أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - : صورة فوتوغرافية لمدينة أحبها مشعل التمو














المزيد.....

: صورة فوتوغرافية لمدينة أحبها مشعل التمو


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 16:05
المحور: الادب والفن
    


منذ لحظة سماعي النبأ الصاعق، باغتيال المناضل مشعل التمو، تداعت إلى مخيلتي صور كثيرة عن أمكنة، وأشخاص، ورؤى، لا تنفك عن صورة صديقي أبي فارس الذي لم أره –بسبب سفري- منذ تلك اللحظة الأليمة، وهو وراء القضبان- عن بؤرة المخيلة- حيث غصت قاعة المحكمة في دمشق بأحبته عرباً وكرداً وسريان وأرمن وشاشان وشركس، مسلمين ومسيحيين وإيزيديين، ممن جاءوا من أربع جهات خريطة سوريا، ليسمعوا إفادته، وهو أحد قلة من المناضلين في العالم، ممن قالوا كلمتهم وراء القضبان، كما دأبوا على قولها، وهم في حياتهم النضالية، خارج السجن، مما يجعل من إفادات التمو، صالحة، لتكون بين أيدي شبابنا الذين انتبه إليهم مشعل التمو، وكان يتحدث عنهم أينما حل، وكأنه يتحدث عن اكتشاف جديد، لم ننتبه إليه جميعاً، وللإنصاف-فإن معشوق الخزنوي- بدوره سعى للتوجه إليهم، من خلال علاقته مع" حركة شباب الانتفاضة" الذين كانوا النواة الأولى، للمشاركة الشبابية الكردية الأولى في سوريا.

أجل،إن أية مقاربة، لروح مشعل التمو ستظهر شغفه بمفردات كثيرة، كانت تشكل منظومة اهتماماته الشخصية، ولعل هيامه بمدينة اسمها"قامشلو" استأثرها، من دون كل العناوين التي عرفها، وكنت شاهداً في تعرفه على بعضها، عندما زرنا أوربا معاًً، بعيد انتفاضة12 آذار المباركة، نشرح فيها للعالم أبعاد الجريمة التي ارتكبها الاستبداد بحق الكردي، وهو موثق في أقراص مدمجة، من قبل أهلنا الذين استضافونا-آنذاك- حيث كنا نتبارى في الحديث عن السر الذي يكمن وراء جذبنا من قبل مدينتنا الساحرة-هذه-وكان يحدثني عن اتخاذه لها فضاء لبعض سردياته، كما كانت مسرحاً لجزء ثمين من نضاله، فاختارها عنواناً لروحه، وها هي تغدو –الآن- عنواناً أخيراً، يحتضن قامته العالية، وهل أعلى من قامة من دعا إلى إسقاط النظام، في الوقت الذي كان كثيرون من المعارضين يواربون رؤاهم، وهم يتناولون هذه النقطة-تحديداً- وهل أقوى من أنه قال ذات مرة لأحدهم في سياق الرد عليه: بشار الأسد ليس رئيس، فأنا لم أنتخبه...!.

منذ اندلاع الثورة السورية المباركة، تعرف فضاء مدينة "قامشلو" على صورة مشعل التمو، التي رفعها شباب الثورة،دليلاً على مكانة الرجل في قلوب ملايين الكرد، كما مكانته في قلوب ال24 مليون سوري،ماعدا الوالغين في الدم الوطني، كي يكون دم مشعل سفيراً يعانق كلمة"آزادي"، على امتداد خريطة العالم، وهو ما جعل أبطال الثورة السورية، يسمون تظاهرات اليوم ب" سبت الوفاء لمشعل التمو"، حيث استطاع دم هذا المناضل الذي سيجسر الطريق إلى النصر، أن يلفت أنظار العالم-مرة أخرى- إلى القضية الكردية في سوريا، ليكون دمه الذي رآه العالم كله وهو يسيل على" بلاط" إحدى غرف "مشفى فرمان" الذي زرناه معاً كثيراً، كمشاف أخرى، ونحن نتابع الوضع الصحي لجرحى 12 آذار ومن ثم جرحى 5-6-2005 و 2-11-2007 و20-3-2008، وكان –على الدوام- يرفع الروح المعنوية، لدى ذوي هؤلاء، وأبناء شعبنا، بعكس من ينصرف إلى التيئيس والتبيئس، ولقد كان المشفى، نفسه، فضاء إحدى الكلمات الأكثر دوياً التي ألقاها مشعلي في إحدى جمعات قامشلو.

هذه المدينة،تخرج الآن، عن بكرة مناضليها وثوارها، شيباَ وشباباً، نساء ورجالاً، وأطفالاً، إلى الشوارع، غاضبين، ثائرين، حيث الدمعة في العيون، والألم يترجم صرخة تنطلق من الحنجرة: مشعل..مشعل... مشعل...، هاتفين برحيل النظام، وهم ينطلقون من جامع"قاسمو" جامع الشهداء، في اتجاه"مقبرة الشهداء"، كي تستعيد بذلك ما فعلته من قبل، أثناء تشييع جنازات شهداء آذار، والشهيد الخزنوي، أو الشهداء المحمدين الثلاثة، عشية نوروز2008 .

هذه المدينة الأكثر وفاء-وهي صورة مختصرة لسوريا كاملة، تبادل-الآن-مشعلنا حباً بحب، وانطفأت عينا مشعل على فضائها، والتصقت ببؤبؤي عينيه الجميلتين، وملأ هواؤها رئته حتى آخر نبضة، توجه رسالة إلى قتلته السفلة، مؤكدة أن دماء ابنها البار، لن تروح هدراً، بل إنها ستسهم مع دماء أخوته الثوار السوريين، في رسم خريطة سوريا، كما كان يحلم أبو فارس، وهؤلاء، أن تكون عليه، وإن اسم مشعل سيعرفه "كتاب الثورة السورية"،حيث ستسقط أسماء المجرمين الدخيلة التي اغتصبت التاريخ والجغرافيا في آن واحد.

سبت الوفاء لمشعل التمو8-10-



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة كاملة دون مشعل التمو
- مشعل التمو عقل كردي لا يتكرر
- سقوط مدو لشبيح إعلامي آخر
- إبراهيم اليوسف:علينا أن نعيد صياغات مصطلحي (النظام) و(الأمن)
- نوستالجيا2
- صناعة المستقبل:في ثنائية الطفولة والإبداع
- الشاعر بين حدي السطوع والسقوط
- خاصية التجاوز الإبداعي
- ثقافة ما بعد11 سبتمبر
- جوهر رسالة الإبداع في ضوء الثورات الشعبية
- عادل اليزيدي في ذكرى غيابه : يسمع وقع أقدام شباب الثورة
- كتابة اللحظة الحاسمة
- علي فرزات يهز عرش الاستبداد
- هنا دمشق-2-
- كيف يُكتب الشعر؟
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-6-
- هنا دمشق-1-
- متعدِّدو المواهب
- اصطياد القصيدة
- مثقفون وناشطون سوريون يهنئون ثوار ليبيا البطلة بإسقاط نظام ا ...


المزيد.....




- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...
- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...
- ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من ...
- -رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
- هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية ...
- بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - : صورة فوتوغرافية لمدينة أحبها مشعل التمو