فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 18 - 18:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
15 يوماً مقَدمة من " أوغلو" + 15 يوماً من الجامعة العربية = موت ، اعتقال ، تصفية، تفتيت لسوريا وإدخالها في نفق مظلم لانعلم إلى أين تأخذنا بوصلته الأمنية!.
ـــ منذ شهر ونيف زار وزير الخارجية التركي السيد أوغلو ، الزيارة التي أطلقوا عليها " الرسمية الأخيرة" وصرح بعدها أنه منح النظام السوري خمسة عشر يوماً ، سيتغيرمن بعدها ــ إن لم ينصاع النظام الأسدي لنصائح الجارة الصديقة ـ موقف تركيا كلياً، انتظرنا..وانتظرنا ولم يعلن شيء إلى أن بدأ رئيس الوزراء التركي " طيب أردوغان" بزيارات تثبيت نفوذ لعواصم عربية وغير عربية، صرح خلالها وبلقاءات مع أكثر من قناة وصحيفة أن " تركيا ستعلن في الأيام القليلة القادمة حزمة عقوبات على النظام السوري، وأن موقفها بالتفاهم مع الدول الأوربية وأمريكا سيكون مختلفاً من الآن فصاعداً بعد أن فشل بإقناع النظام السوري بخطورة العنف والحل الأمني، وبأن الموقف التركي سيتضافر مع مواقف الدول الغربية لإيقاف حمام الدم الناتج عن الحرب التي يشنها النظام السوري على شعبه ، ووعد أن العقوبات الاقتصادية المنتظرة سيتم الإعلان عنها فور زيارة أعدت يقوم بها السيد أردوغان لمخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية ــ السورية..حتى اللحظة لم نقرأ ولم نسمع إلا جعجعة دون طحن، ولم تصل آذاننا ولم تشاهد عيوننا إلا المزيد من القتل والموت والتشبيح والدمار وحملات التعذيب وأصناف الترويع تطال النساء والأطفال دون أن يرف لها جفن أوغلو ولا جفن أردوغان، فمابالك بجفن القاتل الذي لايشبع من مشاهد الدم المسفوح، ولا يتوقف عن إغراق البلدات والمدن السورية بالدبابات تقصف وتهدم وتدك..وتعمل على الإفقار والإذلال والاعتقال، أي أن فرصة بعد فرصة وموعداً مطاطاً بعد موعد، يقدم هدية لنظامٍ قاتل سفاح .. وبعد أكثر من سبعة أشهر..تعب نظام وأجهزة القتل، ولم يتعب شعب سوريا الأبي، بل يزداد تصميماً وإصراراً أن ينال حريته وأن يبني دولته المدنية الديمقراطية لكل أبنائه دون تمييز...
ـــ بعد انقضاء سبعة أشهر..بعد..قتل أكثر من 3 آلاف مواطن سوري، بينهم 187 طفلاً..، واعتقال مايزيد على 30 ألف مواطن ومواطنة بينهم الشاب والكهل والمرأة والطفل، يخرج للحرية اثنان ليدخل عشرات..ويستمر الحال والعالم من حولنا نيام على المشاهد وعلى جدول الدم السوري المباح..يخترعون جامعات وهيئات عربية ودولية، وقوانين يقولون: أنها تجبر القاتل على التوقف، أنها تضمن الحق الإنساني، أنها وُلدت لتعريف الإنسان ، أنه ليس لعبة بيد أحد مهما كان وأينما كان!! ..فهو قبل كل شيء ابن الكرة الأرضية، "ابن الحياة"..لاابن الأسد ولا يرثه أحد!!..لكن كل هذه القوانين والعهود والمواثيق طبقت وتُطبق في أرجاء المعمورة وحوسب من خالفها، ولوحق من هرب من وجهها..وجوبه من اخترقها..إلا الموت السوري..فهو سينما للفرجة..ماهو إلا صندوق الفرجة العربي والعالمي..نموت وحدنا.. ويقول أبناء الشارع السوري بصوتهم المخنوق المخذول..الوحيد أمام آلة القتل" يالله..مالنا غيرك يا الله"!!..سمعتها منذ أسبوعين ومازالت ترددها الحناجر..لأنهم يحسون أن كل محيطهم والعالم الذي ينتمون إليه يخذلهم ويمنح القاتل فرصة بعد أخرى ليجهز عليهم، مازال الكون يعتقد أن هذا النظام قادر أو قابل على الاصلاح والتغيير!!، لا بل ويطالبنا أن ( نحاوره)!!..يجتاح أحياءنا، يشتت مدننا، يقسمها لدوائر، ويشطرها لمربعات أمنية ، ينشر أذرعته الشبيحية فوق أسطح المدارس وعلى أبوابها، يرقب الذاهب لعمله والعائد لبيته، يفتش حقيبة الخضار وحقيبة المدرسة، يعتقل الطفل إن أمسك بطبشور ليشخبط خرائط ألمه ومعاناته على الجدران..يغلق فمه بيد رجل أمن مدجج بسلاح المعركة، يجبره بعد كف أو إثنين أن يقدم كل أسماء أهل الحي المتظاهرين..ــ أين أنت ياهتلر لتتعلم دروس البطش على يد معلم سبقك واجتازك بمراحل في مدى عنفه وغطرسته وفاشيته وساديته؟!!..
ــ لكن العرب اجتمعوا..لكن جامعة الأنظمة العربية بدأت تتململ من سباتها..لكن وزراء الخارجية عقدوا جلسة طارئة عاجلة " لدراسة الوضع السوري"!! تمر سبعة أشهر ونيف ونحن مازلنا في نفق الموت ..الآن والآن فقط....يستيقظ ضمير العرب ..أو هكذا خُيل إلينا..أنهم يجنحون نحو الاستيقاظ..وسيتدارسون حلاً..سيطرحون خارطة طريق تنقذ ماء الوجه ، وسلطة الأسد! ...فما عليكم أيها السوريون إلا أن تهللوا..فقد ثبت أخيراً أن لكم انتماء عربياً..ومنه يخرج " نبيل العربي، شقيقكم في الثورة المصرية"..باركوا لأنفسكم بهذه الصفقة وتباركوا وتمسحوا بثياب وزراء الخارجية العرب..فهاهم يتحلقون..ليعطونكم درساً في " الحوار مع القاتل"!!
ــ جاء نبيل العربي، رحل نبيل العربي، حمل رسالة نبيل العربي، صرح رئيس الجامعة العربية نبيل العربي..أكد وحرص على أمان واستقرار سوريا السيد نبيل العربي..التقى ببعض المعارضين السيد نبيل العربي..امتنعت سوريا عن لقائها بنبيل العربي وأجلت اللقاء..لأن سوريا " مزرعة الأسد"! دولة ذات سيادة ولاتسمح لا لعربي ولا لأجنبي أن يتدخل بمزرعتها ولا أن يحاسبها على عدد الخراف التي قتلتها وذبحتها وستستمر بعملية الذبح إلى أن تعود لها حالة المأمأة والتأتأة..وأن تفقد مقومات اللغة الانسانية..، يغط السيد بشار الأسد في هوامه ويغرق في أحلامه..
معذور يابن أبيك..فلم ترَ من قبل من يجعلك تتصور أنك سترحل، ويطالبك رغم بطشك به وبعائلته وأهله وديرته وعشيرته وماله..ويُصر على رحيلك..يصر على محاكمتك..يُصر على اقتلاع جذورك الفاسدة، والتي أفسدت السلالات السورية.. دراكولا النظام لايفطر ولا يتغذى إلا على مشاهد الدم الفائر من شرايين أطفال وشباب سوريا الرافضة أن تعود للحضيرة الأسدية.فقد أعلنت العصيان وقتلت الخوف ونزعته من صدورها..وزرعته بصدر هتلر العصر الجديد في القرن الواحد والعشرين..فحتى هتلر انتهى منتحراً..وقد اقترب موعدك ياسيد الموت..ومخطط خرائطه ومبرمج آلته.. .يامُشعِل فتيل النار..لكنك المحترق بها..أنت ومن يقف معك..أنت ومن يتصورك باقٍ..لم يُخَّلد من قبلك أعتى العتاة وأكبر الطغاة..حتى هتلر اجتاح العالم وسفك وقتل وأعمل حقل تجاربه بالبشر...لكنه مات في جحره كما الفئران ، وابن عمك صدام كذلك، وها ابن عمك وشبيهك القذافي يهرب من جحر لآخر ونهايته باتت مجرد أيام معدودة..وماعليك إلا أن تعد عقارب ساعتك...وتتناول المزيد من الأقراص المهدئة، وتستدعي المزيد من أطباء علم النفس ليعالجوا علاتك كي تستطيع التوازن ، مع أن الشعب السوري أفقدك التركيز.وسيفقدك حتى رجولتك وستخونك قدراتك قريباً....أمام شعب صمم على اقتلاعك..صمم على أخذ حريته رغماً عن أنفك وأنف من يخاف بطشك وبطش من يتحالف معك..من يداري نوعك ..لأنه لايخافك أنت، إنما يخاف أن تصيب العدوى الثورية بروحها التواقه للحرية ..من يسوقهم كما سقتنا وأبوك أربعين عاماً..وها نسوقك إلى حتفك..نسوقك إلى حيث تستحق قامتك الزائفة وموروثك الخادع..إلى محاكم الشعب..إلى قضائه وكلمته فيك..وماعليك إلا أن تشكر وتحمد الحصار الدولي..أنك لاتلتقي إلا بمن شابهوك من معتوهي حكومتك..وإلا انكشفت حالتك النفسية وهالتك الرئاسية القائمة على الزيف والتزييف والمزيد من تركيب اللجان وتشكيل لجان ..تشكل بدورها لجان ، وتَعِد بتشكيل لجان، إلى أن يأتيك ملك الموت بصورة طفل قتلته..بصورة أم ثكلى..بصورة شاب حرمته الفرح والحب والعشق ..تأتيك ساعة الرحيل..ساعة الصفر....وسترى بأم عينيك كيف يمحي شباب حمص وحوران والرستن والدير وكل قرية وكل حي من أحياء دمشق وإدلب خرائطك ولجانك بممحاة الثورة ويعلنوا نهاية عهدك البائد..ويرفعوا راية سوريا المستقلة من جديد ..الحرة رغم أنفك وأنف كل زعماء الأرض..وكل من لايقف إلى جانب حقنا في الحرية والكرامة والديمقراطية التي ننشد..نموت أو نحيا أحراراً..لك ولأسرتك تاريخ الذل والعار..يابن الأسد...
ومن هذه الصفحة أعلن..أن كل قوائمك السوداء عبارة عن وسام أعلقه فوق صدري، ولن أغير أو أبدل إلى أن ترحل، ولن يثنيني عن استمراري كل أبواقك ..ولن أتوقف مادام لدي يد تكتب وتمسك بالقلم ومادمت حية..ستظل حنجرتي تصدح بالحرية وتشد من أزر الثوار وعزيمتهم إلى أن يرموك في جحرٍ يليق بقاتل.
ــ باريس 18/10/2011.
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟