فرهاد ثوراتنا الشهيد مشعل التمو

هيفين قاقو

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 18 - 00:30
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

مَنْ يدلَّني على أجمل زهرة، مَنْ يُنَّظم كلماتي المبعثرة، مّنْ يكشف لي أسرار أبجدياتنا، مَنْ يحمل صوتي وبقايا وطني، مَنْ يدلَّني على الطريق لكي التمسه، وطريقنا يبدأ بمشعل التمو وينتهي فيه.

مَنْ صَدَّق الكذبة، كذبة أطلقتها رصاصات "الشبيحة المُلَّثمة" صوب جسده المكشوف كالقمر وامتداد الوطن، لن نصدق بأنّ الرصاصة قادرة على اغتيال البحر وتهميش الجبل وجعله حفرة... لن نصدق الحديث المزيف وخطاب المهملات، فمشعلنا أخبرنا بأنّ الثورة "يوتوبيا" و"افتراض"، أقرب إلى الواقع أكثر منه إلى الخيال. همس لنا فرهاد الثورات همسا جميلا مُبشّرا بأنّ الثورة ولّادة ولن تستأذن من الحاكم العاق والعاقر لتنجب من رحم ليلها ومعاناتها نوراً للوطن ورغيفاً للفقراء وملاذا للأطفال وقصيدة للعشاق. أخبرنا بأنّ الموت في الثورة أكذوبة، وأنّ صمت الشهيد تصوف، وجسده محراب. أخبرنا بأنّ في روح الثوري عند الشهادة تناسخ وولادة، تناسخ مع عمق البحر ووزن قصائد الكادحين وصوتنا الموحد عبر ألف حنجرة. نعم أخبرنا فرهاد الثورة بأنّ الشهيد يُولَد في الساحة حينما تُسمع أجراس الكنائس وأذان الجوامع إيذانا بميلاد وطن حر وشعب لا يحكمه مستبد وشبيحته.

فرهاد ثوراتنا، مشعلنا، ولنا مشاعل في الطريق، خبرنا عن الغد الذي سبقتنا إلى لقاءه. خبرنا عن جُبن الشبيحة المُلَّثّمة حينما يطلقون الرصاص، أترتعد أوصالهم من روع أعمالهم الشنيعة أم أنّها مشلولة لا تهتز. خبرنا عن شجاعة "نزفك البركان" الذي فجرنا ألف شظية، خبرنا عن الطريق يا فرهاد الثورة، فالشبيحة ﻻ يجيدون لغة غير لغةِ الدم لذا اغتالوك في جمعة زيّن سماؤها الحمام رمز السلام. فمِنْ أين لهم أنْ يفهموا حوارك الحضاري.
كنت وتبقى يا فرهاد ثورتنا، عاشقاً ومعشوقاً في الثورة، وزنا وبحرا في القصيدة. أرادوا إخماد شعلتك لأنك لمست المحرمات في عرفهم الاستبدادي بطرحك للأسئلة، أسئلة الثورة حين أدركت أنّ طرحها أهم من الإجابات الجاهزة والمنتجة من موروث يجتره البعض. طرحت الأسئلة باسم الشباب الثائر، فهل من مجيب من أحبك ومن اعتذر؟

ويبقى السؤال "كيف ننطلق من مدننا الكوردية وبلغتنا صوب سوريا التي نضمها وتضمنا ونحن جزء من فسيفسائها الرائع ونسيجها المتلاحم؟ ". طوبى لهم أن يحققوا بغيتهم لأنك ستبقى مشعلا لثورتنا ورمزا لنضالنا الإنساني وكاريزما كوردية، وسيُسطّر التاريخ الحقيقي إسمك في صفحاته كما سطّر من قبلك جيفارا وغاندي.

#هيفين_قاقو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات