أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد قويدر - احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع














المزيد.....

احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 18 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


أحيا كورال "السنونو ـ سوريا" كورال أطفال فلسطين؛ حفله الثالث مساء يوم 13/10/2011 في مركز الشهيدة حلوة زيدان ـ قاعة الأمل في مخيم اليرموك، وسبق وأن أطلق حفله الافتتاحي بذات القاعة؛ وقدم الثانية في قلعة دمشق بمناسبة مهرجان "فرح الطفولة".
افتتح الحفل مدير المشروع الفنان إسماعيل طرابلسي، وبكلمات قصيرة جاء فيها: "مرحباً بكم في هذه الأمسية ... غناء الأطفال لا يحتاج سوى أن نفتح له نوافذنا ليدخل إلى القلوب والعقول"؛ وتوجه بالتحية والشكر لروسيا والصين وفنزويلا، لمواقفهم الصديقة، ولحضور ممثليهم الحفل، وباسم أطفال فلسطين "كورال السنونو" توجه بالشكر والعرفان قائلاً: "شكراً محمد طارق الخضراء القائد والمناضل والشاعر والأديب والإنسان على عطاءاته التي هي نبعٌ لا ينضب".
وهو القائل:
هذه البراعـم بالوفـاء تفتحت عشقاً لأرضٍ أزهرت ألوانا
فإذا السنابل قد زهت بعطائها وتعملقت أنغامهـا بسمانـا

صدح الأطفال بقيادة الفنان الياس الزيات ... وها نحن نَعبُر إلى طفولتنا المستعادة ... طفولتنا الضائعة، ومرحى "كورال السنونو" يحل علينا بكبرياء وألق ... كبرياء أشجار الزيتون الجريحة والراسخة في الأرض، تعلمنا كيف نفتح ثنايا النص، ونحلق بأجنحة السنونو على أرض تواقة للحرية ... ومن عبوديتها، طفولتنا التي تركناها في أحلامنا ... المؤجلة في برد الشتات ... ولهيب القيظ كتنورٍ مستعر ... وها نحن في ربيع السنونو، وربيع الطفولة ربيعاً دائماً حين تكون الموسيقى خلاصنا الوحيد للاحتفاظ بإنسانيتنا، فالفن: يهدف أساساً إلى إبداع شيء جميل يؤثر لا على مشاعرنا ولكن على تكاملنا كبشر ... على خيالنا ... أليست هذه فلسفة الجمال ... وفي سياق التفسير الرمزي يندرج قول إيلينا روستروبوفيتش مؤسسة المشروع: "لنعطِ صوتاً لكل طفل، فإنهم يقبلون على العالم ليثبتوا أنفسهم، وليجدوا لأصواتهم ولأنفسهم مكاناً في هذا العالم".
ثمة ما يجمعنا الكثير مع روسيا نحن الفلسطينيين، أساطيرنا والأساطير الروسية القديمة، بدءاً من التفسير الرمزي لـ "عبادة الأرض"، فكل من شاهد باليه "تكريس الربيع" الروسي لـ "سترانفسكي" يسترعي انتباهه لغة الموسيقى ولغة الطبيعة الروسية، لغة الموسيقى لمفعول الربيع الكلي القدرة، الطاقات الحيوية وذروة التوهج، الفرح الغامر للطبيعة ... الفرح الغامر للطفولة الفلسطينية، الدماء الفلسطينية الفائرة ... زقزقات السنونو في الشرايين إيذاناً بانطلاق الربيع، الطبيعة والمياه التي تنفجر من الصخور؛ لنملأ الجرار ونعصر العناقيد، والتقاء الكائنات مع رقصة الأرض وتمردها على كل القوى الكابتة، والخصب والحنو على الجنين في الأحشاء، لذة الأمل والحياة، ويشبُّ الفلسطيني مبكراً كطائر الفينيق الذي يفنى ليبعث من رماده ...
نشترك معاً في هذه الأساطير الممتدة في القِدَمْ، وثمة غناء آخر نحو صورٍ لا يفقهها إلا الضالعون بتشابكات الترميز في كتاب الوهج، فالأحفاد إلى مسقط رؤوس الأجداد ... إنها "نوتة" موسيقى الوطن ...
في هذا الحفل تفاعل الحضور كثيراً، ولعل أجمل ما حققه الحفل؛ هو ما يجعلك تشعر أنك عشته تماماً، مشاعر جميلة تسمح بلحظات أشبه بالصلاة ... صلاة حميمية صادقة، هنا نستطيع القول أنه ليس غريباً توالد هذه المشاعر، حيث يلمس تطوراً متساراعاً في الكورال بعد أن كرس الفنان جوان قره جولي جهوده بهذا الجانب، واصبح (المدير الفني للمشروع)؛ وهو مؤسسة إبداعية ثقافية بذاته، بما يملك من إحساس إبداعي وخبرة، وبما يملك من أحلام متسعة بوسع اللون الأزرق في هذا العالم .. مسخراً وقته وجهوده الملموسة بوضوح في تطوير الأداء الكورالي، وافتتاح معهداً مرافقاً للتعليم على الأدوات الموسيقية، يشرف عليه نخبة من الاختصاص من خريجي معهد صلحي الوادي..
مع تصفيق الجمهور الحار ... نحييكم أيها المشرفون على منجزكم ... وعلى أول الدرب ... ونحييكم مضاعفاً وأنتم تعيدون لنا طفولتنا ... وتعيدوننا إلى ذاكرتنا وتراثنا ... وتسردون مشاعرنا ... وخطرات قلوبنا التي تكتسي بالمعنى ...



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل -جبهة ثقافية ديمقراطية ...-
- في -مدنيّة الدولة ... علمانية الدولة-
- -السنونو- في حفلها السنوي الأول
- -السنونو- تختم عامها الدراسي الأول
- المفاهيم الحرّة ... و -المستبد المهزوم-
- فقه اللامعقول ... الاستبداد والصنمية
- وهم البنى التقليدية ... وهم المثقف النخبوي
- ثقافة السلام ... وميديا - السلام مهنتنا -
- الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية
- قيمة الزمن .. قيمة الشعور بالمسؤولية ..
- يا إلهي ... ما -أقدس- الحاكميات العربية ... !
- في الثقافة الوطنية والعالمية ...
- الثقافة .. والوعي التاريخي
- إشعاعات ثورة أكتوبر البلشفية
- -لليسار دُرْ...- في نقد العقل العربي
- سيدة النجاة..
- -الديمقراطية- ... تحديات الخيار الوطني التحرري والديمقراطي
- الفرا والدوران في المتاهة ... !
- خلف الارهاب الأعمى ... فكرة جبانة سوداء
- القاسم الذي كتب في حلكة الزنازين أجمل قصص الكفاح والحب


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد قويدر - احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع