أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الارهاب ج (1)















المزيد.....

الارهاب ج (1)


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 19:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهرت كلمة ارهاب terreur لاول مرة فى اللغة الفرنسية عام 1355 وجاءت من اللغة اللاتينية terror ولها ما يقابلها فى جميع اللغات الاوربية وهى تعنى فى الاصل خوفا او قلقا متناهيا من تهديد غير مألوف وغير متوقع .... ويعرفه قاموس اكسفورد بأنه: مصطلح سياسى يرجع الى جماعة اليعقوبيين التى عرفت باعمالها الارهابية العنيفة ابان الثورة الفرنسية ما بين 1793 و 1794 ... والا رهابى : هو كل من يحاول تعزيز افكاره وآرائه باستخدام التهديد والاكراه بالعنف .... واصبح مفهوم الارهاب terrorism حاليا مفهوما شائعا فى اوساط وسائل الاعلام العالمية لكنه لايتسم بتحديد صارم لمعناه ....

يجب لفت النظر الى الفرق بين التطرف والارهاب ... فالتطرف يرتبط بمعتقدات وافكار بعيدة عما هو معتاد ومتعارف عليه سياسيا واجتماعيا ودينيا دون ان ترتبط تلك المعتقدات والافكار بسلوكيات مادية متطرفة او عنيفة فى مواجهة المجتمع او الدولة .... اما اذا ارتبط التطرف بالعنف المادى او التهديد بالعنف , فانه يتحول الى ارهاب .... اذ ان التطرف دائما فى دائرة الفكر .... اما عندما يتحول الفكر المتطرف الى انماط عنيفة من السلوك من اعتداء على الحريات او الممتلكات او الارواح او تشكيل تنظيمات مسلحة تستخدم العنف فى مواجهة المجتمع والدولة فهو عندئذ يتحول الى ارهاب .... بل هناك فرق بين الارهاب والاصولية الدينية ... اذ ان الاخيرة هى احدى دوائر التطرف السابق ذكرها وهى ليست مقصورة على الاصولية الاسلامية وانما تشمل كافة الاصوليات الدينية السماوية وغير السماوية فى العالم ومنها اصوليات مسيحية ويهودية وهندوسية واخرى عقائدية يسارية كالشيوعية او يمينية متطرفة كالنازية والفاشية ...الخ . .... ويعد التطرف الفكرى فى حد ذاته الاساس العقيدى او الفكرى او الايديولوجى لموجة الارهاب فى العالم ....

الجدير بالذكر ان العالم عرف الارهاب فى صوره المختلفة منذ اقدم العصور ...فتحدثت البرديات المصرية القديمة عن الصراع الدموى بين الكهنة .... وصور القسوة التى سادت بينهم بسبب تنافسهم على المناصب الكهنوتية .... كما سجل التاريخ صراع الاحزاب فى المدن اليونانية القديمة , والعصابات التى شكلها بعض النبلاء فى اوربا فى العصور الوسطى للاخلال بالامن فى ربوع اقطاعيات خصومهم .... وكانت اول منظمة ارهابية عرفها التاريخ هى منظمة ( السيكارى ) التى شكلها بعض المتطرفين اليهود من طائفة الزيلوت الذين وفدوا الى فلسطين فى نهاية القرن الاول قبل الميلاد بهدف اعادة بناء الهيكل الذى عرف بالمعبد الثانى .... وتميزت هذه الحركة باستخدام وسائل غير تقليدية فى عملياتها , فكانت تستخدم سيوفا قصيرة تسمى (سيكا ) ومنها اشتق اسمها - كانوا يخبئونها تحت عباءاتهم ويرتكبون اعمالهم فى وضح النهار واثناء الاحتفالات العامة كى ينشروا الرعب بين الناس - .... وفى نهاية القرن التاسع عشر ظهرت اول بوادر الارهاب الحديث فى روسيا بظهور منظمة ( الارض والحرية ) فى عام 1876 , ثم منظمة ( الارادة الشعبية ) التى تشكلت عام 1879 ...والتى جعلت الارهاب جزءا متكاملا من العملية الاجتماعية الروسية .....

وكان اول استخدام للقنبلة فى العمليات الارهابية من جانب الثوار الايرلنديين فى العقد الثامن من القرن التاسع عشر فى عملية الفرار من سجن كلير كنوبل فى لندن ... مما لاشك فيه ان الارهاب فى مظهره الحديث من ابتداع الثورة الفرنسية التى قامت فى عهد روبسبير وجان جيست بقطع رأس 140 ألف فرنسى , وسجن 300 الف آخرين .... كما ان الاغتيال السياسى اسلوب قديم جدا , ابتداء من اغتيال يوليوس قيصر فى قلب ميدان كورى بروما ....مرورا باغتيال هنرى الرابع , والملك الاسكندر ملك يوغوسلافيا ....وغيرها وصولا الى اشهر عمليات الاغتيال السياسى فى القرن العشرين والتى من اهمها حادثة اغتيال الامير رودلف ولى عهد النمسا على يد متطرف صربى وكانت سببا لاشتعال الحرب العالمية الاولى ... وعملية اغتيال الرئيس الراحل محمد انور السادات عام 1981 ,واغتيال اسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلى فى عام 1995 ...الخ ...

ولقد عرفت اوربا خلال مرحلة الحرب الباردة ما سمى بالارهاب الاحمر او الارهاب اليسارى الذى ارتبط بالتنظيمات الشيوعية التى وجهت عملياتها ضد الدول الغربية , وبصفة خاصة ضد امريكا ..... كما عرفت ما سمى بالارهاب الاسود الذى ارتبط بالتنظيمات الفاشية والنازية فى ايطاليا والمانيا والنمسا ...... وكذلك الارهاب الانفصالى الذى تقوم به احدى الجماعات الانفصالية بهدف تحقيق انفصال اقلية معينة تقطن اقليما معينا عن الدولة الام , كما كان الحال فى حالة الجيش الجمهورى الايرلندى فى بريطانيا , وحركة ( ايتا ) الانفصالية فى اقليم الباسك باسبانيا , وحزب العمال الكردستانى فى تركيا ... الخ ....

ومنذ بداية الستينات عانى المجتمع الدولى من اشد العمليات الارهابية خطورة وقسوة وهى تلك التى تمارس ضد الطائرات المدنية التى تستخدم فى نقل الركاب عبر الدول والسيطرة عليها واجبارها بالقوة على تغيير مسارها وحجز ركابها داخلها لتحقيق مطالب معينة لخاطفيها الذين اطلق عليهم ( قراصنة الجو ) .... وكان اول حادث اختطاف طائرة مدنية فى بيرو عام 1930 .... ولكن الظاهرة لم تستفحل الا فى النصف الثانى من القرن العشرين .... ولقد كانت المنظمات الارهابية خلال السبعينات اما يسارية او فوضوية ... وهى حركات تسعى الى الحكم واشهرها الالوية الحمراء فى ايطاليا ... وبادر ماينهوف الألمانية , ولواء الغضب البريطانية , والعمل المباشر الفرنسية , وتوباماروس فى امريكا الجنوبية ....

الجدير بالذكر ان هذه التنظيمات استخدمت العنف ضد الحكومات واهداف مختارة من المنشآت او الاشخاص بقصد بث الذعر ونشر الرعب لتحقيق شعار ( ارهب عدوك وانشر قصتك ) اى اقل عدد من الضحايا واكبر عدد من الناس يشاهدون ... اما فى الثمانينات فقد شهد الارهاب تحولا ليس فى استراتيجيته فقط , بل ايضا فى نوعية القائمين به فاصبحت مخابرات بعض الدول الكبرى والصغرى تمارس الارهاب احيانا .... وتحولت استراتيجية الارهاب من مجرد بث الذعر والخوف الى احداث التدمير وايقاع الخسائر الكبيرة بالخصم بقصد التأثير على القرار السياسى واظهار الدولة الخصم بمظهر العجز عن حماية مواطنيها ....

اما فى عقد التسعينات وحتى نهاية القرن العشرين , ومع افول توترات الحرب الباردة بسقوط الاتحاد السوفيتى , تراجع الى حد كبير استخدام الارهاب كبديل للحرب التقليدية بين الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتى السابق والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية .... وتحولت استراتيجيات الارهاب فى عقد التسعينيات من عمليات تهدف الى الاضرار العام مثل عملية نشر غاز السارين فى احد انفاق طوكيو التى ارتكبتها جماعة دينية متطرفة هى جماعة ( اوم شينريكيو ) او ( الحقيقة السامية ) وعملية اوكلاهوما سيتى عام 1995 او احداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة الامريكية والعمليات الارهابية المتكررة فى الجزائر ومصر وغيرها من دول العالم ...



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيركم في مصطلح (ثورة مضادة) وهم يخططون لنا (حربا أهلية)
- التطرف وعلاجه
- ماذا تعرف عن معبد ابى سمبل ؟
- عمر المختار ... أسد ليبيا وامير الثوار ...
- سلمى بلحاج مبروك ...امرأة خارج نطاق المألوف فى ارض الجدب
- الخوازيق والخطوات فى القضاء على الثورات
- سيادتنا الوطنية فى سيناء وكامب ديفيد
- علينا وعلى ثوارنا ألا نكون استثناء
- هل يتنازل الاخوان عن ملف توريثهم
- اطلالة على حزب العدالة والتنمية التركى وسياسة تغيير المجتمع ...
- لغتنا تتألم .... فهل من طبيب؟!!
- الامريكان وجماعات الاسلام السياسى وجائزة النفاق العالمى الرخ ...
- العلاقات السعودية الاسرائيلية الغامضة .. كشف المستور
- محمد نوح ... هرم مصر الرابع وراهب الموسيقى العربية
- لماذا لايتم فتح ملفات الخارجية المصرية فى عهد ابوالغيظ
- عزيزى القارىء انت تحمل جاسوسا فى يدك
- مفاجأة .. تركية مديونة لمصر ولاتريد ان تدفع
- وفاء الحب
- مع مشائخ السلفية مش هتقدر تغمض عينيك من النفاق السياسى
- على خلفية وقوف اردغان خلف الفضائج الجنسية لخصومه ! هذه هى مص ...


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الارهاب ج (1)