أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صباح كنجي - ياسين ذكرى فراق من أجل لقاء في زمن الرعب والموت!..














المزيد.....

ياسين ذكرى فراق من أجل لقاء في زمن الرعب والموت!..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 13:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في الطريق من الموصل إلى بغداد، ما زلتُ أتتبع اثر خطوات المسار الذي غيب النصير ياسين الذي فارقني الوكر السري في وغى الحرب وانقطعت أخباره، بت قلقاً عليه ورغم ما كان يحيق بي أنا الآخر من مخاطر جدية عزمت على البحث عنه في حينها.. هكذا حسمت أمري وتخلصت من حالة القلق جاعلا من الوصول إلى بغداد هدفي عسى ولعل أن اعثر عليه..
كنت موقناً من خطورة الوضع ومدركاً لحجم الخطوة التي بدأتها لكن ياسين يستحق أن ابحث عنه.. ياسين في آخر لقاء لي به في ذلك الوكر الجبلي قال لي:
ـ صباح أدرك حجم المغامرة التي تحيط بنزولي إلى بغداد في هذه الأيام.. قد تكون هذه المرة الأخيرة التي أراك فيها.. أنا مصمم على الذهاب واعرف قد تكون هذه المرة الأخيرة.. سأعتقل وتكون نهايتي..
حينما استفسرت منه عن الدافع الذي يجعله يغامر إلى هذا الحد بحكم تجاربي السابقة معه ومعرفتي بجانب من المهام المكلف بها، بما فيها محاولاته لكشف حالات الاندساس داخل شبكة بغداد التنظيمية قال لي: هناك سبب آخر في اندفاعي ومغامرتي.. أنا أبحث عن شقيقتي التي لا اعرف أين هي.. منذ مغادرتي العراق.. هاهي الحرب تدور من سنين ولا ادري ما حل بها..
كان ياسين عائداً من الاتحاد السوفيتي متسللاً عبر الحدود نحو مقرات الأنصار في جبال كردستان.. حدثنا كثيرا عن دراسته وكيف كان الوحيد بين مجموعة طالبات في مرحلة من تلك الفترة هناك.. لم يكن ثرثاراً ومتباهياً يقص أشياء من وحي الخيال كما كان يفعل غيره من الذين عاشوا بذخ ونعمة الاشتراكية من خلال مقاعد التعليم المخصصة لأبناء الثوار من مختلف دول العالم.. لذلك لم يحدثنا ياسين عن أبيه يوما ما.. لم نسمعه يثرثر يوم أو يتحدثُ بشكوى فقدانه للأب الثائر ولحظة الغدر به... كان يصمتُ حينما يحتدم النقاش ورغم البسمة التي ترسم على محياه وهو الوسيم الجميل.. كان شعاع عينيه الواسعتين يحكي الكثير.. شعاع عينيه وحده كان يكشف حجم الألم الدفين في أعماقه.. شعاع يستمد حزنه من خيوط القمر في ليالي البدر المضيئة التي تنشر سكونها في أرجاء الكون... وحده القمر في حزنه كان شبيهاً بياسين... ياسين المغادر إلى العاصمة في تلك الأجواء الحربية تاركاً كامرة فورية مستعملة في الوكر.. غادر في ساعات الفجر بطريق مؤمنة إلى مدخل في الموصل ومنها إلى بغداد التي ابتلعته كما توقع..
لم يكن مخطئاً في هواجسه وما قد يحل به.. ومع ذلك لم يكن متردداً وهو ينزع ملابس الثوار في ذلك الوكر الجبلي ليرتدي القميص و البنطال كأي طالب ينهض في ساعات الصباح المتأزمة في زمن الحرب الطاحنة التي غيبت الآلاف من الجنود في ذلك العهد.. لكنها أي الحرب لم تكن الوحيدة التي تأكل لحم البشر.. كانت الحرب تأكل لحم الجنود.. ياسين لم يكن جندياً.. أين اختفى؟... من قتله؟.. من غيبه؟..
بعد حين .. علمنا من مصدر يشرف على خيوط العمل بين بغداد والجبل تلك الأيام انه اعتقل.. اعتقل في بغداد واختفى في أقبية الأمن والمخابرات..
هل تحقق حلمه بلقاء شقيقته في ذلك الزمن المميت والمرعب؟...
ياسين أيها الوعل الجبلي الجميل مازلنا ننتظر بلهفة عودتك لتخبرنا عن ذلك اللقاء..
صباح كنجي
بداية أكتوبر 2011

ـــــــــــــــــــ
ـ مقتطف من حكايا الانصار والجبل..


ـ النصير ياسين هو.. (جماهير الخيون).. هذا ما اختاره من إسم لأبنه المناضل أمين الخيون الذي قاد مجموعة الكفاح المسلح في اهوار الجبايش بمبادرة منه ليست لها علاقة بتوجه القيادة المركزية ونهجها.. اعتقل وعذب وبعد اطلاق سراحه جرت تصفيته في بغداد..
ترك ياسين/ جماهير .. مجموعة اوراق أودع فيها اشعارا وقصصا وخواطر آن الاوان لطبعها وفاء للذكرى والموقف اتمنى ان تقوم منظمة الانصار بتعقبها وتجميعها من أجل توثيقها وطبعها من جديد..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة خاصة في زمن الحرب ..
- مجهول يشتم حكومة البعث في مقر للشيوعيين في الموصل!..
- حوالة أبو عبود..
- الرحيل المؤلم لعاشق الحرية..
- حوار مع المعقبينَ على الرسالةِ المفتوحةِ..
- شاهد على جريمة العصر سائق الجرافة الذي دفن مجموعة من المؤنفل ...
- لقاء مع الكاتب والنصير صباح كنجي
- رسالة مفتوحة إلى السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي..
- مِنْ حَكايَا الأنفال..
- خلف جنيب ذلك البدوي والنصير الشيوعي الأصيل..
- أبو ظفر.. الطبيب الماهر والإنسان النادر
- حياة شرارة .. شعلة الكفاح وجريمة السفاح..!
- اختفاء نبيل فياض....
- سوريا الشعب وسوريا الدكتاتورية..!!
- جيش البعث السوري وجيش الاحتلال الإسرائيلي..
- أفياء وليل حمودي الطويل..
- -المنسيون-.. بقايَا ذكرى وبقايَا جُرح..
- إلى صديق غاب من بيننا ولم يرحل..إلى أبو جنان في ذكراهُ الأول ...
- كتاب عن الفرمانات الإسلامية ضد الأيزيديين ..!
- جذور الاستبداد الشرقي والكفاح من أجل الحرية والانعتاق


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صباح كنجي - ياسين ذكرى فراق من أجل لقاء في زمن الرعب والموت!..