رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 17:54
المحور:
الادب والفن
مقاطع شعرية ( منسوخة ) للشاعر السويدي / توماس يوستا ترانسترومر
Tomas Gösta Tranströmer
جهد / محمد علي شمس الدين / إشكاليات الترجمة الأدبية
ترجمتان عربيتان لشاعر واحد
أنسخُ لكم هذا الجزء الجميل , بمناسبة فوز الشاعر السويدي ترانسترومر ( 80 عام ) بجائزة نوبل للأدب هذا العام 2011 بعد إنتظار طويل دام 18 عام , حتى كاد أن ييأس منها !
http://faculty.ksu.edu.sa/Aman/Documents/%D8%A7%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9%20%D8%B4%D8%B9%D8%B1%20%D9%85%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85.doc
***********
يقول محمد علي شمس الدين ما يلي :
ثمّةَ خيوط وخطوط فاصلة , بين الداخل والخارج في تجربة الشاعر بأنّ هناك ملامح وصوراً وعناصر في أشعاره صارخة بأنّهُ , شاعر عناصر الطبيعة العالية الباردة المتجلّدة لبلدهِ السويد , ولمياه بحر البلطيق وسفنهِ ونوارسهِ وموانئه !
وعلى الرغمِ من حضور بلاد أخرى , ومناخات اُخرى في شعره
من أفريقيا إلى فيتنام إلى إيران إلى الكونغو .
ومن نيويورك إلى شنغهاي , ومن اليابان إلى اليونان , ومن آشور إلى دلتا النيل , ومن براغ إلى الخرطوم ... الخ
أقول على الرغم من حضور هذه البانوراما الجُغرافية الحضارية الواسعة في قصائد الشاعر إلاّ أنّ عَصَبَهُ الشعري مشغول في السويد بامتياز !
هذا ما يجعله أكثر أهلية لأن يكون "كونياً" أو "إنسانياً"
على خلاف ما يظن البعض , والشواهد على ذلك أكثر من أن تُحصى . يكفي أنْ نَذكر منها , ما يلي :
في الشمال , حيثُ يسكن الضوء في منجم ليلاً ونهاراً (من قصيدة حكاية بحارة)
السنديان سباقٌ بألفِ عام , وكلّ شجرة سجينة حفيفها
(من قصيدة اُغنية)
النهرُ المغطى بالجليدِ , يشّعُ في الشمس , هنا سقف العالم !
( من قصيدة على مدى الشعاع )
تنسابُ الشمسُ البيضاء عبر الضباب الدخاني
يقطرُ الضوء , يتلمس طريقه إليّ هابطاً
(من قصيدة نظرة تخترق التربة)
تهّبُ الريح في غابةِ الصنوبر
يهدرُ البلطيق في منتصفِ الجزيرة
في عمقِ الغابة , تكون في بحر مفتوح
علينا ان نفكر بأولئك الذين تحملهم البواخر !
(من قصيدة بلطيقيات البحيرات الشرقية)
إنّها أشعار ذات طقسٍ بارد بلا ريب !
شعاعُ الشمسِ الأبيض الشاحب (وليس الشعاع الأصفر المتدفق لشمس افريقية مثلا) .
الضباب الدخاني، الجليد، الأشجار العالية... الخ
***********
كل ذلك يمنح هذا الشعر سمة المكان (السويدي) بإمتياز , ويلوّن حتى نظرته وحكمته .
في قصيدة "الأمزجة الأربعة" , حشدٌ لمشاهد من الطبيعة , تعبيرية أكثر مما هي انطباعية .
من خيوطِ الشمس المتحركة كهراوات للشرطة
إلى ظلام السهل الموحل
إلى فزاعةٍ تصرخ في فراغ النجوم
إلى الشمس البهقاء الواقفة تتقلب فوق بحيراتٍ معتمة .
ومن ثم يأتي مشهد رجل شبيه بشجرة مجتثة من إصولها .
ومشهد شمسٍ برائحة حيوان وحشي فوق جزيرة العالم الصخرية .
حيث تتدفق رايات من زبد مع طيور بحرية بيضاء تصرخ على ظهر المركب حاملة بطاقاتها الى الفوضى !
النوارس أيضا تدق أجراس الأحد فوق هدير خورانيات المحيط اللانهائية
للدغلِ أوتار والعتمة تمضي مضيئة , كل ذلك فيما الغبار يدوم حول العجلات !
أما الضربة الأخيرة للشاعر، في نهاية القصيدة فهي
(العجلات تدور , ترفض الموت ) !
تحياتي لكم
رعد الحافظ
8 إكتوبر 2011
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟