاهر أو المستتر) للقومية الفارسية في إيران.

إنَّنا نَقِف مع إيران في سعيها إلى أنْ تكون "نووية"، ولو بالمعنى العسكري، وفي عدائها لعدوِّنا القومي الأوَّل، وهو إسرائيل، ولو لم نَرَهُ "فِعْلاً" حتى الآن؛ لكنَّنا نَقِف ضدَّها في العراق، وفي سورية، وفي كل سعيٍ لها نرى فيه عداءً للوجود القومي العربي؛ ونَقِف مع "حزب الله" في عدائه لإسرائيل، وفي مقاومته البطولية لعدوانها العسكري على لبنان؛ لكنَّنا نَقِف ضدَّه في سورية، ولوقوفه مع بشار الأسد ضدَّ ثورة شعبه عليه.

وكَمْ تمنَّيْت أنْ أرى هذا الذي قُلْت في أمْر إيران و"حزب الله"، أو بعضاً منه، شعاراً من شعارات "الحراك الشعبي" في البحرين، والذي سنرى فيه انتماءً، أو انتماءً أقوى، إلى "الربيع العربي"، بروحه ومعدنه وجنسه، لو أعلن قادة وزعماء هذا الحراك، وعلى رؤوس الأشهاد، وقوفهم مع ثورة الشعب السوري ضدَّ نظام الحكم البعثي الأسدي الدكتاتوري.

وهؤلاء القادة والزعماء لـ "الحراك الشعبي" في البحرين، وبعضهم مِمَّن يُظْهِر نفسه بما يَجْعَل "الشكل" في توافُق تام مع "المضمون"، يكفي أنْ يُبْدوا إعجاباً وافتتاناً بنظام الحكم الإيراني، جوهراً وخصائص، حتى يُشوِّهوا ويمسخوا معاني "الربيع العربي"؛ فهل يبقى من هذا "الربيع" نزراً من اخضراره إذا ما تُرْجِمَت "حقوق الإنسان"، و"المواطَنة" و"حقوقها"، و"الديمقراطية" بقيمها ومبادئها، و"الدولة المدنية"، و"الملكية الدستورية"، بنظام حكم في البحرين يشبه كثيراً نظام الحكم الثيوقراطي في إيران، والذي لم يُرِنا من "ديمقراطيته" إلاَّ ما يجعلها تَعْدِل، معنىً وواقعاً وممارسَةً، "نقيض الديمقراطية"؟!

وكَمْ تمنَّيْتُ أنْ أقرأ في "الحراك الشعبي" في البحرين ما يُقْنعني بأنَّ "الملكية الدستورية" التي يُنادون بها هي الضديد والنفي أيضاً لنظام الحكم الثيوقراطي في إيران؛ فإنَّ من يَجْعَل، أو يتَّخِذ، نظام الحكم الإيراني مثلاً أعلى له (ولو في صمته) لا يحقُّ له أنْ ينسب نفسه إلى "الربيع العربي"، روحاً وجوهراً.

"الديمقراطية"، في معنى من معانيها، هي "الغالبية الشعبية" التي تُتَرْجَم "إرادتها الحُرَّة" برلمانياً وحكومياً؛ لكنَّ هذه "الغالبية الشعبية" لا تكون، ويجب ألاَّ تكون، مُلوَّنة بلون "طائفة دينية"؛ إنَّها يجب أنْ تُخاط بخيط "المواطَنة"، تَضُمُّ إليها، وتَصْهَر فيها، المسلم والمسيحي، السنِّي والشِّيعي، من العرب؛ وعلى نسقها تكون "الأقلية الشعبية" أيضاً.

إنَّ "الديمقراطية" تُنْهي كل نظام حكم يلبس لبوس طائفة دينية ما؛ لكنَّها لا تُنْهيه لتأتي بنظام حكم يلبس لبوس الطائفة الدينية الأخرى، ولو كانت الأكبر حجماً؛ ولو أردتُ التوسُّع في شرح المعنى الحقيقي لـ "الديمقراطية"، في هذا الصَّدد، لَقْلت إنَّها ليست "المساواة بين الطوائف الدينية"؛ وإنَّما التأسيس لمجتمع يَعْرِف كيف "يلغي" هذه الطوائف.

المجتمع الديمقراطي الحُر، مع "الدولة المدنية"، أي "الربيع العربي"، بمعناه الحقيقي والأُم، لا يصنعه "حراك شعبي"، تقوده "سياسة" مسقط رأسها الجوامع والحسينيات والكنائس ودواوين العشائر؛ فثمَّة بون شاسع بين "حراك شعبي" يَضُمُّ مواطنين من أديان شتَّى، وطوائف دينية شتَّى، وقبائل وعشائر شتَّى، وبين "حراك شعبي" يَسْتَحْدِث له سياسةً وخطاباً وشعاراً ومطلباً ودافعاً.. من الدِّين أو الطائفة الدينية أو القبيلة أو العشيرة..؛ فَلْتَكُنْ عيون أبناء "الربيع العربي" يقظة، لا تغشاها أوهام؛ فإنِّي أرى "حراكاً شعبياً آخر"، ليس من جنس "الربيع العربي"، لجهة دوافعه وغاياته الحقيقية، وإنْ لبس لبوس "الربيع العربي"، في بعضٍ من شعاراته ومطالبه وخطابه؛ فليس كل ما يلمع ذهباً!

وإذا كانت الولايات المتحدة، مع حلفائها الأوروبيين والإقليميين، تسعى وتجتهد في تسيير رياح الحراك الشعبي العربي بما تشتهي سفينتها، فإنَّ قوىً من ماضينا، بمعانيه المنافية لمعاني "الربيع العربي"، تسعى وتجتهد هي أيضاً في جَعْل هذا "الربيع" ربيعاً لها، وهي التي أبقت الأُمَّة زمناً طويلاً في خريف حضاري وسياسي واجتماعي وثقافي..



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الحركة الطبيعية- و-الثلاثية الهيجلية-!
- رسالتان متزامنتان!
- هذا هو جسر الانتقال إلى الديمقراطية!
- وفي القصاص حياة!
- في الأردن.. إصلاحٌ يحتاج إلى إصلاح الحراك!
- -الوسطية- في مناخ -الربيع العربي-
- أوباما الذي -تَغَيَّر- ولم -يُغَيِّر-!
- شعوب الغرب.. إلى اليسار دُرْ!
- د. زغلول النجار يكتشف إشارة قرآنية إلى -النسبية-!
- -11 أيلول ثانٍ- ضدَّ إيران!
- حتى يُزْهِر الربيع العربي الدولة المدنية!
- من اقتحام -السفارة- إلى هدم -الكنيسة-!
- هذا -الخَلْط- بين -الجاذبية- و-التسارُع-!
- -ربيع عربي- يَقْرَع الأجراس في -وول ستريت-!
- الرداءة.. كتابةً وكاتباً!
- هل يفعلها التلفزيون السوري؟!
- -يَسْقُط- الضوء!
- خيار نيويورك!
- دفاعاً عن -مادية- المادة.. في الفيزياء!
- -سؤال الهوية-.. أُردنياً وفلسطينياً!


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -البحرين- بميزان -الربيع العربي-!