|
أسئلة مشروعة , إلى حكام العراق الجدد !
رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 16:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعيش العراقيون هذه الأيام حالة من الحيرة، وكأنهم يشاهدون فصلاً من مسرح اللامعقول ! والحيرة هي حيال موقف حكومتنا "الرشيدة" المعادي لانتفاضة الشعب السوري ضد النظام البعثي الفاشي، والداعم لحكم الجلاد بشار الأسد، خاصة وهذا النظام هو الشقيق للنظام العراقي البائد الذي ناضل حكامنا اليوم ضده. لذلك من حقنا أن نوجه الأسئلة التالية في هذا الخصوص: لماذا يُساند نوري المالكي , والسمينان (الرئيس / جلال الطالباني ووزير الخارجية / الزيباري ) وغالبية الحكومة العراقيّة، الطاغية السوري بشار الأسد وحزبهِ البعثي الفاشي ؟ {ولا أعرف موقف حكومة إقليم كردستان ,خصوصاً بعد مقتل المعارض الكردي مشعل تمّو , فلامباديء لهم , مالم يعنيهم الأمر مباشرةً } . أليس هذا الحزب في سوريا , هو نفس الحزب الذي ركب جناحهِ العراقي، طاغيتنا الأشهر صدام وفعل ما فعل بالعراقيين، وبالأخص مع معارضيه ومنهم حُكّام اليوم ؟ هل هي نعمة النسيان؟ يا ريت ! أم الرحمة والغفران ؟ لا أظنّ ! هل سيقولون عفا الله عمّا سلفَ من حزب البعث الفاشي في حقّ شعبنا ؟ لماذا إذن تجتثوهم في العراق، فأنتجَ ذلك , إرهاباً من المجتثين ؟ { قانون إجتثاث البعث .. إجتث ضحايا البعث } / هذا ليس قولي , بل عنوان مقال ( نبيل ياسين ) بتاريخ 9 أكتوبر 2011 هل هو ردّ الجميل للأسد الميّت (والد بشار) الذي آواهم حيناً من الدهر، لم يكونوا فيهِ شيئاً مذكورا ؟ هل هي الذلّة والخضوع للسيّد الإيراني وإرادة خامنئي الأحمر؟ إحتمال كبير ! هل هو العناد لأمريكا والغرب عامةً، كونهم وقفوا مع الشعب السوري وثورتهِ وحقوقهِ المشروعة ؟ لكن لماذا تعاندون مُحرريكم من صدّام ؟ ما زال الناس يصفوكم بالوصول على ظهر الدبابة الأمريكية . فما هو الفرق بين الدبابة والقطار الذي يقولون أنّه جاء بالطغاة العرب ؟ وما الذي حصل بعد هذا؟ هل (شبعتم) و ندمتم وتتمنون عودة الأيام الخوالي ؟ فلا تحرير ولا هم يحزنون ؟ هل هذا هو الإنفصام الذي تحدّثَ عنهُ الراحل علي الوردي , ليصف الشخصيّة العراقية عموماً بالازدواجية ؟ هل هكذا تردّون الجميل لمن فتح الآفاق لكم لتصلوا الى السلطة، عبر مشاركة كلّ الشعب ؟ لماذا تخدعون الشعب وناخبيكم، وتستمرون بنفس طريقة الطاغيّة المشنوق، فتتصرفون وكأنّ أمريكا عدوتكم ؟ متى ستغادرون تلك النغمة البائسة وتنظرون للأمور بعيون وعقول مفتوحة، لتعلموا أنّ أمريكا اليوم ليست أمريكا الأمس ؟. فهي تقف مع ثورات الشعوب، وحقوق الإنسان، وأنّ العكس هو ما يفعلهُ الدُبّين ( الروسي والصيني ) ؟؟!! ومهما كان الأمر، فما الذي يُبرّر لكم الوقوف، و(ملالي إيران وحزب الله) مع قتلة الشعب السوري ؟ هل ( من كان لاجئاً في سوريا ) مدين لشعب سوريا البطل الذي يُذبح اليوم، أم لحاكمها الاسد .. الأرنب ؟ أرنب يشبه زرافة / هل تصدقون ؟ هل نسيتم تدفق الذباحين من تلك الحدود وتحت أنظار نفس النظام على بلدكم , بينما شعبكم كان يحاول النهوض من عقود القمع الصدامي؟ هل هي ردود فعل طائفيّة أم قوميّة أم ماذا ؟ باللهِ عليكم، كيف حسبتموها ؟ ربّما نحتاج مفكّر ك نيتشة أو عبقري ك آينشتاين ليتفهم موقف الحكومة العراقية الحالية ! ************** التفسير المنطقي عندي ( من قراءاتي ل د.علي الوردي / مجمل كتبه، ود. عبد الخالق حسين / كتابه تأريخ الطائفية في العراق)، أستنتج الخلاصة التالية: الدين يُبلّد العقل غالباً , بالأخص عندما تنحى الأمور نحو المذاهب والطائفية ! فلو نقرأ تاريخ العراق الحديث، نجد مثلاً، قادة الشيعة الدينيين، وحتى العشائريين والسياسيين يقفون ضد مصلحة أبناء طائفتهم وضد مصلحة العراق عموماً ! ففي الحرب العالمية الأولى كان الشيعة من أكثر مكونات الشعب إستفادةً بتحرير العراق من الاستعمار العثماني , الذي كان يعتبر الشيعة ثمّة كُفّار ومنحرفين عن الإسلام الصحيح، ويمنع أطفالهم من دخول المدارس الحكومية، ويمنع توظيف الشيعة في مؤسساتها. المفارقة العجيبة , أن الشيعة شنوا حرب "الجهاد" ضد الإنكليز "الكفار" , بينما عُقلاء السنّة أيدوا التحرّر من الدولة العثمانية أو الرجل المريض ! وفي عهد ثورة 14 تموز 58 , حاول عبدالكريم قاسم (السُنّي) أن ينصف الشيعة ويقضي على التمييز الطائفي، فما الذي حصل؟ وقف رجال الدين الشيعة ضده، وساهموا في الإطاحة به! ودفعوا الثمن باهظاً بعد ذلك. ولمن لايتذكر تلك الأحداث، سأنسخ بضعة أسطر من مقال محمد باقر الحسيني في 27 / 4 / 2007 , حيث يقول مايلي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=95108 { السيد محسن الحكيم وعبد الكريم قاسم: يستغرب المتتبع لتصرفات الحكيم آبان حكم قاسم موقف وتصرفات السيد تجاهه , فمنذ قيام الثورة تصرف السيّد سلبيا اتجاهها . فلم يرسل مثلا رسالة تآييد بعد قيام الثورة , في حين ارسل السيد الحمامي والبغدادي والشيخ كاشف الغطاء وعدد آخرمن العلماء من مناطق العراق المختلفة برقيات تهنئة مختلفة المضامين , لكن السيد الحكيم لم ينس ارسال برقية تهنئة وبهجة لانقلابيي 14 رمضان التي قتلت شهيدا صائما وابنا بارا للشعب العراقي اضافة للمجازر التي افتتحها عهد البعث والسيد ايضا لم ينس ارسال برقية لايقاف اعدام الطبقجلي وزملائه واخرى لايقاف اعدام السيد قطب واخرى لايقاف قانون الاحوال الشخصية , واخرى بحرمة الحرب في كردستان بعد ان تحالف مصطفى البرزاني مع الشاه ضد عبد الكريم قاسم. فما الذي فعله قاسم لينال هذا الجزاء ؟ } إنتهى الإقتباس ********* اليوم يحدث نفس الشيء تقريباً . أمريكا حررتنا من أبشع نظام عرفهُ البشر ! لكننا نجد، مقتدى الصدر (المرجع الشيعي)، وزبانيته يشنّون ما يسمّوه (حرب الجهاد ) ضد القوات الأمريكية، التي حررّتهم .. يا للعجيبة ! ونفس المهزلة يُكررها نوري المالكي والطالباني وباقي حكّام العراق الجُدّد، في دعمهم لفاشية بشار الأسد الذي كان وما يزال يبعث الإرهابيين إلى العراق لقتل شعبه ! كما لم يعُد غريباً، أن تصطف الأحزاب الشيوعية العربية مجتمعة، بما فيها الحزب الشيوعي العراقي، في دعم بشار الأسد ! وإعتبار الانتفاضات العربية.. مؤامرة أمريكية - صهيونية للإطاحة بالأنظمة العربية التقدميّة ! وهنا أثبت الشيوعيون ( رجاءً , لاتزعلوا علينا ) أنّهم الوجه الآخر للفاشية , وإن لم يُدركوا ذلك ! وأنّ الحُكام الجُدّد لم يتحرروا بعد من ماضيهم وعقدهم التي تحوّلت الى كراهيّة ضدّ المُحرّر وشعوب المنطقة . فإن لم يكن ما يحدث مفارقة تاريخيّة بإمتياز , (أو متلازمة ستوكهولم) بوقوف المظلوم السابق بعد أن وصل إلى سدّة الحُكم اليوم، مع طغاة الشعوب، فماذا تسمّوها إذن؟ *************** آخر الكلام / كلام مُفيد ! حُكام العراق إختاروا نظام الملالي ونظام الأسد الفاشي وحزب الله كأصدقاء ووقفوا في صفّهم , خصوصاً ما يتعلّق بالثورة السورية . والمثل الإنكليزي ( الذي أوردهُ د. كامل النجار في إحدى مقالاتهِ ) يقول : (( مَنْ لهُ اصدقاء كهؤلاء , لايحتاج الى أعداء ! )) .
تحياتي لكم رعد الحافظ 10 / 10 / 2011
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ريتشارد داوكنز , والمدارس الإسلاميّة / مقال ل أحمد صلاح
-
مقاطع شعرية رائعة / للشاعر السويدي ترانسترومر
-
هذا ما ينقصنا للنهوض المثليّة الجنسيّة , ردّ على مقال عُمر غ
...
-
العُهر الروسي يُساند الطاغوت السوري !
-
تعليقات مُختارة حول نقد الأديان !
-
ملاحظات حول نقد الأديان !
-
ولادة تأخرّت كثيراً للدولة الفلسطينيّة !
-
تداعيات الربيع العربي !
-
إعادة إستدعاء , أم حلّ الجيش العراقي ؟ قراءة لمقال د. عبد ال
...
-
المتوثبين للعولمة والمتشككين فيها / قراءة لتوماس فريدمان (2)
-
المُستفيد والمُتضرّر من أحداث 11 سبتمبر !
-
الشيوعيّة حُلُم لن يتحقق أبداً !
-
قراءة مختصرة لكتاب توماس فريدمان العالم مستوٍ (1) الإنترنت
-
الشيوعيّة والليبراليّة , ورغبات الشعوب !
-
إعرفوا أعدائكم يا ناس !
-
إنّكَ لاتهدي مَنْ أحببتْ , والعقلُ يهدي مَنْ يشاء !
-
أما آن لحكومة المالكي , أن تستقيل ؟
-
حاكموا مقتداً !
-
مصر , مَنْ منكمُ يُحبّها مثلي أنا ؟
-
قناديل رمضان 1 / ثلاث شخصيّات وثلاث متناقضات
المزيد.....
-
أصاب وجه ترامب.. فيديو دفع ميكروفون وردة فعل الرئيس خلال تصر
...
-
أول تعليق من ترامب على عملية العراق ومقتل قائد العمليات الدو
...
-
رغم الصعوبات وانقطاع الكهرباء.. أطفال غزة يطلبون العلم ولو ف
...
-
Vivo تعلن عن هاتفها المنافس الجديد
-
لماذا تزداد صعوبة فقدان الوزن بعد انقطاع الطمث؟
-
العلماء يكتشفون طريقة جديدة للعثور على حياة خارج الأرض
-
علماء يكتشفون سر طول عمر أكبر معمرة في العالم!
-
كوارث طبيعية وشيكة تهدد الولايات المتحدة
-
الجيش السوري قد يحصل على أسلحة أمريكية لأول مرة
-
على ماذا سيتدربون خلال مناورات الحزام الأمني البحري 2025؟
المزيد.....
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|