أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - التدخل الخارجي والحرب الأهلية














المزيد.....

التدخل الخارجي والحرب الأهلية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3509 - 2011 / 10 / 7 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(تجارب أفغانستان والعراق وليبيا)

كان لتشجيع حكومة بنازير بوتو نشوء حركة (طالبان) في عام 1994، من بين تلاميذ المدارس الدينية للاجئين الأفغان في باكستان، دوافع تتعلق بمحاولة منافسة باكستانية لإيران وتركيا على النفوذ في الجمهوريات الإسلامية الناشئة حديثاً عقب تفكك الاتحاد السوفياتي عبر الممر الأفغاني التي أملت رئيسة الوزراء الباكستانية بالسيطرة عليه من خلال تلك الحركة الجديدة، ذات القاعدة الباشتونية (60% من السكان)، بعد أن فشلت المخابرات العسكرية الباكستانية في تحقيق ذلك عبر قوات الزعيم الباشتوني غُلب الدين حكمتيار أمام قوات الزعيم الطاجيكي (30% من السكان) أحمد شاه مسعود الذي استولى على كابول في نيسان 1992 عقب انهيار الحكم الشيوعي برئاسة محمد نجيب الله: كان استيلاء (طالبان) على العاصمة الأفغانية في 27 أيلول 1996 مؤدياً الى انقسام جغرا سياسي عسكري للبلاد بين جنوب ووسط باشتونيين وبين (تحالف شمالي) بقيادة مسعود ضم أيضاً الأوزبك (5%) والهازارا الشيعة (5%) ومن وراء هذا التحالف اصطفاف إقليمي هندي إيراني روسي، فيما ظلت الولايات المتحدة أقرب الى (طالبان) التي دخلت في مفاوضات مع شركة (يونوكال) الأميركية لإنشاء خط للغاز عبر أفغانستان يمتد من حقول غاز تركمانستان العملاقة الى ميناء كراتشي.
كان هذا التدخل الخارجي الباكستاني مؤدياً الى حرب أهلية أفغانية استغرقت حتى (11 أيلول 2001) وضرب برجي نيويورك: أيضاً، عندما غزت القوات الأميركية بلاد الأفغان بعد أربعة أسابيع من ذلك الحدث النيويوركي فإن هذا كان مؤدياً الى حرب أهلية جديدة، أو الى استئنافها بشكل أشد بين الباشتون الذين اصطفوا وراء (طالبان)، التي أسقطها الأميركان من السلطة في كابول، وقوميات (تحالف الشمال) الذي دخل كابول تحت الحراب الأميركية ولو ليحكم من خلال واجهة باشتونية تمثلت في حامد كرزاي. ربما كانت الصورة المكثفة لقوة الحرب الأهلية الجديدة متمثلة في انضمام قوات حكمتيار لمقاتلة (تحالف الشمال) ومن ورائه الأميركان، فما كان عند سقوط كابول عام 1996 رئيساً للوزراء لأشهر قليلة عند الرئيس برهان الدين رباني ووزير دفاعه شاه مسعود إثر مصالحة رعتها طهران لإسكات وتلاقي مدافعهم المقاتلة منذ سقوط حكم نجيب، حيث ظل حكمتيار قوياً عند باشتون الشمال في ولاية قندوز، وبعد سقوط كابول بأيدي (طالبان) لجأ الى العاصمة الإيرانية ووقف لخمس سنوات على الحياد في الصراع الأفغاني الجديد.
في عراق ما بعد 9 نيسان 2003 حصل سيناريو، ولو مختلف في بعض التفاصيل والمسارات، جعل بلاد الرافدين تدخل في حرب أهلية داخلية عقب الاحتلال الأميركي، حيث لم تكن المقاومة العراقية، التي ظلت أساساً ذات قاعدة سنية عربية وهم الذين كانوا حكاماً لبغداد منذ 1921، موجهة فقط ضد المحتل الأميركي وإنما أكثر وأشد ضد القوى الشيعية الكردية التي أتت بها الدبابة الأميركية لتكون واجهة لحكم بغداد، ولم تقتصر المواجهة على ضرب كوادر ومؤسسات وتنظيمات تلك القوى وإنما امتد هذا الى محاولة استهداف قواعدها الاجتماعية وأحياناً الرموز الدينية (اغتيال محمد باقر الحكيم في تفجير عند باب مسجد النجف الذي يضم المرقد في آب 2003 تفجير مسجد سامراء في شباط 2006... إلخ)، وعملياً فإن عدد الضحايا العراقيين لتلك المواجهات الأهلية كان يفوق بمئات المرات أعداد القتلة الأميركيين (نحو 5000)، وأدت الى شروخ في الجسد العراقي لم تكن موجودة قبل الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين، الذي لم يأخذ فقط شكل الغزو الاحتلال وإنما أدى الى تغليب قوى سياسية عراقية، كانت ذات طابع طائفي وإثني من حيث الامتداد الاجتماعي، ما أدى الى تهميش فئة عراقية في مجملها الأعم كانت هي الخزان الاجتماعي لحكام بغداد في مرحلة ما قبل يوم 9 نيسان 2003، ولم ينفع في هذا المجال، كتعديل لهذا الوضع، دخول (الحزب الإسلامي) ثم (الصحوات) الى التركيبة السياسية "الحاكمة"، ولا بعد ذلك مشاركة السنّة العرب الكثيفة (المترافق منذ عام 2008 مع تراجع المقاومة العراقية المسلّحة) في "العملية السياسية" من خلال انتخابات برلمان 2010، حيث لم يؤد فوز (القائمة العراقية) في المرتبة الأولى، وهي التي استندت أساساً الى أصوات السنّة العرب، الى مشاركة فعّالة في الحكم بعد أن أحبطت محاولات أياد علاوي لتولي رئاسة الحكومة بدلاً من نوري المالكي المدعوم من تحالف (حزب الدعوة آل الحكيم) الذي يستند الى الظهير الإيراني.
في ليبيا ما بعد 17 فبراير 2011 كانت الثورة على حكم معمر القذافي ذات طابع مناطقي تسكنها فئات قبائل محددة: منطقة برقة في الشرق ومنطقة الجبل الغربي، وكان استناد القذافي، الذي ظل مستمراً حتى لما بعد سقوط مقره بباب العزيزية.
يوم 23 أوغسطس 2011، معتمداً على قبائل (مثلث سرت بني وليد سبها) الذي كان الخزان البشري الأساسي للإدارة الليبية طوال أربع عقود وللجهازين الأمني والعسكري: في هذا الإطار كان الحسم في موازين القوى الليبية معتمداً على العامل الخارجي من خلال (الناتو)، وليس من خلال ميزان محلي كانت مؤشراته في شهر مارس الماضي تشير الى رجحان إمكانية الحسم العسكري لصالح قوات القذافي التي تحشدت عند مداخل بنغازي قبل أن تدمرها الطائرات الفرنسية. هنا، لم يؤد سقوط باب العزيزية الى انفضاض تلك القاعدة الاجتماعية عن القذافي، بل الى لجوئه هو وبقايا نظامه الى مناطق ذلك المثلث، الذي بالتأكيد تدفع المصالح، والخوف من المستقبل، غالبية سكانه الى الانحشار في زاوية ضيّقة مع المغلوب، يمكن أن تشكّل في ليبيا المقبلة عوامل تدفع بمن يشعر بالفقدان للامتيازات والأوضاع السابقة الى أن يكون خزاناً اجتماعياً لعوامل عدم الاستقرار والتمرّد وربما المقاومة، بأشكالها المتعددة، ضد الحكام في ليبيا ما بعد القذافي.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التباسات التغيير الليبي
- القذافي ظاهرة عربية،أكثرمنها ليبية:محاولة للمراجعة
- المعارضة -التقليدية- و-الجديدة-
- واشنطن استعادت في 2011 ما خسرته بين 2007 - 2010 من قوتها في ...
- بعض خصائص المسار التاريخي للحياة السياسية السورية
- خريطة اجتماعية سياسية اقتصادية للاحتجاجات في سورية
- غروب مرحلة عربية
- الاسلاميون والعسكر
- تبدل أشكال التعبير السياسي للجماعات
- الدور الاقليمي التركي
- مساهمة تحركات الشارع العربي في رسم صورة اقليمية جديدة
- من الليبرالية القديمة إلى الجديدة
- «الكومنترن» الشيوعي و «القاعدة» الإسلاموية: نهاية بائسة للتن ...
- سوريا1970-1982 : بناء السلطة الشمولية وتداعياته
- سوريا الستينيات : مرحلة العبور إلى السلطة الشمولية
- صعود المسألة الاجتماعية إلى سطح السياسة العربية(تونس نموذجاً ...
- مستتبعات فكرية لزلزال الشارع العربي
- الولايات المتحدة واستخدامها للمبادىء في السياسة الخارجية
- صعود قوة المجتمعات أمام السلطات الحاكمة
- في حصرية دوافع السياسات الداخلية وراء الثورة المصرية


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - التدخل الخارجي والحرب الأهلية