أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تطوراتٌ متسارعة وقفزات














المزيد.....

تطوراتٌ متسارعة وقفزات


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصلت الرأسماليةُ الحكومية الشمولية الشرقية إلى مرحلةِ التحلل، ولن تجدي نفعا إقامة الأسواق المشتركة مع دول أخرى، والمنظومات القارية، في حين أن الأساس الديمقراطي غير موجود.
الأساسُ الديمقراطي هو الذي يركبُ الأسواقَ ويجعل البُنى الاجتماعية مستجيبة لقوانين الأسواق.
ولهذا فإننا سنشهدُ انهيارات سياسية كبيرة في الشرق وأزمات اقتصادية في الغرب.
الجانبان متداخلان، وهما يعبران في أزماتهما المستقلة والمتداخلة عن أزمةِ التشكيلةِ الرأسمالية العالمية في طورٍ من أطوارِها العديدةِ الكثيرة.
الانهياراتُ السياسية في الشرق تتجهُ للحلقات الأضعف، حيث الدول الصغيرة نسبيا، حيث يمكن للقطاعين العام والخاص أن يأتلفا ويكونا وحدةً اقتصاديةً تعاونية مشتركة، بشرط أن يكون البناءُ السياسي ديمقراطيا ويسمح للطبقات كافة بالمشاركة، وللدخول الوطنية أن تقدرَ على التجديد الموسع الوطني التحديثي للإنتاج، وأن تحصل الطبقات المنتجة على إمكانيات أن تعيش وأن تتطور وأن تكون لها بنيتها السكانية التعليمية الصحية المتقدمة وللعلوم كقوة منتجة أن تتفجر.
الشروطُ السابقةُ في سحق الطبقات المنتجة وعصرها سواءً على المستوى الوطني أم القاري، تلحق الأضرار بالدخول وتراكمية نمو الاقتصاد.
أي أن مستوى الطبقات المنتجة التعليمي المعيشي لم يعد مقبولاً للتطور الاقتصادي في هذه اللحظة من تطور التشكيلة الرأسمالية بقاريتها، وعمليات «الشفط» الحادة والتحكم الذاتي بالفيوض الاقتصادية ما عاد ممكناً أن تستمر وإلا هبت عواصف الفوضى والاضطراب للبنى الاقتصادية الاجتماعية.
أي أن عمليات سياسية ديمقراطية، ونموا كبيرا للوعي العقلاني في شتى النخب، باتا ضروريين، والتوجه لفهم الاقتصاد السياسي صار مهما للأحزاب والدول، بحيث لا تنظر هذه النخب إلى اعتبار المشكلات الوطنية مشكلات وطنية راجعة إلى سوء فهم فقط بل هي تعود لتشكيلة عالمية منقسمة مضطربة، ولقوانين السوق عبر المستويين الوطني والعالمي.
ان التركيز في الأدلجة الخاصة بكل نظام إلى درجة التعصب واعتباره الطريق الوحيد هما أكثر هذه الأخطاء شيوعاً التي توجه لزيادة المشكلات والأزمات ثم تكوين الفوضى العارمة.
كما حدث للمعسكر(الاشتراكي)عبرَ اعتقاد البرجوازيات الصغيرة أنها تنشئ دكتاتوريات للعمال بل هي تنشئ دكتاتوريات على العمال، ثم تؤسس من ذاتها رأسماليات حكومية لا تسيطر على الأسواق، وتتحكم في نمو القوى المنتجة، عبر النمو الديمقراطي المتدرج التعاوني، فهي تنشىءُ عمالقةً رأسمالية حكومية متناقضة في مجتمعاتها، حجّمت القوى العاملة وقزّمت جوانبَ فيها، وشكلتْ الرساميل الحكومية غير القادرة على تطوير قوى الإنتاج وربطها بالعلوم، ومن هنا ليس اعتمادها سوى على قوى العمل الرخيصة المتدنية، وعلى بيع السلاح وبيع النفط والمواد الخام.
ولهذا فإن الرأسماليات الحكومية الشرقية تتوضحُ مشكلاتُها في الثوراتِ العربية حيث قامت القوى المنتجةُ والرأسماليةُ الخاصة في الحلقاتِ الضعيفة من الرأسماليات الشرقية الشمولية، بالإطاحة بهذا الغلافِ السياسي المعرقل لتطور قوى الإنتاج.
نجدُ الفوائضَ الماليةَ مكدسةً في أماكن غيرِ أماكنِها الحقيقية، وكانت قادرةً على حلِ مشكلاتِ فوضى الأسواق، وتطوير قوى منتجة مُهمَلة، وتعليم قوى منتجة مقموعة، وتوسيع قطاعات حرفية وصناعية مأزومة، ونرى كيف أن الطواقمَ السياسية تبلعُ الكثيرَ من الدخول وتضعها في أمكنة مهدرة لها.
لكن هذا كله إعادة صقل للآلاتِ المتآكلة والصدئة، في حين أن الرأسماليات القومية المُفتتة، المحدودة التطور، ستواجه صراعات كبيرة على أسواقها واختلالات في أبنيتها الاقتصادية الاجتماعية، فهي تريدُ قوى أكثر ديمقراطية وعقلانية وتطوراً من المعتاد الرأسمالي، في حين أن الأبنية السياسية الفكرية محدودة، شعارية، شمولية، غير قادرة على رؤية التشكيلة الرأسمالية العالمية بشقيها.
وحتى هذه فإن إمكانيات النخب المشغولة بالأفكار السياسية والمواقع السياسية المهيمنة لا تنفذ لدواخلها، فلابد أن يضيع وقتٌ تاريخي طويل حتى تفرغ للمهمات الحقيقية، أو تجبرها الضرورات عليها.
وحقولُ الرأسماليةِ الحكومية الشمولية المُعدة كبالونات منتفخة مستعدة للحظات الانفجار وهي روسيا والصين وإيران وما يماثلها، فمن الممكن أن تُلقي على التطور الجاري الكثيرَ من التعقيدات المعرقلة الآن، وفوضى قادمةً لاحقة، ولهذا فإن الزمنَ الاجتماعي السياسي المعقلن مهم جدا.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعبُ السوري افترسوهُ وحيدا
- القومية والمراجعة التاريخية
- العربُ أمة غيرُ مركزية
- التشكيلةُ والسياسةُ الإصلاحية
- المغامرات الإيرانية وتحديات السلام
- الثورة السورية ومصير النظام
- الصراعُ العالمي الرئيسي
- أفكارٌ تلتف على رقابِ الشعوبِ
- خيارُ الليبراليةِ المنتجة
- العصرُ البرونزي في البحرين
- الجزيرة العربية وقوانينها
- شعرةٌ بين الوطنيةِ والطابور الخامس
- إنتاج وعي نفعي مسيس
- هل يتمردون على ولاية الفقيه؟
- البُنى العربيةُ والثورات
- عواصف كونية على العرب
- اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تطوراتٌ متسارعة وقفزات