أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الأسعد - من براري التخلف الانساني














المزيد.....

من براري التخلف الانساني


زهير الأسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 16:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أو يمكن أن يرمى باللائمة على الذكر ....؟
بالتأكيد لا.
ذاك لسبب بسيط جداً، هو: أن منظومة القيم التربوية عند المؤمنين بالعقائد ، أحالت كينونة الانثى عند الذكور لِمُلكية و هدف جنسي حيواني بحت من خلال تشريعات (مقدسة..!) تملكهم صولجان التحكم بقدرها (روح وجسد).
أما الأنثى فلا أدري ماذا نقول بها ، كيف يتسنى لها أن تنسف مشاعرها وأحلامها... لتعيش الى أن توارى تحت الثرى لاعبة دور الأبنة المطيعة والزوجة المخلصة والأنسانة الفرد ، في حين أنها- ولا بد أنها – تدرك حجم التراجيديا التي تحيا .
ما دعاني لكتابة هذه السطور- بعجالة وإختصار- ، صورة واقعية ، يتأكد من خلالها مدى الانحطاط والتردي التي وصلت اليه شخصية الأنثى العربية بفعل الزواج التقليدي والخوف من عواقب مخالفة العادات والعقائد .
المشهد : فتاة جميلة ورائعة – وفي شريعتي أن كل النساء جميلات ورائعات لانهن أساس الحياة وسر إستمرار النوع – تُخطب لشاب ، تراها هائمة به ، في جلسات التزاور ، الأعياد ، ورحلات التسوق لتجهيزات الزواج . في حفل الخطوبة ، تستنفر كل مشاعرها وخبراتها الدفينة فيؤمن الجميع انها عرفته منذ الأزل وكانت تنتظر هذه اللحظة التاريخية طوال الغابر من سنينها ... لم ينتهي المشهد بعد. يحدث المحضور ، تُفسخ الخطوبة – غالبا ما تكون لأسباب مادية الطابع ، أو تجاوزات طفولية على الأعراف والتقاليد- ، تنعزل الفتاة عن الأهل والناس والإنترنت والخلوي ، وتصاب بفقدان الشهية وما يصاحب الحالة من تناثر لحبوب الحساسية على الوجه والجسد ..... انتهى المشهد .
هنا يتدخل اصحاب الهمة - وللغرابة أن هؤلاء غالبا ما يكنَّ من بنات جنسها ، صديقة...عمة ... خاله – فيجلبوا لها بديل ، ويُقال لها " انتي مش بايره ، اللي برجِل هاظا أحسن من .... " ، أو يتقدم لها من ضاقت بوجهه الخيارات ويطمح ليحرث إمرأة أنى شاء ، هنا يبداء المشهد بتكرار ذاته على مسرح الحياة ، ولكن هذه المره بإتقان وإبداع أكثر ، فتنتقل الى دور الزوجة ، لتبداء الأولويات الاخرى بالتسلل الى حياة العائلة حديثة النشوء ، فيبادرا الى التعامل معها كيفما تفرض العادات والعقيدة وحسب ما تتماشى هاتان مع الضروف الخاصة والعامة .
لا ندري بماذا يتسائل الإنسان عن حالة كهذه ...! ، سنقول هُنَّ ومع التشديد على النون ، لأن محور الحديث هنا ما هو إلا صورة شائعة وتتكرر في كل يوم و ربما كل دقيقة وعليه نتسائل : ألهذا المستوى من الضعف والاستسلام ، أوالاستخفاف بقيمة ذاتها قد وصلت الاناث العربيات ؟ ، ،هل اصبحن فنانات في خداع الآخرين ؟ ، ألربما هو الإنتقام من الذكورمستخدماتٍ الجسد ؟ ، أم انهن يجدن ذروة اللذة في السادية تجاه النفس راذلاتٍ حاجة الروح للنور ؟ ،أوليس من الحق ان نقول ، إن كُنَّ مقترفاتٍ لجرم كهذا بحق ذواتهن ، فإن الأجيال الخارجة من رحومهن ستعاني من تربية مزدوجة ، بلا أسس ، وبلا مبادئ ، وبلا قيم إنسانية مواكبة للتطور الانساني المستمر.
نكاد أن نجزم- والنفس يعتريها الشعور بفقدان الأمل لصلاح الحال -، أن هذه الصورة هي أم مصائب المجتمعات العربية الجاعلة مسكنها براري التخلف الإنساني و أن واقع المرأة سيبقى كذلك ما دام المشرع يستمد نصوص القانون من صحائف العقائد .



#زهير_الأسعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدتي
- أجنحة تائهة 14
- أجنحة تائهة 15
- أجنحة تائهة 11
- للحرية
- أجنحة تائهة 12
- بطاقة زفاف
- أجنحة تائهة 13
- عثرات
- الى الروح الخالدة الى محمود درويش
- لست ِ نكرة
- لأنني إنسان
- أسطوانة عربية
- لا عزاء للجدائل
- آه أخاه
- أجنحة تائهة10
- أجنحة تائهة9
- الى م ا ك ر
- الى ماكر
- رسالة من اله


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زهير الأسعد - من براري التخلف الانساني