أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أنا جنونك - قصة قصيرة














المزيد.....


أنا جنونك - قصة قصيرة


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 1045 - 2004 / 12 / 12 - 10:51
المحور: الادب والفن
    


لغطٌ غير اعتيادي في الداخل , سيّرني إليه . رأيته واقفا متكئا كتمثال من ثلج على حائط وهي ممدّة على الأريكة مقابل نافذة مطلّة على بحر وكلاهما يلوكُ الكلمات :
_ هذا لا يمنع أن .. ..

*لستَ الأمير الذي سيأتيني بفردة حذاء على قدّ أحلامي.

_ آتيك ِ بالنيل والبحر والهرم لو .....

*أنا في انتظار أمير ليس له وجود إلا في خيالي , لذلك هو حتما ليس أنت...

_ من انتِ لتتعالي عليّ.....!!

* أنا......؟!
................................ أنا جنونك .

***

ذابَ ثلجه فتدفق خارج الغرفة , غمر في طريقه الزهور فأورقتْ وجرف كلّ الحَصى والطحالب فاخضرّت الحقول.
استبدّتْ بي رغبة جامحة لتحذيرها. قفزتُ إلى رأسها ورحتُ أنصت لتسارع أفكارها . استوت على عرش الوحدة وراحت تتلذذ باحتساء خمرة عشقها:
( الغبيّ ...متى يدرك أنّهُ ليسَ جملة اعتراضيّة في رواية عشقي بل هو العُنوان...! الحلم لا يتكرر مرّتين وهو حلمي...هو حلمي..هو حلمي ....)
تقزز مرير سرى في عروقي . يا لها من بائسة. يجب أن أحذرها لئلا تخور إزاء اغراءاته العبثيّة . بسرعة وسوستُ لها:استيقظي من أوهام الرومانسية يا صغيرة فالحبّ فكرة لا تتحقق , بذرة طريّة لكنها لا تنمو !هيّا ..احصلي على اكتفائك العاطفي من ذاتك. دللّي نفسك بنفسك .. أشتري لك الهدايا التي تشتهين أن يباغتك بها عاشق.اروي أنوثتك بكلمات : ( يا عمري , يا عشقي ..). لا تنتظري النقاء من رجل. يا لقلبك ! بسرعة صفحتِ عن آثام حبيبك الأوّل الذي برع في اعترافاته العشقيّة لك أنّكِ سيّدة أحلامه وأنّكِ حبّه المستحيل وأنّكِ أفروديت وإنَّ وأنّ ولكنّ وليتَ ولعلّ.. حتى بدأتِ تئنين حين استيقظتِ وأنتِ في ذروة انبهارك به على نفاذ صلاحيّة الحلم! يا لقلبك .. أهكذا تصفحين بسهولة عن عبلى وليلى وسلمى اللاتي خرجن بغتة ً من قبعته , كلّ تطالب قلبه بحقها من الميراث .. كلّ لوّثت حلمك الوردي بآمالها .

***

شئ ما التصق برأسها .
* ألو ..

_ أحبّك يا مجنونة

غفتْ كلماتهُ في حضن أحاسيسها كما تغفو في حضن ورقة. صرختُ من قحف رأسِها: ( إياكِ أن تصدقي ..! )
استمرَ الترنيمُ الرّوحيّ :
- أنتِ لي ..

صرختُ بها ثانية :( أياكِ أن تصدّقي!..)

- أنتِ جنوني ..

تراختْ خلاياها..
صرختُ ثالثة :( إياكِ يا مجنونة .. إياكِ ..إياكِ ..) استرسل هو:
- أنتِ اشتعال الفكرة ووهج الابداع. أنتِ العشق والعشقُ أنتِ. أنت أنا وأنا أنت. أنت وأنا مسوّدة حبر واحد وروح واحدة . تعالي .. لا تخافي .. أدخلي روحي ..اشعلي في كل خطوة مصباحا .. وفجرّي كتابة على جسد الحنان يا حناني. تعالي , كوني جنوني. إياكِ إلا تكوني....!
كان يشدّ قلبها اليه كالحاوي الذي يسحبُ المناديل الملونة من قبعته السحريّة ببراعة حرفيّة .
راحَ قلبُها يزقزق :
( تبّا لكَ, لمَ نسفتَ الأسلاكَ الشائكة,الأسوار , والجنود من حول جنون الأنثى في عروقي..! أخبرني كيف سأتفنن الآن في إخماد اشتعالاتي !...)

***

بسطتُ أصفادي حول دماغها في محاولة مستبسلة للجمها عن الاستماع لصوته ... لكنّها ضغطت فجأة وبقوّة على صدغها . وقفتْ وسارتْ باتجاه الحديقة .. أوْرَقت الزّهور واخضّرت الحقول.
وقعتُ أنا كورقة خريف صفراء في مهبّ حبّ عاصف. وغبتُ عن الوعي .

***

تمّت وبالأحرى بدأت في :

9-1-2004



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جَمَرَات
- يحـِــقّ لي كلّ ما يحِــقّ لكم
- الفستان الأحمر - قصة قصيرة
- حـلمٌ آخـَر - ومضة قصصيّة
- أميرةُ حكاياتِهِ - قصة قصيرة
- محكومون بالأمل - قصة قصيرة
- خمس ُ لوحات ٍ لجنون ِ لحظة
- أحبـــُّكَ إلى ما بعد الحــُلم
- الحَكايا العَشْر
- السنونوّة العاشقة - قصة قصيرة
- شـر..طة * ومضة وجعيّة
- -أنا هي..!-
- أبعد من أن تطالني يد
- الحلـم الأخيــر * قصة قصيرة *
- وقد لا يأتي ..؟!
- أشْعِلُ قنديلا وأمضِي


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - أنا جنونك - قصة قصيرة