|
هل ستأكل الثورات أولادها ؟
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3516 - 2011 / 10 / 14 - 20:23
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
الثورة يخطط لها الأذكياء وينجزها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء * هذا أحد الأقوال * الثورة يخطط لها الأذكياء وينفذها الأغبياء ويستغلها الجبناء * وهذا قول أخر * لا فرق في تنفيذ أو انجاز الثورات سوى مرّة * شجعان * ومرّة أخرى * أغبياء * ولكن أليس هذا تحقيراً للدماء التي سالت وتسيل وسوف تسيل ؟ هل ما يجري في عالمنا العربي نستطيع أن نقول عنه * ثورات * ؟ ما هي الثورة ؟ كمصطلح سياسي : هي الخروج عن الوضع الراهن وتغييره إلى وضع أفضل ( سوف لن يحدث في عالمنا العربي لوجود بعض الظواهر التي لا تُبشر بخير ) أو أسوأ ( هذا ما نتوقعه للثورات العربية ) * مجرد رأي * عند أرسطو الثورة شكلين في سياقات سياسية : التغيير الكامل من دستور لآخر . التعديل على دستور جديد . التعريف التقليدي للثورة * قديم من الثورة الفرنسية * : قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة . النخب والطلائع في * الماركسية * هي * البروليتاريا * التعريف الأكثر حداثة للثورة هو * التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته ( القوات المسلحة ) أو من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية . المفهوم الدارج أو الشعبي للثورة : الانتفاض ضدّ الحكم الظالم * الثورة الفرنسية وثورات أوربا الشرقية * وهناك التي تسمى انقلاب * عسكرية * مثل أمريكا اللاتينية في خمسينات وستينات القرن الماضي . اليوم نستخدم كلمة ( ثورة المعلومات أو التكنولوجيا ) نتيجة تطوّرات العصر وهذا مفهوم آخر للثورة . الأستاذ سامي لبيب لديه تعريف للثورة , جاء في مقاله * مشهد ماسبيرو يزيح الأقنعة والأوهام ويكشف الرؤوس المدفونة في الرمال ) والمنشور على موقع الحوار المتمدن بتاريخ 11 / 10 / 2011 * يقول * : فالثورة لها مفهومها الذي يعنى إحلال طبقة اجتماعية جديدة أو تحالف طبقي مكان طبقة مهيمنة كان له السيادة - فهل هذا حدث في مصر ( أو غير مصر ) الثورة تعنى منظومة فكرية وحياتية جديدة تناضل وتنتصر .. بالطبع لم يحدث أي إحلال على الإطلاق ولا يوجد في الأفق أي بادرة نحو تغيير الخريطة الطبقية . الثورة تعنى وجود كوادر ثورية طليعية قادرة أن تملأ الفراغ السياسي الناتج من إزالة النظام القديم والإحلال مكانه بسلاسة وبقوة ثوريتها , أي قادرة على الوثوب على منصة الحكم حاملة معها مشروعها ودستورها ونظامها وقدرتها على تسيير الأمور .. فهل هذا حدث لظاهرة 25 يناير - بالطبع لا - فلم نجد هذا الأمر فالقائمون بالانتفاضة مازالوا في الشارع يقومون بتظاهرات من آونة لأخرى طلبا لبعض المطالب وعليهم أن ينتظروا .! http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=279113 من تونس لمصر إلى اليمن وليبيا وصولاً لسوريا ,, ماذا نسميها وهل تتطابق الوقائع على الأرض مع التعاريف والمفاهيم التي أوردناها أعلاه ؟ لم يعد العالم العربي كسابق عهده الذي كان عليه قبل وقت قصير كما لم تعد الثورات كسابق عهدها ، حيث حل القلق من المستقبل محل النشوة الأولى بالثورة في أماكن كثيرة . ( شتيفاني دوتشر ) من مقالها والذي سوف نقتطف منه بعض الأقوال . هل هناك خلل وما هو سببه ؟ شتيفاني دوتشر في مقالها * تسعة أشهر بعد الثورة , هل تلتهم الثورة أولادها * والمنشور على صحيفة الأوان بتاريخ 14 / 10 / 2011 تطرح بعض التساؤلات ؟ تقول : لو لم يشارك جزء كبير للغاية من المجتمع في لعبة الديكتاتور لما تمكن أي ديكتاتور عربي من البقاء طوال تلك العقود , فكيف إذن تتغير المجتمعات التي ينتشر بها التحالف ضد معرفة أفضل انتشارًا واسعًا للغاية لدرجة أن تلك المعرفة لم تعد ظاهرة؟ وكيف سيتم التعامل مع معارضة تطالب بولاء بلا حدود لها مثلما كان يفعل النظام البائد ؟ وكيف من الممكن أن يبقى الناس واعون وسط كل هذه الفوضى لكي يدركوا اللحظة التي ستلتهم فيها الثورة أولادها ؟ أسئلة قلقة , أليس كذلك ؟ نحنُ نحلم بمستقبل أفضل , هل سوف يتحقق ؟ كيف سيبدو المستقبل في حالة حدوث فوضى أو حرب أهلية ( هواجس ) . تونس ليست مصر ومصر ليست اليمن واليمن ليست سوريا كما أنها ليست ليبيا أو البحرين بأي حال من الأحوال . تقول دوتشر : دومّا ما يتم تحميل مقاطع الفيديو ( هناك من يشكك بهذه الفيديوهات , لعلها مضخمة ؟ ) على شبكة الانترنت بحماس وإعداد الخطط لكن ما يتضح أكثر هو أن مرحلة النجاحات السريعة قد ولت وأصبح الوقت الراهن هو زمن الصراع الضروس على السلطة وزمن السياسة الواقعية والتدخل الأجنبي والتحالف المشكوك بها . ( هل ستأكل أولادها , هذا ما يبدو ) ؟ في البداية كانت الأجواء أفضل حيث يسود الشعور ولكن بعد تسعة أشهر من بداية الثورات العربية , الحماس والدافع لدى الكثيرين قد هدأ . نشطاء الانترنت الشباب يعدون دومّا ببداية عهد جديد . هناك أيضاً المتفائلون الذين يدّعون أن الأمور لن تصبح أسوأ عما كانت عليه بالتأكيد ( هذا تفاؤل في غير محله والعراق خير شاهد حيث الأمور أسوأ بكثير في زمن الديمقراطية عما كانت عليه في زمن الديكتاتورية ) . أهم شيء هناك الأغلبية الصامتة التي تود أن تنعم بالهدوء والراحة والحصول على المواد الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة . أحد السوريين المقيمين في بيروت بعد لقاءه مع دوتشر قال : ( يمكنني القول بوصفي مراقب خارجي للأحداث أنني أرى الموقف كارثياً في وطني * وفي أي مكان في العالم العربي * وأرى أنه يتعين على المتظاهرين * العودة إلى منازلهم * لكن عندما أجلس مع أشخاص من العرب فإنني ألوذ بالصمت لأني إذا قلتُ على الملأ * إنني لا أومن بالثورات فسيعتقد الجميع على الفور أنني أساند الحكومة ) . هذا الرأي موجود على صفحات الحوار المتمدن فبمجرد طرح أي رأي يدخل صاحبه في نفس الخانة . لماذا الأمة اليعربية تتمتع بهذه الصفة دون الأمم الأخرى ؟ هل هي النشأة أم البيئة أم امتلاك الحقيقة المطلقة عند البعض , لا ادري ؟ نعود ونقول كما قالت * دوتشر * هل سوف تأكل أولادها ؟ تقول صاحبة المقال : أكثر الأمور المكروهة حقًا هذا العام في العالم العربي هو انتقاد الثورة ، إلا أن الأصوات المتشككة تتعالى شيئًا فشيئًا ، فما كان يبدو ممكنًا لوقت ما في تونس ومصر أضحى الآن فكرة رومانسية بعيدة كل البعد عن الواقع ، تتمثل في الوحدة المتجاوزة للحدود الأيديولوجية والدينية والوحدة بين المعارضين القدامى الذين لم يكن أحدهم ليجرؤ على تخيل الثورة في أحلامه ، وهؤلاء الشباب اللا قوميين الذين احتفلوا بعهد جديد على صفحات المواقع الاجتماعية الفيس بوك والتويتر. فكرة رومانسية هل هذا هو التوصيف الحقيقي ؟ من هو المخول بشرح سلطة الشرح والتأويل , ما هي الحرية في نظر البعض ؟ يقول أحد الأخوة المسيحيين بعد لقاءه مع دوتشر : عن أي حرية يتحدث هؤلاء ؟" واستطرد قائلا : "نفس هؤلاء الأشخاص الذين يجوبون الشوارع ويتشدقون بشعارات الحرية لن يسمحوا لبناتهم أبدًا أن يتزوجن من يرغبن ، ولن يسمحوا لأبنائهم أبدًا بتغيير دينهم ، فما الذي يقصدونه بكلمة حرية إذن؟" ( يبدو أنه على علاقة بفتاة مسلمة وهناك حواجز كونكريتية تجابه هذا المسكين فهو يرى الحرية من هذه الزاوية فقط ) ؟ هل الثورات التي ننشدها هي تغيير لجميع المفاهيم أم أنها محددة بجزء معين وكيف سيبدو لنا المستقبل ؟ هل في سوريا فقط ,, لنقرأ معاً : يدور السجال في مصر في نفس الوقت عما إذا كان مفهوم " دولة مدنية " مقصود به دوله دنيوية أم دولة " بإطار مرجعي إسلامي " أو مجرد حكومة غير عسكرية ، وتتباين الإجابات عن تلك الأسئلة مثل تعريفات مصطلح " الحرية .
ما هو موقف الأحزاب الدينية وكيف ستتعامل مع الثورات ؟ تقول دوتشر "". لم تساهم الأحزاب الدينية التقليدية بالكثير في الثورات سواء فكريًا أو تنظيميًا ، لكنهم يرون أن الوقت قد حان لهم ، حيث يستطيعون أخيرًا أن يفرضوا سطوتهم والإدعاء بأن الفكر الإسلامي هو الأيديولوجية الوحيدة التي لم يتم التقليل من قدرها في العالم العربي حتى الآن لأنهم ببساطة لم تتاح لهم فرصة جادة في إثبات أنفسهم . ووسط هذا الزخم من السجالات المصطبغة بعدم الثقة المتبادلة تتوارى موضوعات أخرى غالبًا ، وربما حان الوقت الآن لعدم التفكير مليًا في الفيس بوك والتويتر فحسب بعد الآن بل طرح التساؤلات المقلقة حقًا ( تناولنها في بداية المقال ) . راشد الغنوشي أمضى 21 عاماً في لندن وهو الآن في تونس ؟ أمراء الفصائل والسرايا والكتائب والقادة في ليبيا غالبيتهم جاءوا من أفغانستان بعد 17 فبراير 2011 , هل هي مصادفة ؟ يقول أندريه مالرو * سيكون القرن الحادي والعشرين دينيّا ) , سوف نتناول هذا الموضوع في مقال قادم . ختاماً .. قال لي محمد يحيى ( لصاحبة المقال ) أحد شباب الثورة المصرية من القاهرة الذي لا يزال يتغزل في أجواء ميدان التحرير قبل بضعة أيام : "كل شيء أصعب بكثير عما تصورنا والآن نحن في كارثة لكنني ما زلت متفائلا بشكل ما ." لكم من أين ينبع تفاؤله ؟ "من الثورة نفسها ، كان أمر لا يصدق لدرجة أنني منذ ذلك الحين وأنا أعتقد أن إذا كان ذلك ممكنًا فكل شيء سيكون ممكنًا بعد ذلك." صحيح أن الأمور الآن تبدو كما لو أنه لا يزال هناك خيارات متاحة ، لكن تبدو الأمور أيضًا كما لو أن اتخاذ القرارات الحقيقة يتم في مكان آخر غير الشارع. السؤال الأخير ( أين يتم اتخاذ القرارات الحقيقية , هل سوف نحتاج لثورة أخرى أو ثورات على رأي احد شباب ثورة مصر * محمد يحيى * أم أن ما يجري أكبر بكثير من أمانينا وكتابتنا , لا أدري أسالوا أنفسكم ) ؟ ( حقوق النشر : معهد غوته عن صحيفة الأوان ) . / ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الربيع العربي وتطبيق الشريعة ؟
-
المثليّة الجنسيّة حريّة شخصيّة ..
-
الدولة الدينيّة من وجهة نظر ماركسيّة ؟
-
عواقب 1917 ودوافع 1991 / ردود , شذرات / .
-
هل لابدّ من ثورَةٍ على المساجدِ ؟
-
مقال حول مقالات ( نقد الدين الإسلامي ) .
-
عواقب ثورة 1917 ودوافع ثورة 1991 ؟
-
22 أيلول * سبتمبر * !! رحلة البحث عن وطن ؟
-
ماغيدو ؟
-
سؤال مكرر !! سوريا إلى أين ؟
-
غوغاء , حُثالات أم ثوار ؟
-
من مرجوحة عائشة إلى هودج صفية ! أسئلة إلى أهل التنوير ؟
-
الشيوعيّة حتميّة تاريخيّة أم ولادة قيصرية ؟
-
التنوير والثورة والربط بينهما ..
-
المعارضة السوريّة !! تعدديّة ام اختلافات جذريّة ؟
-
أمّة نحتضر !! قرأتُ لكم . الجزء الأخير .
-
أمّة تحتضر ! قرأتُ لكم , الجزء الثاني .
-
أمّة تحتضر !! قرأتُ لكم , الجزء الأول .
-
العالم مستوِ !! قراءة في كتاب توماس فريد مان .
-
الولايات المتحدة الأمريكية والربيع العربي ؟
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|