جابر الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 09:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل انتهت اللعبة ؟
الحلقة الاولى.. تساؤلات.
ترفع الجماهير العربيه شعارات تطالب بالحريه والديمقراطيه والتعدديه ومنها شعار يتكرر دائما,
“The game is over”
ولكن هل فعلا انتهت اللعبه؟
ام انها في بدايتها؟
لو خير اي احد منا بين الموت شنقا او رميا بالرصاص. ماذا سيختار؟
انه خيار صعب وصعب جدا. او انناخيرنا بين الاصابه بالجدري او الكوليرا ماذا سنختار؟
لو خيرت بين الذبح على يد الارهابين او الموت برصاصة طائشه يطلقها جندي امريكي على راسك, او رصاصه منفلته من من فوهة بندقيةجندي ترك الانتحاريين يمرون عبرنقطة التفتيش التي يحرسها لانه كان يلعب بصمام الامان ويجرب سلاحه.
هل هناك فرق بين تقرير سري يكتبه احد اعضاء الحزب الحاكم يودي بك الى السجن او يكتبه مخبر سري لايعجبه منظرك؟
او انه رأى كتابا في يدك ونحن نعرف ان انظمة الحكم الوطنيه او تلك التي تحكم بعد اتفاقات مريبه مع الغرب المتعطش
لخيرات بلداننا وموقعها الستراتيجي وجعلها اسواقا لتسويق سلعه اليها وهو يحارب العلم والعلماء فيها.
لو خيرنا بين دولة يحكمها الطغاة الوطنيين حيث القمع وهدر كرامة الانسان والغاء ابسط مقومات الحياة السياسية من تعدديه وتاسيس احزاب ومنظمات مهنيه مستقلة حيث لادستور يفصل بين السلطات نحتكم اليه, لابرلمان منتخب ورقابه شعبيه على اداء عمل الحكومات او دولة بها علم ودستور وبرلمان لكنها محرفة المعنى.
هل ستختار دولة القمع الواحدة الغير مجزءه ام الدوله الهيلاميه التي لايوجد فيها حدود بين السلطات رغم ان الدستور اقر ذلك, تحث الخطى نحو الدكتاتوريه والحزبيه الضيقه.
اين ستتجه كي تشعر بالطمأنينه والامن والعيش بكرامة؟
الى نظام اسلامي صديق للغرب متخلف وقامع للحريات مفرخ للارهاب والتطرف منتج للجريمه ولاغ لكل حقوق الانسان
التي اقرتها الشرائع السماويه والوضعيه معا.وقع على ميثاق الامم المتحدة لحقوق الانسان لكنه لايعترف بها. الحقوق في عرفه منحه وهبه.
هل ترغب في بلد كالسعوديه يطبق هذا النموذج الاسلامي في التعامل مع البشر؟ ام انك ستختار نظاما اسلاميا اخر حرم شعبه من ابسط حقوقه وحول الشعب الى خادم مطيع لنظام القسر والقمع حيث لاحريات حتى تلك التي كفلها الدين الاسلامي؟
ونستطيع ان نضرب امثلة اخرى لانظمة متمسحه بمسوح الاسلام لكنها فاشية النزعة من السعوديه الى الباكستان.
خيار صعب وضعنا وجها لوجه امامه حكام مجرمون امثال صدام والقذافي وصالح وعبد الله وغيرهم.
الخيار هو اما القبول بالاحتلال الامبريالي لبلداننا بشكليه المباشر وغير المباشر واما بقاء الدكتاتوريات واستمرار حصاد
رؤس الابرياء.
انه خيار صعب في ظل غياب الديمقراطيه القويه القادرة على قلب المعادله بين الحاكم والمحكوم
والتأسيس لدولة مدنيه متحضرة تضع الحدود بين سلطاتها ويصبح القائد الرمز فيها من ذكريات الماضي ومتاحف التاريخ
وستفلت الجماهير من قبضة الخيارين معا.
لنبدأ من حيث انتهت الحرب الامبرياليه على الشعب الليبي والتي ظاهرها حسب مايقول الغرب هو حماية الشعب الليبي من الدكتاتور القذافي ولكن الواقع يشير الى حقائق اخرى غائبة عنا او ان الغرب يحاول تغييبها.
الحرب لم تنتهي بعد ونستشرف الغد لنجد ليبيا على ابواب حرب اهليه لاسامح الله.
من يعرف الارهاب؟ او نصيغ السؤال بطريقة اخرى....من هو الارهابي؟
نلتقيكم في الحلقة القادمه.
هل إنتهت اللعبة. الحلقة الثانية ... الإرهاب و صناعته.
في نظرتنا إلى الأنظمة الرأسمالية الغربية و الإمبريالية الأمريكية لن نكون كالإسلاميين المتطرفين الذين يكفرونهم شعوبا و حكومات و لسنا كالشيوعيين التقليديين ( الكلاسيكيين أو المحافظين ) الذين لهم نظرة لا تختلف كثيرا عن نظرة الإسلاميين المتطرفين و تحرم كل شيئ من الجينز إلى الأجهزة الألكترونية المتطورة كما كانت عليه الحال في الإتحاد السوفيتي و دول أوربا الشرقية.
ندرك جيدا بأن هنالك منظمات كثيرة و فاعلة في العالم الغربي تنتقد سياسات دولها تجاه العالم الثالث و نعلم جيدا بأن الحقوق التي يتمتع بها المواطن في هذه الدول لايمكن أن يضاهيها اي بلد آخر , حديثنا هنا سيقتصر على نظرة الحكومات لشعوب العالم الثالث و دعمها لدكتاتوريات عاتية في بقاع العالم المختلفة.
المعايير المزدوجة للغرب و صناعة الإرهاب
يتطرق القاموس العربي في تعريفه للإرهاب إلى أن الإرهاب لغويا - رَهِبَ بالكسر يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْبَاً بالضم ورَهَباً أي خاف، ورهب الشئ رهباً ورهبه: خافه. مفهوم (الإرهاب) في اللغة العربية يدور حول هذه المعاني: الخوف والفزع والرعب والتهديد.
هذا التعريف يشمل الأفراد و الجماعات و الأحزاب و الدول و ينطبق بالدرجة الأولى على إرهاب الجماعات المتطرفة كالقاعدة على سبيل المثال لا الحصر و القوى و الأحزاب العنصرية التي تلقى رواجا في الغرب , و كذلك الدول التي تشن حروبا على بلدان أخرى بحجة حماية المدنيين.
كما ينطبق هذا المفهوم على الحكومات و الأنظمة التي تقمع شعوبها و تعتقل الأفراد بسبب معتقداتهم و تستخدم القوة المفرطة في التعامل مع الإحتجاجات أو تستخدم الكاتم ضد معارضيها.
أما التعريف اللغوي الإنكليزي للإرهاب فهو لا يختلف كثيرا عن نظيره العربي , فقد حدد قاموس أكسفورد الجهة الممارسة للإرهاب وكذا الجهة الممارس ضدها، فذكر أن هذا الإرهاب أي الخوف أو العنف أو الفزع قد يمارسه شخص أو منظمة ضد الحكومة أو ضد الأفراد أو الأطفال وفي القاموس نفسه يوجد تعريف آخر للإرهاب و هوأنه حكم عن طريق التهديد , مع الإشارة إلى أن التعريف الإنكليزي ركز على إرهاب الأفراد و لم يتطرق إلى إرهاب الحكومات.
يعترف نعوم تشومسكي بأن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بأعمال إرهابية عندما تدخلت في كوبا و نيكاراجوا، و بعدهما في أفغانستان و العراق و قبل ذلك في كوريا و فيتنام و في الكثير من دول العالم الأخرى , فهو يقول : (وقد نلنا بفضل ما اتخذناه على الجبهتين –الكوبية و النيكاراجوية- من اجراءات لقمعهما تنديداً من محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكابنا الإرهاب الدولي).
و عندما سئل تشومسكي المفكر السياسي و الأكاديمي الأمريكي المرموق عن الإرهاب و ازدواجية المعايير في تعريفه : قال (إنه معيار واحد، ترى كل دولة أن الإرهاب هو مايرتكبه الآخرون ضدها فحسب، لقد ضم اجتماع (شرم الشيخ) مثلاً بعض أهم قيادي الإرهاب في العالم ، ومع ذلك كان التنديد بالإرهاب الصادر عنهم ضد الآخرين شديداً، و لم يتطرق البيان إلى إرهاب الدولة الممارس من قبل إسرائيل أو العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان و العراق التي قتل جراءها آلاف المدنيين العزل و دمرت البنى التحتية بحجة التخلص من الأنظمة الدكتاتورية التي دعمت سابقا من قبل أمريكا و الأنظمة الغربية نفسها .
لو إفترضنا أن اجتماع قمة مماثل لقمة ( شرم الشيخ) عقد في دمشق على سبيل المثال وحضره كل من ليبيا والسودان وإيران و كوريا الشمالية و كوبا و بعض دول أمريكا اللاتينية لندد البيان الصادر عنهم بالإرهاب بقوة. وببريق بيان ( شرم الشيخ) نفسه. نعم الإرهاب بنظرنا هو ما يرتكبه الطرف الآخرضدنا فقط بغض النظرعما نفعله نحن).
في نظر أمريكا و حلفاءها فإن ما يرتكبه الطرف الآخر يساوي الإرهاب بعينه! أما ما ترتكبه أمريكا و حلفاءها من الفظائع والمجازروتجويع الأطفال والعجائز وقتل الشعوب وتدمير البنى التحتية للدول المخالفة لنظامها فهو عمل مشروع لأنه يحقق لها مصالحها القومية والاستراتيجية! و يكرس هذا المفهوم مشروع اللجنة اليهودية الأمريكية المتشكل من عشر نقاط قدمه (وايفد هارس) المدير التنفيذي للجنة اليهودية و يرى أن الحكومة يجب أن تتبناها من أجل مكافحة النشاطات الإرهابية للمسلمين.
لم ننتهي بعد نلتقيكم في الحلقة القادمة
1 - مؤتمر لمكافحة الإرهاب عقد بعد إحتلال العراق و تزايد الأعمال العسكرية و الإرهابية
2 - يقصد هنا قادة الدول الغربية و بعض حلفاءهم في الشرق الأوسط
3 - حدث و يحدث في العراق و أفغانستان و ليبيا و دول أخرى كالباكستان و إسرائيل
4 - صدر هذا التقرير في 16 ديسمبر 1994
#جابر_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟