خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال
(Khaled Juma)
الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 01:45
المحور:
الادب والفن
ما الحبُّ؟
ـ وما الحُبُّ يا جَدَّتي؟
ـ حينَ تزرَعُ حكايةً وتَرَاها توغِلُ في تُربةِ الحضورِ، بيدينِ حَصّادتين، وعينين تلمّانِ المدى ساعةَ الغُروبِ، وقدمينِ حافيَتَينِ قَصْدَ أن تَلْمِسَا الرّملَ وتبثّانِهِ ما لا يُسَمّى.
[الحُبُّ أن لا تَكرَهَ شيئاً]
ـ ما الحُبُّ يا أبي؟
ـ أنْ تَنْظُرَ إلى قلبِكَ يسيرُ أمامَكَ، فتطيرُ كهواءٍ ساخِنٍ، وَتَنْحَتُ جفافَ عظامِكَ كي ترطِّبَ وقَتَهُ، وتنسى أنّكَ كائنٌ فرديٌّ، تأخُذُ الآخرينَ إلى حُلمِكَ وتعطيهِمْ لَحْمَ روحِكَ لترى بَسْمَتَهُمْ تُخَرْخِشُ في صمتِ يومِكْ.
[الحُبُّ أن ترى بقلبِكْ]
ـ ما الحُبُّ يا أمّي؟
ـ كهرباءٌ تسري في الدَّمِ حينَ تسمعُ الصُّراخَ الأوّلَ للحياةْ، روحٌ تخِفُّ فتشِفُّ وترِفُّ ولا تعودُ ترى العالمَ إلا ورداً وعصافيرَ وأغنياتْ، ويصيرُ التعبُ مجرّدُ رقصةٍ على موسيقى المناغاةْ.
[الحبُّ أن تُعطي وكأنّكَ تأخُذُ]
ـ ما الحُبُّ يا حبيبتي؟
ـ خُلاصَةُ الرّوحِ ذائبةً في نورٍ لا يَنتَهي، صورَةُ الشّمسِ في ماءِ نَهرِ القلبْ، دفءُ مَلْمَسِ جِلْدِ أمٍّ في اللّيلِ، اكتمالُكَ في الآخرِ واكتمالُ الآخرِ فيكْ.
[الحُبُّ أن تحْضُرَ في غيابِكْ]
ـ ما الحُبُّ يا ربُّ؟
ـ أنا.
التاسع عشر من تشرين أول 2011
#خالد_جمعة (هاشتاغ)
Khaled_Juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟