أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الأطرش - رسالة من معمر القذافي إلى بشار الأسد














المزيد.....

رسالة من معمر القذافي إلى بشار الأسد


محمد حسين الأطرش

الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة من معمر القذافي إلى بشار الأسد

بني، لن أكتب لك برقية مليئة بأسماء الفخامة، وصلت منذ ساعات فقط وما زلت في حالة انتظار. لقد دفعني جانبا، بقسوة، عنصران أمنيان طالبين مني الإنتظار ريثما يتفرغون للنظر في شأني. واضح، أنهم مشغولون هناك حيث تشير الأصوات الفرحة إلى أعراس قائمة يقال أن معظمهم شباب سوريون يزفون للجنة كما فهمت هنا. ربما هذا ما دفعني للكتابة إليك فورا. لم أفكر بعلي عبدالله صالح وإنما فكرت بك أنت.
أتدري قبل أكثر من أربعين عاما وصلت لكرسي الرئاسة قبل أبيك ببعض الوقت. أذكر تلك اللحظة العارمة والناس في الشوارع تغني للثورة ولي. أي معتوه أنا. كيف كنت حلمهم وتحولت إلى كابوس يذيقهم الهوان كل يوم إذا ما فكروا بما يشتهون. أتراها السلطة؟ بالطبع لا! السلطة عندما تحكمها تتحول لقائد يحقق للشعب تطلعاته. اليوم أستطيع القول أن السلطة حكمتني فسعيت لتحقيق مطالبي. مغفل أنا. تحقيق، كلمة لا تصلح البته. حققت غير قتل آلاف الليبيين وقهر البقية الباقية قتل أبنائي وتشريد عائلتي. أي ثمن أفدح من ذلك.
أركع هنا لبرهة، كان الأجدى لغويا أن أقول أقف هنا لبرهة لكن للآسف أمثالي هنا لا يقفون، وأفكر. ماذا لو وقفت شامخا، مع أول تحرك ضدي للتنديد بقمع الحريات والظلم والقهر والمطالبة بتداول السلطة، معلنا لهم أن أربعين عاما أو يزيد تكفيني وأن من حقهم اليوم هم أجيال ليبيا أن يعبروا عما يريدون معلنا إعتزالي السلطة تاركا لهم أن يعيشوا حياتهم وفقا لما يرون فيه الخير لليبيا ولأجيالها؟ لماذا كان علي أن أصدق أن بعض المغرضين أو أصحاب المصالح الذين يقفون في باب العزيزية هم كل ليبيا؟ لو فعلت ذلك لما وجدوني في نفق تحت الأرض. ملاحظة مهمة تجدر الإشارة إليها. إكتشفت أن من يموتون مثلي وعلى أيديهم دماء أبناء الوطن لا تصعد روحهم للسماء لكن تحشر في أصقاع أرضية تفوح منها روائح كريهة وتترك لهم نافذة شفافة يطلون منها على القادمين الصاعدين إلى السماء. ما أكثرهم السوريون الصاعدون إلى أعراس السماء.
أجل لهذا أكتب إليك أنت بالتحديد. ربما لأنك لم تأت على أجنحة ما يسمى بالثورة. أي أنك لم تذرع في نفسك وفي أنفسهم أنك المخلص بل على العكس ورثت نظاما ترك صورا دموية على شاكلة الصور التي يرسمها رجال أجهزتك الأمنية كل يوم. لذلك لو وقفت قبل بضعة أشهر وقلت لهم عجزت عن تحيقيق الإصلاح الذي وعدت وأن السلطة لا تحكمك وإنما أنت من يحكمها.
بني، لا تزرع لأولادك ما زرعته لأولادي ولا تطمع لأولادك بما طمع لك أبوك فيه. بني، الأشخاص والزعامات لا تدوم يدوم الشعب وإراداته. لا تواجه يوما إرادة شعب. لا تحفر قبرك وقبور أولادك بيديك. ترضخ الشعوب لكن ذاكرتها تحبل بالظلم والقهر وإذا ما جاء وقت الميلاد إنفجر الجنين في وجه من زرعه ليحيله نتفا نتفا.
بني، لا تكن مثلي، قف على شرفة قصرك مدعيا ما شئت من حبك للوطن وشعبه لكن وبطريقة لبقة تحفظ ماء الوجه أخبرهم بأن حبك لهم يدفعك للتخلي عن كل مسؤولياتك تجاههم تاركا لهم حرية تقرير المصير. إبتعد عن الإدعاء بأنك الأب الصالح الذي يفهم مصالحهم أكثر منهم لتبرر أنك مستعد لقتلهم جميعا محافظة عليهم. إدعينا قبل ذلك وعلمونا بأنهم وحدهم من يعرفون مصالحهم.
بني، لا تجعل نهايتك نفقا أو سردابا. بني، الشعوب هي من يعطي الدروس. الموظفون المتسلطون لا يحق لهم ذلك.
كان بودي أن أكتب إليك أكثر لكني آراهم مقبلين نحوي.
أكتب لنفسك قدرا أفضل مما كتبته لنفسي وأولادي
معمر القذافي



#محمد_حسين_الأطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدم حمزة لا بيد أوباما
- أسد لا يسمع ولا يرى
- المستبد بين بلاغة الدم وشهادة الحبر!
- المستبد يخاف الحمام الزاجل
- لن تخيفوننا بالإسلاميين
- فخامة الرئيس بشار الأسد
- الأقليات تحمي الدكتاتوريات
- نموت ويحيا الأسد
- الأسد يرسب بامتياز
- إخلع عمامتك يا مفتي حسون
- يوم أمهات سوريا
- مجرد هلوسة
- وقاحة قذافية
- الدولة لا دين لها
- -لا صوت يعلو فوق صوت البندقية-
- متى يُستآصل الأسد وأمثاله؟
- أمريكا فاسدة أيضا
- إدوارد سعيد إرهابي
- صحفي ... إذا تستحق القتل!
- الأطفال... رزقهم ليس في السماء


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الأطرش - رسالة من معمر القذافي إلى بشار الأسد