أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نعمان حميد جاسم - قُلّْ أنت إنسانٌ طيبةٌ ولا تقُلّ انت انسانةٌ طيبةٌ














المزيد.....


قُلّْ أنت إنسانٌ طيبةٌ ولا تقُلّ انت انسانةٌ طيبةٌ


نعمان حميد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 01:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا أدري لماذا يصرُّ الكثير من كتابنا ومثقفينا,وحتى مَنْ يطلقون على أنفسهم بالعلمانيين,على حشرٍ تاء التأنيث المدورة على كلمة ـ إنسان ـ عند الكتابة أو التحدث عن المرأة او معها فتصبح ـ إنسانة ـ.والاغرب إن أكثر النساء يتقبلن هذا النعت وهذا الحشر لهذه التاء الهجينة على كلمة إنسان برحابة صَدرِ, بل قد ترى منهنَّ علامات إحتجاج عندما يُقال لأحدهنَّ ـ كما حصل معي ـ ...أنت إنسانٌ طيبة القلب..وكأننيأنتقص في ذلك من إنوثنها ورقتها. لا أدري إذا كان الاصرار هذا ناتج عن الانجرار وراء خطأ شائع لغوياً ام هو من ترسبات الّاوعي الجمعي لمكانة المرأة المُسَطّر من قٍبَل الجشع الذكوري على مدى تأريخ طويل من تقسيم العمل والمكانة الاجتماعية.أل ـ إنسان ـ كلمة لغوية حيادية في جميع لغات الشعوب وهي تطلق للدلالة على الكائن الاكثر تطوراً بين مجموع كائنات كوكبنا.فالرجل إنسان والمرأة إنسان والبشر كلمة لغوية حيادية أيضاً تعني مجموع هذه الكائنات.وفي لغة القرآن التي يُحتَكَمْ لهل في إصول اللغة العربية جاء ما يؤكد ذلك. فالرب يخاطب عباده ب ـ يا أيها الناس ـ.وفي السور القرآنية جاء ـ قُلّ أعوذ برب الناس ـ هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ـ إنّا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً ـ وهو ـ الرب ـفي كل ذلك يعني,المخلوقات الاكثر تطوراً. وكلمة ـ إنسان ـ في كلام العرب يرجع الى معنى الظهور,عكس الجن.وهذا الوصف يحدد ما يجب أن يكون الانسان عليه. فما دام إنَّ الظهور أصل معناه,فيفترض به أن يكون الظهور سمتهُ البارزة,فيحقق هذا المعنى في نفسه,وطريقته في حياته فيكون ظاهراً في مبادئه,وقِيمهِ,واخلاقه,ودينه الذي يؤمن به,فلا يستخفي,ولا يتوارى ,كما يتوارى الجِنْ.أي أن يكون كائناً إجتماعياً فاعلاً.وهذا هو ما ينطبق على كل ـ كائن متطور ـ إنسان عاقل ـ بمُذكّرهِ ـ الرجل ـ أو بِمؤنته ـ المرأة ـ.صحيح,ان هناك إختلاف في التعريف البيولوجي والتعريف العقائدي او الثقافي للانسان,ولكن يبقى أصل الكلمة ومعناها اللغوي والمعنوي واحداً. ففي المفهوم البيلوجي يُعَرَفْ الانسان ـ بالثديّ المالك لعقل متطور يتميز به عن سائر المخلوقات الاخرى,وعقائدياً هو تلك الروح الكامنة في جسده والتي تتحكم في أفعاله وتصرفاته. وهو هنا وفي كِلا التعريفين لا علاقة له بتاء التأنيث ـ ساكنةٌ كانت أم مُتحركةٌ ـ .ويتسم الانسان بصفاتٍ وخِصالٍ إنسانية مشتركة ـ مُذكره ومؤنثه ـ تميزه عن بقية المخلوقات,منها الايجابية..كحسن الخُلقْ والامانه والسماحه والتواضع,والشجاعه والكرم, ومنها السلبية..كالقسوة والبخل والجبن والنفاق والغدر والتكبّر.ولا أدري لماذا يتربع مُذكّر الانسان ـ الرجل ـ فقط على عرش الخصال الايجابية هذه دون مؤنثه ـ المرأة ـ فتصبح إنتساباً له دون رفيقته وتُمسي صفات للرجولة فقط.فمؤنث الانسان ـ المرأة ـ إذا توفرت بها تلك الصفات والخصال الايجابية سوف لن تختلف عن الرجل في أمانتها وحُسن خُلقها وكرمها وسماحتها وتواضعها وشجاعتها. الانسان كمخلوق وكائن هو من مملكة الحيوانات ومن شعبة الحبليات ومن صنف الثديات ومن رتبة الرئيسيات,عائلتهُ,إنسان وجنسه إنسان ونوعه إنسان عاقل ونوعه الفرعي هو إنسان عاقل غاقل.وهذا الاخير صفة للانسان حصل عليها بعد تطوره عقلياً من خلال التراكم المعرفي المتحصل من تأريخ طويل من المعايشة لواقعه وبيئته الجغرافية والاجتماعية وكفاحه ومحاولاته الدائمة لتطويع قوانين الطبيعة والواقع هذا لصالح بقائه ورخائه.وهنا أجزم بأن كِلا مُذكر ومؤنث الانسان إشتركا في هذا الصراع وهذا الكفاح الايجابي. إن كلمة ـ الرجل ـ أو ـ المرأة ـ هي في الواقع,تفصيلات أجتماعية لنوع واحد وحيد هو ـ الانسان ـ العاقل العاقل . والزمن, الزمن فقط ,هو الذي تكّفل بهذه التفصيلات وهذا الانفصال أي بعد ولادته وليس وقت كينونته, حالة إجتماعية ليس إلّا.فالانسان وقت كينونته وقبل ولاته يدعى ـ جنين ـ وهي ايضا كلمة حيادية لا علاقة لها بتاء التأنيث. بعد ولادة الجنين,يتدخل الزمن والمفاهيم الاجتماعية في تحديد التوصيفات لذكر الجنين أو مؤنثه.فالمولود الانثى تصبح مع الزمن والسنين طفلة وصبية وشابة ثم إمرأة.وذكره يصير طفلا ثم صبيا أو ولدا ثم شابا ثم رجلاً.والمجتمع والعادات والتقاليد هم من يحدد هذه الاسماء وهذه التوصيفات حسب التطور الفسيولوجي للجنين بعد ولادته.وليس لهذه التوصيفات أي علاقة بالخصال الايجابية أو السلبية للانسان لان هذه الخصال يكتسبها الانسان إكتساباً ويرضعها من صدر المفاهيم والعادات والتقليد الاجتماعية السائدة في ذلك المجتمع إثاء نموّه وترعرعه. قبل أكر من أربعين عام سمعت الرجل الجليل,العالم اللغوي العراقي الراحل ,مصطفى جواد,يقول في برنامجه الاذاعي ـ قُلّْ ولا تَقُلّْ ـ..قُلّْ لها أنت إنسانٌ طيبةٌ القلب ولا تقُلّْ لها انت إنسانةٌ طيبة القلب ـ ففي القول الاخيرمثلبة وإنتقاص لها.وقبل عالمنا الجليل هذا بمئة عام قالها عالم جليل آخر أسمه ماركس ـ عندما ينتهي التدجين الذكوري لها,تكون المرأة آخر المستعمرات التي تتحرر لتعود إنسان ـ وأعتقد بأن مهمة هذا التحرر ليس فقط من واجب المرأة وحدها بل هو ايضا واجبا لشريكها في الانسانية لتصليح خطئا شائعا ليس على المستوى اللغوي بل الجتماعي أيضا.قد يختلف الكثيرون معي ولكني طمحت لاستفزاز نقاش أتمنى أن يكون حضاريا يكون بصالحنا جميعا كناس وبشر.وهنا أتمنى على من يختلف معي أنّْ لاتعولوا على تاء التأنيث ـ ساكنة كانت ام متحركة ـ لانها لا تأتي إلّا مع الفعل الماضي الذي يشترك في القدرة على فعله كل الناس وهي تأتي فقط للتمييز بين فعله لمذكر او مؤنث.اما فيما يخص المرأة وحدها دون الرجل فلا تجدون التاء هذه أبداً.فهي حامل,هي حائظ,هي مرضع وهي أيضا طالق وناشز. انت,سيدتي إنسانٌ طَيّبةُ القلبِ ولستِ إنسانةٌ طَيّبَةُ القَلبِ....أنت إنسانيّةٌ . لا تسمحي بغير ذلك.



#نعمان_حميد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصيف العراقي وطقس الاحتفال بذكرى ثورة 14 تموز


المزيد.....




- مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون ...
- “بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس ...
- الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص ...
- -عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
- سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة العاملة في السعودية .. عبر المو ...
- سوريا.. إدارة الشؤون السياسية تخصص مكتبا لشؤون المرأة يعنى ب ...
- تعيين أول امرأة في الإدارة السورية الجديدة
- لا اعتراف بأمومتكن.. أهلًا بكنّ في “برمانا هاي سكول”
- سوريا.. تعليق أحمد الشرع على قلق العلمانيات من فرض ارتداء ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نعمان حميد جاسم - قُلّْ أنت إنسانٌ طيبةٌ ولا تقُلّ انت انسانةٌ طيبةٌ