برعاية غليون والشقفة ستتحول سوريا من دولة رعوية الى دولة مدنية !!

خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

برعاية غليون والشقفة
سوريا ستتحول من دولة
رعوية بدائية الى دولة
مدنية.....

في عاصمة الامبراطورية العثمانية اسطنبول تم يوم امس الاحد تشكيل المجلس الوطني السوري الذي سياخذ على عاتقه مهمة الاطاحة بنظام بشار الاسد الاستبدادي الدموي . ويضم المجلس وفق تصريحات ادلى بها الاكاديمي برهان غليون لوسائل الاعلام كافة الاطياف السياسية من ليبراليين واخوان مسلمين ولجان تنسيق واكراد واشوريين . وبمناسبة تحقيق هذه النقلة النوعية في ثورة انطلقت من المساجد ويدعمها اعلاميا وماديا قادة ثوريون امثال الشيخ حمد بن خليفة وخادم الحرمين الشريفين والشيوخ الافاضل اوباما وساركوزي وكاميرون اعلن غليون في مؤتمره الصحفي ان المجلس يشكل العنوان الرئيسي للثورة السورية ويمثلها في الداخل والخارج ويوفر الدعم اللازم لتحقيق تطلعات الشعب السوري باسقاط النظام القائم بكل اركانه واقامة دولة مدنية دون تمييز على اساس القومية او الجنس او المعتقد الديني او السياسي واضاف ان المجلس منفتح على جميع السوريين الملتزمين بمبادىء الثورة السلمية واهدافها . وردا على سئوال حول الاعتراف الدولي بالمجلس الغليوني الاخوانجي قال غليون الاعتراف الدولي سيكون سهلا حيث تنتظر دول عربية واجنية اطارا للمعارضة يتحدث باسمها حتى تؤيده كبديل للنظام الذي فقد ثقة العالم . مضيفا بان المجلس سيطالب المنظمات والهيئات الدولية بتحمل مسئولياتها تجاه الشعب السوري والعمل على حمايته من الحرب المعلنة عليه ووقف الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي يرتكبها النظام اللاشرعي القائم عبر كل الوسائل المشروعة ومنها تفعيل المواد القانونية في القانون الدولي. وتعليقا على بيان المجلس الوطنى اكد الزعيم الاخواني صدر الدين البيانوني وبعيدا عن اية تقية انه والرب الجالس على عرشه في السماء السابع شاهد على كلامه انه مع بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة أي الدولة التي تبقي الاسس العامة للدولة الحديثة وفق ارقى ما توصل اليه الفكر الانساني والجدلية الديمقراطية ستكون مقبولة لنا او علينا. وهنا نسال :عن أي فكر حديث وعن اية ديمقراطية يتحدث البيانوني : هل هو الفكر الذي جاء به عصر التنوير الاوروبي ام هو المادية الجدلية والتاريخية التي بشر بها انجلز وماركس ام هو الحل الاسلامي الذي تتبناه جماعات الاخوان المسلمين في السودان والصومال وامارة حماستان في قطاع غزة وامارة طالبان في افغانستان وحيث لم نلمس في تطبيق الحل الاسلامي اية مؤشرات على الارض لها صلة بالفكر الانساني الحديث بل نلمس ممارسات تعكس فكرا متخلفا وبدائيا اثبت نجاعته وصلاحيته في ظل الانظمة الرعوية البدوية و في ظل انظمة استبدادية تعتبر الشعب مجرد رعية والحاكم خليفة الله على الارض وعلى الرعية طاعة اولي الامر ! اذا كان البيانوني والمراقب العام للاخوان المسلمين محمد رياض الشقفة مع تطبيق ارقى الفكر الانساني في الدولة المدنية التي يبشر بها حليفهم ورئيس المجلس الوطني برهان غليون فلماذا لايبادر الى دعوة الى مؤتمر عام للاخوان المسلمين لاعادة النظر في طروحات وتوجهات الجماعة الدينية ولتعديل النظام الداخلى للجماعة وبرنامجهم الدعوي السياسي لكي تتمشى مع متطلبات الدولة المدنية وارقى الافكار الحديثة . فهل يمكن ان نصدق الاخوان انهم فعلا وقولا مع قيام دولة مدنية وهم يؤكدون قوامة الرجل على المراة ويرفضون مساواتها في الحقوق والواجبات او هم يرفضون ان تتبوأ المرأه منصب المراقب العام للجماعة او تكون رئيسا للمجلس الوطني الذي يحتله برهان غليون ؟؟ وكيف نصدق البيانوني انه ضد التمييز بين المواطنين على اساس المذهب والطائفة وهو يتزعم تنظيما دينيا لا يسمح نظامه الداخلى لاي مواطن سوري الانضمام الية الا اذا كا ن مسلما سنيا وبعد اداء القسم على طاعة المراقب العام طاعة عمياء ؟ وهل ينسجم قطع يد السارق ورجم الزاني والزانية وجلد الامراة غير المحتشمة في الشوارع وعدم السماح للمراة بالانتقال من مدينة لاخرى بدون محرم التي ينطوي عليها حلهم الاسلامي مع الفكر الانساني الحديث ومع اشاعة الديمقراطية ومع نشر التعددية ؟ وهل نصدق البيانوني انه مع الدولة المدنية بينما يعارض الاخوان المسلمون علمانية الدولة والذي هو من اهم شروط قيام مثل هذه الدولة وتطوير ادائها على نحو لا يميز بين المواطنين على اساس العرق والمذهب والدين وتعبير ادق على نحو لا يفرق بين المسلمين الاعلون وبين اتباع المذاهب الاخرى مثل الذميين من النصارى واليهود الذي يلزمهم الحل الاسلامي دفع الجزية وهم صاغرون ؟ وكيف نصدق ان الشقفة والبيانوني مع الثورة السلمية بينما جماعاتهم المسلحة في سوريا تتصرف على الارض بعكس ذلك وحيث نراهم كل يوم يزرعون العبوات الناسفة من اجل تفجير انابيب نقل النفط وقطارات نقل الركاب كما تخوض جماعاتهم المسلحة حرب عصابات ضد الجيش السوري وحيث اسفر استنزافهم لهذا الجيش اسفرت حتى كتابة هذه السطور عن مقتل 750جندي وضابط سوري , اما كان اولى بالاخوان المسلمين ان يستخدموا الاسلحة التي يتم تهريبها الى جماعاتهم المسلحة في سوريا من الدول المجاورة لسوريا من اجل خوض حرب عصابات ضد الجيش الاسرائلي الذي يحتل الجولان منذ 44 عاما وضد الجيش التركي الذي يحتل لواء الاسكندرون بدلا من استخدامه ضد ابناء جلدتهم من الجيش السوري الذي استطاع في حرب تشرين سنة 1973 ان يطرد جيش الاحتلال الاسرائيلي من معظم مساحة مرتفعات الجولان و لم تتمكن قوات الاحتلال بدورها اعادة سيطرتها على المرتفعات ودحر القوات السورية الا بعد ان اتخذ الرجل المؤمن وحليف الاخوان المسلمين انذاك الرئيس المصري انور السادات قرارا بوقف اطلاق النار على جبهة قناة السويس تمشيا مع توصيات وزير الخارجية الاميركي كيسنجر وبعد ان تهيأت للجيش لاسرائيلي الظروف لاستعادة زمام المبادأة والزج بكل ثقله العسكري على جبهة الجولان!!
يؤكد برهان غليون الرئيس الحالي للمجلس الوطنى في بيانه ان المجلس يضم كافة اطياف المعارضة السورية وهنا اتساءل: كيف لهذا المجلس ان يطيح بالنظام وهو لا يضم ممثلين عن التيارات والاحزاب القومية والاشتراكية والشيوعية وعن النقابات المهنية والعمالية السورية كما لا يضم ضباطا احرار او لنقل ضباطا شقوا عصا الطاعة على بشار . فهل تم استبعادهم لانهم يرفضون النضال ضمن اطار مجلس يتبني فكرا ليبراليا المتوحش اثبت فشلة في تحقيق العدالة الاجتماعية كما ادى تطبيقه في اكثر الدول الراسمالية الى حدوث كساد اقتصادى فيها اضافة الى افلاس دول مثل اليونان والبرتغال اكثر وحيث لا ترى هذه الاطياف السياسية المعارضة حلا للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الطبقة الكادحة السورية الا بالتطبيق الاشتراكي والابتعاد عن مناهج اللبرلة التي يبشر بها صندوق النقد والبنك الدوليين وحيث تمخضت وصفاته الاصلاحية مثل خصخصة القطاع العام والانفتاح الاقتصادي ونظام السوق واليد الخفية للسوق الى زيادة مديونية الدول الصغيرة التي طبقت وصفاته والى اتساع رقعة الفقر فيها والى خلق جيش جرار من العاطلين عن العمل ناهيك عن مبادلة ديونها للجهات الراسمالية الدائنة باصولها الانتاجية ؟ ام تم استبعادهم لانهم يسعون لتغيير النظام تدريجيا اعتمادا على الطاقات الكفاحية للشعب السوري فيما لا يخفي رئيس المحلس الوطني غليون حماسه للتدخل الدولي بل يؤكد عليه دعما لثورته السلمية وتوفيرا للحماية الدولية للشعب السوري من الحرب الاسدية المعلنة عليه ولوقف الجرائم التي يرتكبها النظام اللاشرعي . وحتى لو سمح برهان غليون لهذه الاطياف اليسارية والقومية الانضمام الى مجلس وطني جرى التشاور على تشكيلته بين برهان غليون وبين وزير الخارجية الفرنسي فهل يضمن بعد ذلك ان لا يفرط هذا المجلس وان لا ينفجر من الداخل بسبب الخلافات التي ستنشأ عندما يبدا اعضاء المجلس في صياغة البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي سيتبناه مجلسهم الوطني

#خليل_خوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات