أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماء محمد مصطفى - أعماق الإنسان نوافذ للضوء والأمل والجمال














المزيد.....

أعماق الإنسان نوافذ للضوء والأمل والجمال


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 3517 - 2011 / 10 / 15 - 00:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حينما يرسم ضوء الصباح خطوطه المستقيمة على الأثير بإتجاه زجاج النافذة الذي يتمكن بشفافيته كالعادة ، من السماح للضوء بالنفاذ منه الى أصيص الورود ، لتتفتح وريقاتها نافضة عن عيونها بقايا الناس وآثار النوم ، ينتابني احساس جميل يصوّرُ لي أنّ ذلك الضوء يمكن أن ينبع من قلب إنسان ، كالشمس تماماً ، مثلما يمكن أن ينفذ عبر الإنسان ذاته ليصل الى الآخرين في هيئة إنجاز او عمل او شعور ما ، لتتفتح الأزاهير لهم. .
هذا الضوء الذي اعتدت رؤيته كل صباح هو الذي رسمَ لي ملامح هذا الموضوع.
ثمة خيط حسي يربط بين الضوء في العالم الخارجي ، والضوء في العالم الداخلي للإنسان، وأقصد أعماقه، إذ انّ الكون الكبير (الخارجي) والكون الداخلي (أعماق الانسان) مترابطان ومتشابهان في نواح متعددة.
إن النفس البشرية عالم كبير جداً قد يظل الكثير من جغرافياته مجهولاً وغير مكتشف ، ويمكن أن تضيئه شمس غير مرئية او مصباح ليس صناعياً او أي خيط ضوئي رفيع لا مرئي ، وفقاً لطبيعة النفس ذاتها او الظروف المحيطة بها، وربما تكون فيها فسحة تحتوي خطوطاً من الضياء وأخرى من الظلام .
وقد تكون العتمة الوضع المزري الذي يعيشه الإنسان في وقت ما ، وأما الضياء فهو أمل الخلاص ، وبذا تكون الفسحة تلك الحد الفاصل بين الحالتين ، يغطيها الضوء حينما ينتصر الامل ، او يغشاها الظلام إذا ما بقي الوضع متردياً او سادَ اليأس..
إنّ الضوء ليس الأملَ وحده، وإنما يمكن تفسيره على إنّّه الجمال الحقيقي .
ويحضرني هنا رأي أحد الفلاسفة عن النساء إذ قرأت عنه قوله إن النساء كالنوافذ ذات الزجاج الملون ، فهي تتلألأ وتشع من الخارج ، وحينما تقترب من واحدة منهن تكتشف أن جمالها الحقيقي يظهر فقط إذا كان هناك ضوء في اعماقها .
وماقاله فيلسوفنا هذا ينسحب الى الإنسان بصورة عامة وليس المرأة وحدها، إذ إنّ الضوء الداخلي يتمثل بجمال الإنسان الروحي وقدرته على العطاء والإنجاز وغرس الفرح في محيطه.
ووفقاً لذلك يمكن تصنيف الناس الى صنفين :
ذلك الذي في داخله ضوء أبيض ، وذلك الذي يسود أعماقه ظلام اسود .
ولاشك إن البياض يرتبط بالتفاؤل والسرور والإرادة والبداية والانفتاح والنشاط والانعتاق من المخاوف والهواجس ، لذا نجد المتفائلين يمتلكون ضوءًا أبيضَ في أعماقهم يشدهم نحو الحياة ويجعلهم يتوافقون معها ، فيكونون أكثر تفاعلاً مع البيئة وأكثر قدرة على العطاء.
فإذا كان الضوء في أعماق الإنسان هو الامل والتفاؤل والجمال الحقيقي ، فإنه قد يتمثل في رمز او شخص لدى الإنسان ذاته كأن يكون : الوطن .. الأم .. الجماعة .. الصديق .. الحبيب .. صورة شخص في الخيال .. او يتمثل في الحق .. العمل .. الهواية .. المكان .. الحقيقة .. الهدف ..
إنّ الرموز هي بالتأكيد تشكل أضواءً لحياتنا تحفزنا على العطاء ، وهي تقترب من دواخلنا البشرية العميقة .
ولإنّه عميق جداً ، ذلك العالم المحفوظ في أعماق الإنسان ، لذا تندرج تحت مفهوم ضوئه الداخلي مفردات ومعان ٍ مختلفة وواسعة ، لكن الحيز هنا ليس بالسعة التي تستوعب كل تلك المعاني . ولا أملك وأنا اختتم هذا الموضوع تحت ضوء الصباح إلاّ أن اتمنى أن لاتنطفئ أضواء حياتكم ، وأن تظل الشمس مشرقة في سماء آفاقكم دائماً ، تمرّ أشعتها عبر شفافيتكم الى الأزاهير والآخرين .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار متمردة على دكتاتورية المجتمع والرجال !!
- اللجوء الى جنوب السودان !!
- متى ننتفض على العنف ضد المرأة ؟!
- مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي العراقي .. نريد قراراً حاس ...
- مباشر الى وزير التعليم العالي العراقي .. قبل أن تبتلع الخيبة ...
- كيف تتحسن حال العراق ، وأنتم تتناحرون ؟!
- فقدان ذاكرة .. مُتعَمَد
- لكي لاتضيع حقوقكم!
- نريد حكومات تحترم إنسانية المواطن
- نعم للمظاهرات والمطالبة بحق الحياة والكرامة
- أمراض بالقرعة .. أمراض بالجملة !!
- قضية المفصولين السياسيين من ناحية أخلاقية وإنسانية
- لأنها امرأة .. لأنه رجل
- زحمة يادنيا زحمة!!
- الموظفون يهلكون بسبب الحَر .. مَن ينقذهم من غرف الساونا الإج ...
- البعض طار الى عش التناقضات ، ولم يهبط بعد !
- لماذا نحن دولة ( نايمة ) ؟!
- أنا او .. أنا
- حين يخذلك صديق او مُحب !!
- أوراق للريح .. للضمير .. للإنسان


المزيد.....




- السعودية.. بلقيس تثير ردود فعل واسعة بتصريحات حول عدم مشاركت ...
- من بينها فيروز وشريهان.. لبنانية تُجسد صور نساء ملهمات بأسلو ...
- في الإمارات.. مغامران يركضان على مسار جبلي بحواف حادة في تجر ...
- رئيس -الشاباك- الأسبق لـCNN: نتنياهو يفضل نجاته السياسية على ...
- نائب بريطاني يستعين بنجمة من بوليوود لدعم حملته الانتخابية ( ...
- Tribune: رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو في 8 يوليو
- مصر.. قتلى وإصابات في حادث سير
- تحقيق يرجح أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب فرانس بر ...
- الحرب في غزة| قصف إسرائيلي يستهدف مدرستين تابعتين للأونروا و ...
- تعرّف على -أونيغيري-.. النجم الخفي بين المأكولات اليومية في ...


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسماء محمد مصطفى - أعماق الإنسان نوافذ للضوء والأمل والجمال