أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود خليفة جودة - ليست ثورة














المزيد.....

ليست ثورة


محمود خليفة جودة
كاتب وباحث

(Mahmoud El Siely)


الحوار المتمدن-العدد: 3507 - 2011 / 10 / 5 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعونا نتفق فى البداية ان ما شهدته وتشهده عدد من الدول العربية وهى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين من أحداث تعد نقطة فارقة فى تاريخنا كعرب قد أعادت للانسان العربى كرامته وإطاحت بنظم من أكثر النظم الاستبدادية والقهرية فى العالم , لقد جاءت الأحداث لتغير للعالم أجمع الصورة النمطية للمواطن العربى , لقد استطاعت أحداث الغضب العربى – الثورات العربية – اسقاط رأس النظام فى كل من مصر وتونس وليبيا والباقية تأتى , استطاعت أن تمهد الطريق أمام الحرية والديمقراطية , كسرت حاجز الخوف لدى المواطن العربى ,ولكن هناك حقيقة نغفلها جميعا وهى أن ما يشهده العالم العربى الآن ما هو إلا أحداث غضب جاءت نتاج انفجار من الداخل بسبب الأوضاع الاقتصادية من فقر وبطالة وتدنى لمستوى المعيشة وفساد وسيطرة ونهب لمقدرات الوطن وثرواته , وبسبب الكبت للحريات السياسية والقمع والتلاعب بإرادة الشعوب من خلال تزوير الانتخابات, وفى ظل ذلك ما كان أمام هذه الشعوب إلا ان تنتفض ضد حكمها فاستطاعت الأطاحة برأس النظام , ولكنها لم تصل بعد لمرحلة الثورة, فالثورة تغيير جذرى فى كافة مناحى الحياة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا , فالمتأمل للواقع فى البلدان العربية التى شهدت أعمال الغضب على حكامها سيجد أن أركان النظم السابقة ما تزال باقية وثقافة النظام السابق مازالت مترسخة فى المجتمع , فنحن لم نلاحظ تغيير جوهرى وحقيقى على الأرض, بل تم اختطاف مقاليد الأمور من قبل أفراد غير الذين قاموا بالثورة , وبدأ الجميع يبحث عن مصالحه الخاصة وبدأت المصلحة الشخصية والحزبية ترتقى وتصعد إلى سلم الاهتمامات بدل من مصلحة الوطن, وأصبحت الأوضاع الداخلية بمثابة الخنجر المسموم الموجه لجسد الاصلاح السياسى والاقتصادى , فشيوع المظاهرات والاضرابات الفئوية وانتشار أعمال البلطجة والعنف وغياب دور المؤسسة الأمنية وتراجع عجلة النمو وعدم تسليم الحكم لسلطة منتخبة فى أسرع وقت وغيرها من العوامل الداخلية, التى قد تعيق إحداث عملية الدمقرطة والتنمية والتقدم الاقتصادى , فلا أحد يضمن ما سيحدث بعد الانتخابات التى قد تشهدها النظم التى حدث بها التغيير فقد تأتى بنظم سلطوية أخرى , وقد يحدث انقلاب بين القوى ويكون هناك تشكك فى الانتخابات ونزاهتها مما قد يدخل البلاد فى نفق مظلم , والأهم من كل ذلك فاننا ان استطعنا ان نغير نظام الحكم فقد عجزنا عن تغيير أنفسنا , فكل منا كان عليه أن يتغير ينتقل من مرحلة اليأس إلى الأمل من مرحلة السكون والكسل إلى مرحلة النشاط والانتاج , علينا تحمل المسئولية والعمل على تغيير أوضاع أوطننا بأيدينا , فالتاريخ يسجل لنا تجارب شهدت ثورات ولكن عندما عجزت عن تحقيق أهدافها وإحداث التغيير الذى يشعر به المواطنين , تم العودة إلى مرحلة ما قبل الثورة وان كانت فى ثوب جديد , فنجد الثورة البرتقالية التى شهدتها أوكرانيا فى نهاية العام 2004م , ما لبثت أن فشلت وصعد الشيوعيين إلى الحكم مرة أخرى بقيادة يانوكوفيتش بعدما هزم يوليا تيموشينكو ونصب رئيسا لأوكرانيا فى فبراير 2010م , خلاصة القول الطريق أمامنا طويل وشاق فالشعب استطاع انجاز مهمة كبرى وتخلص من رأس نظام مستبد ولكن بقت هناك مهمة أعظم وأكبر وهى البناء , فلا يمكننا التقليل من شأن ما تشهده البلدان العربية أو قول ما ينتقص من حقها, ولكننا لم نصل لمرحلة الحديث عن ثورات عربية ......



#محمود_خليفة_جودة (هاشتاغ)       Mahmoud_El_Siely#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤسسة العسكرية وقصة وطن
- مصر والهوى الثورى
- المجتمع المدنى والتحول الديمقراطى فى الوطن العربى : مرحلة جد ...
- مسارات التنافس الامريكى – الصينى


المزيد.....




- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يحمل الحكومة مسؤولية أزمة قطاع الص ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يهدد بتشديد العقوبات على الدول التي تشت ...
- ما حقيقة تعرض مصر ثالث أيام عيد الفطر لـ-أعنف- عاصفة ترابية ...
- محكمة فرنسية تعتزم البت في طعن لوبان في صيف 2026
- الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
- واشنطن مستعدة لدراسة توسيع عدد المشاركين في البعثات النووية ...
- توقع -العرافة العمياء- لعام 2025 يتحقق والباقي عن مستقبل قات ...
- رويترز: ترامب يعتزم تخفيف قواعد تصدير الأسلحة الأمريكية
- السوداني والشرع يبحثان العلاقات الثنائية
- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأميركية ترومان


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود خليفة جودة - ليست ثورة