معين جعفر محمد
الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 09:07
المحور:
الادب والفن
ذاكرة مطفأة ...
( إلى عبد الأمير الحصيري ، إنسانا ً و شاعرا ً ...في ذكرى رحيله )
كلما جئت للبار ، أبصرته
قابعا ً عند زاوية ٍمهمله
كان مستوحدا ً
رأسه ،
آه من رأسه !
لم يكن غير جمجمة ٍ بالأسى مثقله
مثلما علبة مقفله
يتدلى على كأسه ،
و يداه تكورتا فوق قنينة ٍ ...
كان في خلوة ٍ
يحتسي موته صامتا ً
و يقاوم في نفسه
رغبة ً للتواطؤ سرا ً مع -
الخمر ضد الهدوء الذي
أسلمته اجتراحاته للوله!!
******
إذ تلاقى هوانا مصادفة ً
خلت خلف تجاعيد خديه سرا ً دفين
حين حدقت مستقرئا ً
ما وراء الغضون
لم أقل من تكون !
*******
ربما من أسى ،
من هوى ،
من جنون ٍ بآنسة ٍ مشتهاة
كان يشعل في رأسه
غابة الأمنيات !
لكأنه كان مسترجعا ً
عمرا ً ضاع بين مطارحة الهم -
و النسوة الشاحبات الوجوه - احتساء الخمور - التسكع
عبر الشوارع بحثا ً عن اللذة المرجأة .
كان يوقد ذاكرة ً مطفأه
فيرى كأس خمر ٍ و قنينة ً و امرأه
كان يطفئ ذاكرة ً موقده
فيرى قلعة ً كل أبوابها موصده !
كان يغمض عينيه كيلا يرى
وهنا ً يتمشى بملء مفاصله ،
يتآكله ،
مثلما صدأ يعتري علبة ً من صفيح
كان يسعى إلى لم أشتاته
و الرحيل إلى عالم ٍ من هشيم !
ها هو الآن فارغة ٌ كأسه
فعلى أي شيءٍ إذن
يتدلى غدا ً رأسه !؟
كان يرثي الزمان القبيح
و السنين التي لم تطب معها نفسه !!
*********
رجل ٌ عاش محرقة ً للأسى
أطفأته رياح العناء لكي يستريح !!
******
#معين_جعفر_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟