|
لمن لا يعرف القائد الوطني حسام خضر ..؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 09:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
...... حسام خضر واحد من القادة الفلسطينيين الذي يمتازون بالجرأة العالية والنقد اللاذع والصريح ليس للواقع الفلسطيني العام فقط،بل ولحركة فتح الذي هو واحد من قادتها الكبار،وهو في هذا الجانب لا يهادن او يداهن أو ينافق ولا يخشى الخوف على منصب أو موقع كما هو حال الكثير من القيادات المنتفعة والمرتزقة أو التي تبوأت مواقعها عبر"الدهلزات والكولسات" والعلاقات الشخصية والاجتماعية والمصلحية والارتباطات الاقليمية والدولية والعربية،فهو رجل صاحب موقف ومبدأ وطاهر اليد،وقبل كل شيء اكتسب القيادة بفعل عمله ونشاطه ومشواره النضالي الطويل وحضوره العالي والمتميز بين الجماهير وتحديداً الفقيرة والمسحوقة منها،عرفته سجون الاحتلال ومراكز تحقيقها حوالي عشرين مرة مثل فيها نموذج القائد الرمز والصلب بعكس العديد من القيادات الفلسطينية التي لم تعكس صورة ايجابية عن القيادة لا صموداً ولا رمزية ولا سلوكاً،القائد الذي هزم الاحتلال ورجال مخابراته في معارك التحقيق،وسجل صموداً أسطورياً،وهو في هذا الصدد أصدر في شباط 2005 كتيب بعنوان ( الاعتقال والمعتقلون بين الاعتراف والصمود) وفيه يرى القائد حسام خضر بأن عدم صمود المعتقلين في التحقيق هو نتاج لثقافة أوسلو ( التي هدمت هياكلنا الشامخة .....وركعت منظومة القيم السامية التي كنا نعتز بها ونفتخر...وباختصار أفسدتنا وأفقرتنا مادياً واجتماعياً،ويذهب حسام ابعد من ذلك في عملية نقده عندما يؤكد على أن الخروج من ثقافة الهزيمة يتطلب تفعيل المؤسسة الرسمية – منظمة التحرير – من خلال تطهيرها من رموز الخيانة والولاء للأعداء وعناصر الفساد والإفساد والنهب والإثراء.
وحسام خضر من أوائل المؤسسين للجان الشبيبة للعمل الاجتماعي في فلسطين،ومن أوائل المؤسسين لحركة الشبيبة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية ،وكذلك هو من أوائل المبعدين فعلياً الى جنوب لبنان في 13/1/1988 في الانتفاضة الأولى،ولم يتجاوز ال 25 سنة من عمره.
والقائد حسام خضر حتى مع رأس الهرم القيادي الفتحاوي والفلسطيني اختلف في سبيل مصلحة الحركة والثورة والوطن والقضية وعبر عن رأيه ووجهة نظره بكل وضوح وجرأة وهو في هذا الصدد يقول" اختلفت مع القائد والأخ الشهيد ياسر عرفات حول أدائه،لأنه كان يدير الثورة على أساس انا الثورة والثورة أنا،طبعا ليس منطقاً سليماً،نحن نتحدث عن الثورة،والثورة هي عبارة عن شعب يخوض معركة من أجل تحقيق أهداف،الأدوات والوسائل والشخوص التي كان يستخدمها الشهيد عرفات،لم يكونوا يصلحون لمثل فترة البدايات،أي فترة العمل الفدائي الأول."ويضيف القائد حسام خضر كانت علاقتي مع الشهيد أبو عمار علاقة مد وجزر،على الصعيد الشخصي والوطني كنت أحبه وأحترمه......ويتابع حسام قلت له أنت كنت حالة تمرد على واقع خانع في الستينات والسبعينات،قال لي كان ورائي الملك فيصل،فقلت له وأنا ورأي ياسر عرفات،فضحك وضمني،أنا لا أنكر اختلافي مع الشهيد عرفات،وخاصة ياسر الإداري الفاشل،لأنه استخدم " أوسخ ناس"،وعطل المؤسسة وتجاوز القانون".
أما في مجال نقده الصريح والواضح والغيرة العالية على حركة فتح وتاريخها وارثها وتراثها ودورها الكفاحي والجماهيري والوطني والقيادي،فهو يقول بأن هناك من يختطفون الحركة ويصادرون ويكبلون دورها ويحولونها الى مزرعة خاصة ومرتع للفساد لشخوص لا يتذكرون الحركة الا في وقت الحديث عن المكاسب والمغانم والامتيازات،ولا يحركون ساكنا أو يمدون حبل النجاة لإنقاذ الحركة التي تعيش حالة من الترهل والتفكك والتراجع ولربما التصدع والانشقاق لاحقاً،محملاً المسؤولية في هذا الجانب الى اللجنة المركزية والمجلس الثوري،والذين دعاهم الى الاستقالة حفاظاً على الحركة التي " قادوها من هزيمة الى هزائم".أما حول المنظمة فيقول بأنها أضحت كياناً مترهلاً ومشلولاً وهيئاتها غير فاعلة وتفتقر الى المصداقية والقدرة على اتخاذ القرارات،والتي تم تسليم قيادتها الى شخوص،لا تتعدى جماهيرية الواحد منهم جماهيرية وشعبية مختار حارة وليس مختار قرية".
وفي مسيرته النضالية،يقول القائد حسام خضر بأنها لم تخلو من عداوات"هناك عداوات كثيرة جداً،كل فاسد أو رمز من رموز الفساد،وكل مسؤول في مؤسسة أمنية اعتدى على حق من حقوق الإنسان والمواطنة اعتبره عدوي".
والاعتقال الإداري الأخير للقائد حسام خضر،هو تعبير عن حالة الإفلاس السياسي التي وصلت إليها حكومة الاحتلال،ففي حثيثيات القرار كانت التهمة بأن حسام ينشط في إطار المصالحة والوحدة الوطنية،تماما كما هو الحال مع القائد الوطني احمد قطامش الذي اعتقل على قضية لا تمت للواقع والحقيقة بصلة النشاط في حماس،وليتدارك الادعاء القضية ويعدلها الى نشاط في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،وهنا تشعر في الحالتين استهداف شخصي.
وحسام من سجنه يتابع كل هموم وقضايا شعبه،فهو دعا في قضية التوجه الى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على الاعتراف والعضوية الكاملة لدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/1967 الى أوسع التفاف حول الرئيس عباس والتمسك بالنضال الشعبي السلمي من أجل تفويت الفرصة على الاحتلال والمستوطنين ومواصلة الطريق نحو تحقيق أهداف شعبنا العادلة والمشروعة،كما بارك لشعبنا الفلسطيني على هذه الخطوة الوطنية والجريئة المتمثلة برفع ملف فلسطين لعضوية الأمم المتحدة...رغم الضغوط التي مورست وتمارس على الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية من أمريكا وأطراف أوروبية غربية وعربية.
ان أصوات النقد الجريء كصوت الأسير القائد حسام خضر بحق السلطة الفلسطينية والأحزاب والفصائل بدء من فتح وانتهاء بأصغر فصيل فلسطيني يجب أن تتعالى ويجب أن يكون لها صداها وترجماتها العملية على الأرض،فاستمرار الحديث عن أن حرية النقد مكفولة في القنوات الرسمية لم يعد ذلك مجدياً،فالأزمات أعمق وأشمل من أن يستمر الحديث بها وعنها في قنوات وجلسات وغرف مغلقة وبين مجموعة من القيادات والهياكل المتكلسة والمحنطة،وانتظار ورهن التغيير بعقد المؤتمرات الحزبية،والتي قد تكون أو تعيد إنتاج الأزمة على نحو اشمل وأعمق اذا ما جرى عقدها على أسس وقواعد غير سليمة،ففتح رغم نجاحها في عقد مؤتمرها السادس فمن الواضح أن أزمتها تتسع وتتعمق،وكذلك الفصائل الأخرى التي يتلطى أمنائها العامون "الديمقراطيون جداً" بالشرعية الثورية،ويتربعون على قمة الهرم التنظيمي لأحزابهم وتنظيماتهم،فأنا أرجح أن يكون مصير البعض منهم كمصير القذافي،فقد آن الأوان لتلك القيادات أن تخلي المواقع للقيادات الأخرى والخاصة الشابة منها،فمن خبرتي ومعرفتي بالأنظمة الداخلية لهذه الأحزاب،فهي لا تجيز للأمين العام أو أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية أكثر من ثلاث دورات انتخابية،أي بالحد الأعلى 15 عاماً،فما بالك بالذين يتربعون على رأس تنظيماتهم منذ اكثر من ربع قرن،بل وحتى ثلاثين عاماً!! فهل أحزابهم وتنظيماتهم أضحت عاقرة ولم تنجب غيرهم؟!أم أنهم هم الطليعة والجهابذة المقطوع وصفهم في هذا الشعب،والذين إذا لم يستنسخهم الشعب الفلسطيني فعليه وعلى القضية السلام؟؟.
ولا أحد يفهم من هذا النقد أن قوى الإسلام السياسي تمتلك حلول سحرية لواقعنا الفلسطيني،بل أن مشروعها فئوي ولا يمكن له أن يستجيب أو يعبر عن طموحات شعبنا الفلسطيني ولا همومه ولا مشاكله ولا قضاياه المجتمعية،بل كما شخص الأخ المناضل حسام خضر فهذا التيار نما وتطور وتوسع،نتيجة عجز وأخطاء وممارسات قبيحة وقذرة للعديد من الشخوص والقيادات المحسوبة على هذه الفصائل.
القدس- فلسطين
11/10/2011
0524533879
[email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سعدات وأبو الهيجا الرسالة وصلت ...
-
من اختطاف النائب عطون ..... الى إحراق مسجد النور..
-
عن اضراب الأسرى .....والتصفيات الجسدية
-
العالم صفق لعباس .... والكونجرس صفق لنتنياهو .
-
خطاب أوباما خيبة جديدة ..
-
المقدسيون ....ومخاطر قانون أملاك الغائبين ..
-
معركة الحرب على المنهاج في القدس بدأت ..؟؟!!
-
لماذا يلدغ العرب والمسلمين من جحرهم مئة مرة ...؟؟؟
-
استحقاق أيلول تهديد اسرائيلي ..... وجدل فلسطيني محتدم ..
-
ليبيا الانتصار .... والسقوط في المستنقع ..؟؟
-
لماذا استهداف قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية بالعزل ..؟؟
-
المناضل ناصر ابو خضير ذلك الرجل في الزمن الرديء ..
-
تسونامي استيطاني في القدس ...
-
أي هراء هذا أيتها الشخصيات الفلسطينية ...؟؟؟
-
القدس وكيفية الخروج من الأزمة ..
-
زواج متعة بين -فقه البداوة- والبترودولار ...؟؟
-
تعدد المرجعيات التعليمية في القدس .... وتأثيراتها السلبية -5
...
-
تعدد المرجعيات التعليمية في القدس .... وتأثيراتها السلبية -
...
-
همومك كبيرة يا شعبنا في القدس-4 -
-
همومك كبيرة يا شعبنا في القدس - 3 - .
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|