|
جفت ضمائركم !!!!
يوسف كريم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 23:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"لقد اتعبني الدكتاتور الذي لازمني طوال حياتي الا وهو ضميري " هذا ما قاله احد الادباء الذي يمتلك قناعة تامة بان الضمير قادر على ان يتحول الى دكتاتور يتفرد برأيه لكي يوجه حياة اشخاص تصالحوا وتصارحوا مع ضمائرهم . الضمير هو قريب من الانسان ورقيب عليه في احيان كثيرة .. لكن يبدوا لي ومع شديد الاسف والاسى ان ضمائر الكثير من الساسة العراقيين في اثناء حركاتهم وسكناتهم وسلوكياتهم والتي تتخلل حياتهم اليومية غائبة ان لم نقل مغيبة . الشي الوحيد الذي لا اعلمه وفي نفس الوقت لا اكاد افهمه هو .. هل هذا الدكتاتور (الضمير) صحب هؤلاء الساسة لفترة معينة من حياتهم ؟ وهل من الممكن يكونوا قد اغتالوه بمواقفهم وتصرفاتهم عندما تربعوا على كرسي السلطة وسدة الحكم ؟ وقالوا له هذا فراقا بيننا وبينك الى ان يحكم الله ام للحكاية والرواية وجهة اخر لانعرفه الان وربما تكشفه لنا الايام . قبل كل شي يجب ان يعلم الجميع انني لا اريد في كتابة هذا المقال ان اتهاتر مع شخص واحط من شأنه واشناه ولا اسعى مطلقا الى استخدام لغة التخوين والتاثيم والتجريح ضد اخر لان اصابع يد الفتى ليست متساوية جميعها وايضا قيل (لو خليت لقلبت ) والشي الاخر الذي اود الافصاح عنه هنا هو ان الاسلوب التهجمي ليس من سجايانا وطبائعنا لانه اسلوب الضعفاء لا الاقوباء واسلوب الانهزاميين والمفلسين لاغير . جل ما ابتغيه هنا هو توجيه رسالة لوم وعتب وتنبيه وتحذير الى ثلة ونفر من الذين تلاعبوا بمقدرات هذا البلد وجيروها لصالحهم وقطنوا بواسطتها البروج العالية والعاجية واعتنقوا حياو الترف والبذخ عن طريق استغالهم لحقوق ابناء جلدتهم ومتاجرتهم باستحقاقات انقاض الفقراء وركام المحرومين ..هولاء الذين تم نسيانهم سهوا او تناسيهم عمدا من قبل هؤلاء الذين ازدحمت اذهانهم وانشغلت عقولهم ليس بالتفكير في مصلحة ممن اوصلوهم وانتخبوهم وانما بمصالحهم الكتلوية والشخصية ذات الافق الضيق والتي اصبحت في عداد الامور التي لا تنتهي . لا ادري متى يستيقظون من نومهم العميق وسباتهم الاعمق ويستشعرون حجم المسؤلية الملقاة على عاتقهم ؟ لماذا لم يقدموا شي يستحق الذكر على الصعيد الخدماتي على الاقل على الرغم من وجود ميزانيات انفجارية وضخ اموال بارقام مرعبة ومخيفه؟ هل المواطن مثلا لايستحق ان يقدم له شي ام كثيرة بحقه ان يعيش في بحبوبه اقتصادية توفر له العيش الرغيد والحياة الحرة الكريمة كاقرانه الاخرين من شعوب العالم. والى متى يبقى الناخب يضحي وهو الخاسر الاكبر في معادلة لا يجرؤا فيها المنتخب ان يقدم تنازلا واحدا من اجل المصلحة العامة. ومن قال ان السياسي هو اول من يضحي واخر من يستفيد ؟؟؟ كم تمنيت وياليتني اطلعت على ردة فعل المسؤلين بعد سماعهم بحادثة الشاب الذي اقدم على الانتحار واحرق نفسه في احدى محافظات الجنوب لانه لايمتلك تكاليف عملية الولادة لزوجته وغيرها من القصص التي تشيب الراس !!! وهل يسعدهم ويفرحهم وجود المدارس الطينية لحد هذه اللحظة والتي لا تقي طلابها من صقيع الشتاء وسموم الصيف وعيش الكثيرين على مياه المستنقعات ووجود عدد هائل من العوائل لاتمتلك سكن وتعيش في الايجارات التي تجاوزت مبالغها النصف مليون دينار عراقي في اكثر المناطق في بلد يعوم على انهار من النفط الخام وعدد غير قليل من المعادن الطبيعية كالفوسفات والكبريت وغيرها من المعادن الاخرى والتي تمكننا من ردم هذه الفجوة المؤسفة وتقريب مسافات هذا التباين الحاد المتمثل بالفقر المدقع والثراء الفاحش ام كلا هذا الشي لايروم لمن يسكننون (الهايد ـ بارك ) وغيرها من المناطق الفخمة والموثثة في العالم . اظن ان الامر مختلف ومنعكس تماما في العراق بلد الاهات والحسرات والجراحات التي لم تندمل بعد لا بل الانكى من ذلك ان بعضها اصبح بحجم الجبال وعمق البحار ... لقد طفح الكيل وعلينا الا نكرر الخطأ مرة اخرى ونصوت الى الذين يتاجرون بمظلوميتنا ويصبحون اقرب الينا من حبل الوريد في ايام الانتخابات .. نعم لقد ان الاوان لكي نحاكمهم ونحاسبهم ديمقراطيا ومن خلال صناديق الاقتراع. وعليهم ان يعلموا ويتعلموا اننا لسنا بحاجة لهم بل هم بامس الحاجة لنا وبذلك يجب(وعندما نقول يجب هذا ليس معناه ان طاقتنا قد استنزفت بل ان صبرنا قد نفذ) ان يتكاشفوا ويتصارحوا معنا لان هذه التجربه تجربتنا نحن المحرومين والمعدمين والفقراء والايتام والثكالى والارمل ...الخ لاتجربة المنعمين والمتخمين وبنيناها بدمائنا ولانسمح لاحد ان يهدمها بمعاويله مهما كان شخصه وانتمائه. نعم ادافع عن نظام سياسي عن تجربة ديمقراطية فتية واتمنى ان لا ينعتنني قارئي الكريم بالمتناقض لان النظرية شي والتطبيق شي اخر اي ان الديمقراطية ليس بالضرورة ان يمثلها ويجسدها كل من هب ودب ويدعى انه ديمقراطي في الوقت الذي اؤكد فيه موقفي الواضح والصريح واللامنحاز لاي سياسي لان (من عمل صالحا لنفسه ومن اساء فعليه). بودي ان اقول شي اخيرهنا وهو بلاريب يعتبر من اشياء ان حجم المشاكل والمصاعب والمتاعب التي عاشها ولا يزال يعاني منها المجتمع العراقي كبيرة جدا.. وربما سيبقى على موعد معها لا لشئ سوى انه مسالم ويحب الخير للاخرين لكنهم لايحبون الخير له لامن قريب ولا من بعيد وبذلك عليه ان يدفع ضريبة تصرفاته الفطرية التي لانزال نسدد اقساطها وندفع بفواتيرها من دماء ابناءنا الزكيه ولحومهم الطرية.... الى متى هذا النداء ؟؟؟ فقد رفت ملائكة السماء جفت ضمائركم !!! جفت ضمائركم !!! وما جفت دموع الابرياء ... وما جفت دموع الابرياء ...
#يوسف_كريم_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل فارقت الحياة مبادرة برزاني ام لاتزال راقدة في الانعاش ؟؟؟
...
-
11 سبتمبر.... اليوم الذي غير وجه العالم
-
المتباكون على الانسحاب !!!!
-
طاولة طالباني .... ملفات عالقة وامال معلقة
-
التاريخ يحاكم ولايحاكم
-
الثورات العربية..... سقوط العروش وحكم الجيوش
-
سوريا الاسد ..... بين مطرقة الداخل وسندان الخارج
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|