أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - كلامُ الغريبْ... كلامٌ للغريب














المزيد.....

كلامُ الغريبْ... كلامٌ للغريب


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 19:56
المحور: الادب والفن
    


لا هيَ الأرضُ، تلكَ التي باسَتْ خُطُواتِكَ الأولى، ولا هي السماءُ حينَ ارتَكَزتَ على يدينِ من عجينٍ طريٍّ لترى الله، ولا هو الثديُ الذي بكيتَهُ ساعةَ الفِطامِ، ليسَت صدفةً أن تجدَ كيسَ ذكرياتِكَ فارغاً حينَ تكونُ غريباً يلدُ الغرباءَ موشومينَ ببياضِ الذاكِرةْ.
{كلامُ البلادِ لغريبٍ حاولَ أن يخيطَ جُمّيزةً من خصرِها في روحِهِ المصنوعةِ من خُرافةْ}

أنا الآتي من نفسي، أعِدُّ الخرافةَ على مائدةٍ من طقوسٍ صَنَعتُها وحيداً حينَ كنتُ مقيماً في حلمٍ بعيدْ، أخرَجتُ صفاتي من خيالاتِ أجدادي المنحوتينَ من غضبٍ، أجدادي الذينَ نصبوا كمائنَهم لكلمات الله ربِّ الجنودِ، لي وجهُها، ولها سلاحيَ الذي يفتكُ بمن يكذِّبُ نبوَّتي.
{كلامُ الغريبِ لمن ضحِكَ من فِكرَتِهِ على ضفَّةِ النَّهرِ الفاصلِ بين الدنيا والآخرة}

لم أرَ جلدَ يديكَ يسقطُ في ظلِّ أشجاري، لم تتركْ رائحةَ عَرَقٍ على أشرعةِ المراكبِ، وما وجدتُكَ يوماً على الرَّملِ تختصرُ الحنينَ إلى قُبْلَةِ عائدٍ أبديّْ، ما كانت لكَ زاوية في الجبلِ تحيطُها بالكِتمانِ لتخبّئَ فيها دموعَكَ السّرّيّةَ من فضولِ الغيمِ، لم تزرَعْ خُشخاشةً على أطرافِ الحقلِ كي تحمي الأغاني من الثعالبِ، وتلكّأتَ دوماً مثلَ أفعى خائفةْ حينَ كسَرَتني الأوقاتُ، ولم تدمِ يديكَ بقشرةِ صبّارٍ كي تعرِفَ كيفَ أربّي أبنائي قبلَ أن يولدوا، وبعدَ أن يموتوا.
{كلامُ البلادِ لغريبٍ يحاولُ محوَ ظلٍّ عن الخارِطةْ}

خلقتُ المدُنَ من جفافٍ خائفٍ وبدائيٍّ وعنيدْ، لوّنتُ حتى النارَ بألفِ لونٍ، ونثرتُ أولادي على الماءِ كالمرايا، ألَّفتُ لغةً ومجزرةً، وغطّيتُ العالمَ بالأسئلةْ، نفيتُ نفسي عن قلبي، وحفرتُ نهاراً من ألعابٍ على ذراعي، لم أكذبْ لأني صدَّقتُ ما قلتُ، ومحوتُ هوَسَ الحنينِ عن ذرّيّتي.
{كلامُ الغريبِ لنفسِهِ حينَ كادَ يصدِّقُها}

فقيرٌ أنتَ مثلَ قارونْ، تعلو مُدُنَكَ ويعلوكَ خوفُ السقوطِ، تركبُ النّجمَ، وتركبُكَ شهوةُ الغرورِ، ترسمُ الوثيقةَ دونَ سُمْرةٍ تدلُّ عليكْ، أصابِعُكَ من فولاذٍ، لهذا لا تُحسِنُ انتظارَ الفصولِ، ولا تعرفُ كيفَ تحزِرُ اتجاهَ الرّيحِ، ولا تطلبُ صداقةَ العصافير، فقيرٌ أنت بكلِّ هذا الذَّهَبْ، تحمِلُهُ ولا يحْمِلُكْ.
{كلامُ زائرٍ مرَّ صدفةً جوارَ الغريبِ وهو يحاولُ تسميةَ وردةٍ برِّيَّةْ}

أنا الغريبُ، وما الغريبُ؟ أعرفُ أنّي لا أعرفُ الأغاني، وأفهمُ أني لا أفهمُ نايَ الرُّعاةْ، وأحسُّ بأنّي لا أحسُّ الوقتَ حينَ يمضي على رملٍ ويتركُ حضارةً ويحتضرُ، لا قبرَ لِجَدّي في هذه الصحراء، ولا معركةً مع النسيانْ، أفيضُ رحيلاً في حِصْنِ روحي، وأقطعُ النّخيلَ كي أجفِّفَ أصلَ الرّوايةِ وأنثني كسيفٍ مثلومٍ بعد كلِّ تجرِبةْ.
{كلامٌ سمِعَتْهُ طفلةٌ كانتْ آخرَ مَنْ رأى الغريبَ يجرُّ عربةَ الجليدِ ذاهباً إلى الغيب}

العاشر من تشرين أول 2011



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتَظِرِيْنا قصة قصيرة
- سمَّيتُها بلادي ونمتُ
- فِتْنَةُ الرّاوِي الّذي عاشَ أكْثَرَ ممّا يجِبْ
- كبلادٍ مهزومةٍ وجميلةْ
- الحسن والحسين، أخطاء تاريخية بالجملة
- في حضرة الغياب، إنتاج هزيل وغير مدروس
- الوقتُ في الثلاّجة
- آتٍ لا يأتي
- أَشْهَدُ
- عليّْ قصة قصيرة
- رجلٌ بفصولٍ لا تُعَدٌّ
- لم يَعُدْ لي ما كانَ لي
- وفي آخِرِ اللَّيْلْ
- حينَ جَرَحْتَ السُّنْبُلَةْ
- هكذا سيقولُ نايٌ لشهيقِ العازِفِ:
- رفح... أو بعبارةٍ أخرى، عن حبيبتي عليها اللعنةُ
- ساذجون ويحاولون استسذاج الآخرين
- الأدب الفلسطيني بخير ردا على مقالة د. فيصل درّاج: لماذا لم ...
- أولُ البيوتِ وأولُ الذاكرة قصة قصيرة
- في مروري على الرمل


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - كلامُ الغريبْ... كلامٌ للغريب