نجاح العلي
الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 10:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو: عندما يغيب القانون تسود شريعة الغاب.. وقد وضعت القوانين والتعليمات لتنظيم حياة بني البشر، ويقاس رقي وتقدم وحضارة الامم والشعوب بمدى التزامها بالقوانين التي وضعتها انطلاقا من خصوصيتها الاجتماعية واعرافها وتقاليدها، وان تطبيق القوانين والتعليمات فعل حضاري يعكس ثقافة المواطن ووعيه لأهمية التنظيم في بناء مجتمع متقدم تسوده العدالة، وتتحقق فيه المساواة بين كل أفراده على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وقومياتهم واصولهم.
اما ان يأتي انتهاك القانون من قبل مشرعيه فهذه سابقة خطيرة لابد من الوقوف عندها، وهذا ما حصل مع طلاب جامعة بغداد اذ تقدم بعض اعضاء مجلس النواب للتنافس على القبول في الدراسات العليا، وهذا حقهم، وجاءت النتائج وعلى الموقع الالكتروني الرسمي لوزارة التعليم العالي ان هؤلاء فشلوا في الامتحان التنافسي وانهم تجاوزا العمر المسموح به للتقديم لكن المفاجأة انهم رغم ذلك حصلوا على مقعد في الدراسات العليا ليقتلوا حلم اغلب الخريجين العراقيين بان يتم قبولهم في الدراسات العليا بناء على العمر والمعدل والامتحان التنافسي وهذه المعايير وضعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لكن هذه الاحلام ذهبت ادراج الرياح، اذ لايكفي بعض السياسيين الحصول على الحصانة والامتيازات والجوازات الدبلوماسية بل باتوا بحكم نفوذهم وحضوتهم يستحوذون على مقاعد الدراسات العليا متجاوزين الشروط والتعليمات الخاصة بذلك.
ان القانون هو الحماية الحقيقية للمجتمع العراقي وضرورة تطبيقه على كل الشرائح وفي كل المؤسسات والدوائر، وبقدر ما نحافظ على سيادة القانون بقدر مانضمن مجتمعاً خاليا من الفساد والجريمة ومظاهر الانحراف التي تنخر جسد المجتمعات وتنهار جراءها الحضارات وتهوي الامم.
سياسيو العراق الجديد واعضاء مجلس النواب لابد ان يكونوا قدوة في الالتزام بالقوانين والتعليمات لانهم هم من يشرعها بتفويض من الشعب، وان يقوموا بدورهم المنوط بهم بمحاسبة من يخالفها، وان خالف بعضهم هذه القوانين والتعليمات فيكون حسابه مغلظا لانه قدوة ومثال يحتذى به، وان تم السكوت على هذه الحالات فسنعطي مثالا سيئا بان مشرعي القانون هم اول من ينتهكه، وان عملية البناء والتطوير التي ننشدها لاتسير الى الأمام بل تتراجع خطوات كبيرة الى الخلف لنصل في النهاية الى شريعة الغاب التي حذر منها الفيلسوف روسو، لكن هل من
#نجاح_العلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟