أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا موللا - خارطة الطريق للمعارضة السورية















المزيد.....


خارطة الطريق للمعارضة السورية


لينا موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 14:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يبدو أن المجتمع الدولي اليوم منقسم على ذاته حول أكثر الأوضاع سخونة في العالم، خاصة أن هذا المجتمع قد تشرذم نتيجة تضارب المصالح وتداخلها، ودخوله إلى مرحلة ما بعد هيمنة القطب الواحد .
فالدول العملاقة اقتصاديا باتت تعاني من صعوبات اقتصادية جمة تحد من قدرتها على فرض إملائاتها، وباتت مشغولة في معالجة مشاكلها الذاتية المستعصية، لذلك تراجع دعمها للمسائل التي تصب في امتداد نفوذها الخارجي .
وتبدو دولاً صاعدة على الساجة الدولية كالصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند وتركيا ممن سجلت طفرات ونتائج طيبة في نموها الاقتصادية تتلمس دوراً أكبر على الساحة الدولية، مسجلة بعض المواقف المعارضة للقوى العظمى، ويعيب على حراكها نقص الخبرة الديبلوماسية والعراقة في العمل الدولي .
ومثال ذلك إخفاق الصين الكبير في ليبيا الإفريقية، حيث كلفها دعمها المستمر لنظام معمر القذافي خروجها المهين من السوق الليبي الواعد لحساب الدول الغربية التي عملت بحنكة ورهانات ديبلوماسية لصالح المجلس فكان لها حصة الأسد من الاستثمارات في سوق واعد وغني .
وخروج الصين من ليبيا لا بد سيؤثر على وجودها في القارة الأفريقية التي تراهن عليها منذ زمن طويل، حيث قامت باستثمارات مكلفة في البنية التحتية استثمارات هائلة تتماشى مع حجم الصين الاقتصادي الواعد يترجم نفوذاً متزايداً في القارة السمراء . استثمارات ستشكل لها نقطة ارتكاز هامة في الدول النامية الأخرى ..

تركيا ذات الحنكة الاستعمارية القديمة ، أقدمت بالالتفاف الكامل على نظام القذافي، وراهنت بخبث على نجاح المجلس الانتقالي والانتصار له عوضاً عن احتكارات آل القذافي الاقتصادية، وما زيارة أردوغان إلى ليبيا بعد سقوط العاصمة طرابلس، إلا لإثنبات وجود ومطالبة بحصة من الاسثمارات، وكانت الصين أكبر الغائبات .
من هنا نستطيع أن نفهم الفيتو الصيني على قرار مجلس الأمن في إدانة النظام السوري، فالصين التي لم تستعمل الفيتو في تاريخها إلا خمسة مرات، وفيما يتعلق بتايوان تحديداً، متعنته في إفشال أي خرق غربي تجاه سوريا يخرجها من السوق المتوسطية، وهي قد سقطت مرة أخرى في مطب غربي جديد وهذا ما ستثبته الأيام القادمة .
**** **** **** ***
ولننتقل إلى الساحة السورية، حيث صرحت أوساط إعلامية تركية منذ خمسة عشر يوماً أن رئيس الوزراء أردوغان سيلقي خطاباً في مدينة هاتاي، أنطاكيا السورية يعلن فيها عن حزمة عقوبات تجاه سوريا رداً على حملة القمع والقتل الي يقوم به النظام السوري تجاه شعبه الأعزل، لكن هذا الخطاب تأخر عن موعده ووشى بكثير من التردد التركي في استلام زمام المبادرة .
تأخير جاء بعد تسريب إعلامي بأن مسؤولاً عسكرياً بارزاً في إيران قد وجه تهديداً شديد اللهجة لتركيا ملوحاً برد عسكري صارم فيما لو قامت هذه الأخيرة بعمل عسكري تجاه دمشق .
ترافق هذا مع تهديد مبطن من الخارجية الروسية المزمعة على نشر منظومة لصواريخ الاسكندر المتطورة على الأراضي السورية، كرد على نشر تركيا العضو في الحلف الأطلسي لصواريخ بالستية تراها موسكو مهددة لأمنها القومي، وغني عن البيان أن روسيا لا تجرؤ على خسارة سوريا أبداً، خاصة أن استثماراتها فيها تعود للقرن الثامن عشر، وهي مصرة على الاعتماد عليها لتحقيق توازن عسكري مع الحلف الأطلسي وكذلك إيجاد إطلالة لأسطولها عبر الشواطئ السورية على المتوسط .
وفي غياب قيادة سياسية موحدة وقوية للمعارضة السورية قبيل تشكيل المجلس الوطني واشتداد عوده، كانت جميع الوعود التي رددها المعارضون السوريون على مستقبليهم الروس، في استمرار التعاون الروسي السوري في شتى المجالات عبارة عن وعود ضعيفة وغير مقنعة .
لكن ظهور المجلس وتمثيله لأغلب أطياف المعارضة السورية والتي تعتبر عن الأكثرية اليوم، كما نيله لاعتراف واستحسان الدول الخارجية سيغير من المعادلة السورية مع العالم أجمع .
هذا المجلس يطالب اليوم الجامعة العربية يسحب المقعد السوري منها، والاعتراف به كممثل للسوريين، وكذلك يطالب بمساعدته في تحقيق الحماية للشعب السوري من المجتمع الدولي، تقيه بطش النظام .
النظام السوري بفطنته المعروفة استشرف هذه الخطوة وقام من خلال المعلم بتهديد الدول المزمعة على الاعتراف بالمجلس، متوعداً بأنه سيرد على هذا التصرف بشدة، وأقدم مفتي الجمهورية حسون بعمل طائش أرعن، عندما هدد الدول الأوروبية بعمليات استشهادية انتحارية إذا هي أقدمت على أي تدخل عسكري تجاه سوريا ولبنان الذي بات الحليف الوحيد لسوريا من مجمل الدول العربية .
وفي عمل دولي يراد منه تحييد إيران عن أي حراك مستقبلي، صدر اتهام خطير أميركي سعودي وبمباركة عربية وأوروبية لإيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، وجيشت لأجل تسويق التهمة جميع وسائل الإعلام، التي نقلت قوة التهمة وصدقيتها من أوباما أعلى سلطة أميركية، الأمر الذي سيجبر إيران إلى استنفار كافة إمكاناتها لتلافي التهمة وتداعياتها، وهذا ما سيكبل يديها من إجراء أي مساعدة لحليفتها السورية، في المرحلة القادمة .
تركيا التي أخرت إجراءاتها العقابية تجاه دمشق، لما بعد القرار العربي للجمامعة العربية، وإضعاف إيران وتقليم مخالبها في خطوة ديبلوماسية ذكية بعد أن وقعت ضحية تهمة مزلزلة جاءت بعد توزيع جديد للأدوار بين الدول وهذا ما ستخلق الأحداث التالية .
قرار الجامعة العربية سيصدر يوم الأحد القادم .
وعلى إثره ستتهياً الظروف لتحرك دولي واسع لإقامة منطقتين عازلتين في سوريا شمالاً متاخماً للحدود التركية، وجنوباً مجاوراً للحدود الأردنية، تأوي الأعداد المتزايدة من المنشقين في الجيش السوري، منطقة ستكون محمية من سلاح الجو الأطلسي . حيث ينتظر أن تستقبل أغلب عناصر الجيش السوري بعد تأمين حمايتهم، وإعادة تسليحهم إذا اقتضت الضرورة، وسيترافق ذلك مع ازدياد قوة المجلس داخلياً وخارجياً واستئثاره بالتمثيل الداخلي والاقليمي والدولي.
كما أن تحقيق الحماية للشعب السوري، سيؤدي إلى نزوله الشامل للشارع، وقيام عصيان مدني واسع وإضرابات عامة عن العمل تشل ما تبقى من مفاصل حيوية للدولة، مترافقة مع انشقاقات ديبلوماسية وحتى أخرى تطال جهازه الأمني المنيع، وستزداد الضغوط على العائلة الحاكمة حتى تتفتت تماماً .

**** **** **** ****
لقد شكل قيام المجلس، نصف انتصار للثورة السورية، والأسابيع القادمة ستحمل تطورات جمة تؤدي إلى تحقيق خارطة الطريق للشعب السوري قاطباً، هذه الخارطة لم يكن بالإمكان تحقيقها لولا مئات الألوف من التضحيات الثمينة لعموم شعبنا البطل.
وفي هذه المرحلة الدقيقة والنهائية نعاهد هذا المجلس كما جميع أفراد شعبنا الأبي، بأننا على الأرض ثابتون أقوياء وسنعمل جميعاً على تقريب ساعة الحسم .
لقد اقتربت ساعة النصر
وفي هذا نحن متفائلون

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية
سوريا 15/ 10 / 2011



#لينا_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي ...
- عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط ...
- ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي ...
- تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة ...
- إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق ...
- رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ ...
- إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
- مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
- قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا موللا - خارطة الطريق للمعارضة السورية