أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده














المزيد.....

من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
كتب مروان صباح / هل المسألة متعلقة بالإستعاب والتطور التكنولوجي أو أنها النية التى لم ترتقي إلى روح المسؤولية عند من يجلس على كرسي الموقع العام ويتعامل مع الجمهور الذي بدوره يدفع لخزينة الدولة ضرائب يعبر عن إنتمائه للوطن مما يتبلور لديه من إعتقاد أنه يستحق أن ينعم بأفضل الخدمات ، لكنّي لا أخفيكم سراً أقف عند مسالة قد حيرتني منذ مدة عندما سمعت لدارسين في الجمهورية الفرنسية بما يتعلق بتلك الورقة العمرية التى أرسلت إلى أبو موسى الأشعري معلقة على حائط دار القضاء الفرنسي بعد أن ترجمة ، مما يعطي حق للمرء أن يتوقف عند نص الرسالة التى تحمل معاني كبيرة وتحولت منذ 14 قرناً إلى أساس ينطلق منه القضاء العالمي بحيث أُنتج العديد من المجلدات تَشرح وتُدرس ذلك المغزى الوجيز الغني بالعمق لتلك الحدود التى حددت أين يبدأ وأين ينتهي دور الموظف العام مهما تعاظمت رتبته .
رغم أن الحضارة التى كانت في ذلك الوقت متواضعة وكان يغلب عليها الحروب البدائية ولكن كان يأسس في أعماقها عالم جديد يسمى اليوم الدولة الحديثة التى يحكمها القانون ، فيقول أمير الدولة أبن الخطاب رضي الله عنه آسى بين الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك ويذهب إلى أبعد من ذلك لينتهي وإياك والضجر والقلق ، والتأذي الناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق ، بينما يظهر حجم وأهمية إحترام الإنسان في ذلك العهد ودور الدولة في الحفاظ على حقوقه وحقوق الأخرين في حياة كريمة ، بحيث حرص بقدر الإمكان هرم الدولة على ان تكون العلاقة بين الحاكم والمحكوم مبنية على الأخلاق قبل أي شيىء ولأنها تشكل اُسس رصينة لأنماط الإدارة المختلفة .
أغلب المجتمعات تتكون من فئات عاملة بدءاً من الفلاحين مروراً بالمهنيين إنتهاءً بالمجالات الأخرى وهم بسطاء يبحثون عن لقمة عيش بكرامة مما يدفعهم أن يتساءلوا من خلال فضاءاتهم المختلفة عن واقع مرير إلتصق بهم ولم يعد يتركهم بل دخل في شرعنة التوريث فباتوا من حيث لا يدرون يورثون أبناءهم رداءة الواقع الإقتصادي والخدماتي ، مقابل إدارة مجهولة غير قادرة على التواصل معهم والإنخراط في همومهم والإشتباك في قضاياهم ومخاطبة مخاوفهم وآحلامهم ، فيما يعني أن هذه النخبة تضيق بالحقائق ولا تحاول أن تجد حلول تقدمها ، لهذا من حق من يدفع الضرائب أن يسأل من يتربع على الكرسي وقد دُفِعَ ثمنه من تلك الضرائب وعليه أن يجيب لماذا نفتقد لهؤلاء الذين يملكون المعرفة وقبلها قلوب الناس عبر التواضع في التعامل مع الأخر ؟ حيث الإجابات تبعث له الثقة بنفسه قبل أي شيىء اخر .
لا بد لمن وّضعَ في أول القارب أن يتحلى بالتسامح والتفاعل مع الجمهور على نحو إيجابي وأن يتمتع بالذكاء والدماثة في الخلق ، لكن ما يدعو للدهشة والإستغراب حقاً أن هناك من يؤسس خيام الشقاء والبؤس بدون وجه حق كأنه أستأصل عينه ليصبح أعور عن هموم المواطنين من خلال سلوك التعالي والتكبر والتحدث بإستخفاف، مما تضائلت معرفته بقضايا الجمهور وتحولت العلاقة من خلال الفاكس أو أي وسيلة جديدة وعلى الأغلب عبر طلة من نافذة طائرة تحلق في أجواء الدنيا أضعاف ما تتواجد على الأرض ليصبح راكبها لا تحتمل ساقيه أن تلمس الأرض وتتحول حواريه إلى جنحان لتحمله إن لامسة جذمته الأرض ، نحن بحاجة إلى نخب تعرف الناس والقانون وتتعامل معهما بروح الأخلاق وتحترمهما ويكون همها تخفيف أنين المهمشين لا تكديس الثروات بعد مغادرة المنصب .
لا نريد أن نلوي أعناق الوقائع ، لكن هناك طاعنون في المعرفة وجاهزون لمضاعفة ساعات العمل من خلال إشتباك حقيقي يؤدي إلى تقليص المسافة بين الحلم والواقع بشتى الوسائل ، ولا بد من الإبتعاد عن كل فرد يسبح بحمد هواه لأن الخلاصة الأخلاقية إختصرة بالقول ، الغير مؤتمن على أبيه وكل أسلافه ، فكيف له أن يكون أميناً على أبنائه أو تراب بلاده .
والسلام
كاتب عربي
عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
- عصيّ على الخداع
- لا قوة كقوة الضمير
- ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
- ما حدا أحسن من حدا
- تساوا في الجنون
- اوباما وخطابه المتكسر
- نكبتنا ولبكتهم
- المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
- التحرر الفطري


المزيد.....




- استفزه فضربه الآخر بكرسي.. مرشح لمنصب عمدة بالبرازيل يهاجم م ...
- كاميرا ترصد لحظة القبض على المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب ...
- ترامب يعلن أنه سيتفاهم مع روسيا والصين إن فاز بالانتخابات
- جزر الكناري تستقبل 500 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة خلال ...
- إثيوبيا تصل قريبا للبحر الأحمر.. توتر جديد بالقرن الأفريقي؟ ...
- الصومال يوقع قانونا يلغي الاتفاقية بين إثيوبيا وجمهورية أرض ...
- هل باتت الحرب بين إثيوبيا ومصر وشيكة؟
- نصف سكان الأرض لا يتناولون ما يكفي من 7 عناصر غذائية هامة.. ...
- الجيش الإسرائيلي يعتقل 3 فلسطينيات بينهن زوجة القيادي الأسير ...
- الدفاع الروسية تنشر فيديو لتطهير قرية حدودية من قوات كييف


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده