أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - الوشم جنون وفنون














المزيد.....

الوشم جنون وفنون


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 15:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



تحرص معظم النساء على ارتداء تصاميم الازياء ذات المعاطف من جلد الحيوان وفرو الذئب وأقمشة جلد الحمار الوحشي وهي اضافة الى تميزها ربما تمنحها الشعور بالقوة والأمان ، لكن هذه الأفكار والمشاعر المستوحاة من عالم الحيوانات انتقلت بسرعة الى جلد الانسان فانتشرت أحدث تقليعات الوشم التي تتعلق بالحيوانات فمنهم من يفضولنها تعبر عن القوة أو الايحاءات الجنسيه كالعقرب والثعبان والفراشه والذئب والاسد والنمر بل وايضا وشم الشيطان الذي أضحى أحدث تقليعه وظاهره انتشرت مؤخرا على أجساد الشباب الجزائريين !
وأصبح هذا الوشم وكأنه يعكس ثقافة المجتمع إضافه الى جنونه وفنونه ففي بريطانيا انتهى عهد الوشم التقليدي وبدأت تنتشر ظاهرة غريبه في تزيين الجسد بثقب الجلد رغم تحذيرات وزارة الصحة والاطباء ! في عمليه أقرب الى التشويه من التجميل .ومن ثقب الجسد الى الحفر عليه ايضا ثم وشم اللسان بل وحدقة العين حتى اصبحت الدول والشعوب في تنافس على ابراز الوشم بطريقة مبتكره تعبر عن ابداعها أو حتى معاناتها فقد أشارت الابحاث الى أن 56% من الشباب الموشومين عاطلين عن العمل وظروفهم الاجتماعيه غير مستقره ، وبالرغم من أن للوشم تاريخ أقدم مما نتخيل بكثير حيث تعود هذه الظاهره الى آلاف السنين حين عثر عام 1991م في جبال الالب على جثة صياد من العصر الحجري وقد وجدت على ظهره خطوطا ورسومات الوشم وهو يعتبر أقدم شاهد على هذه الظاهره !
فإنه ممن المؤكد أنه قد مر على كل العصور والحضارات إذ عرفه المصريون أيضا في أغراض التجميل واعتبروه نوع من افتداء النفس للآلهه ، وفي غينيا يستخدم الوشم كدليل على انتقال الصبيه الى مرحلة الرجولة كما انبهرت الطبقات الاستقراطيه وجعلته حكرا على الاثرياء والنبلاء والفرسان لكنه ينتشر بين الشعوب البدائيه .
اما الرومان فقد استخدموه ختما لإثبات ملكيتهم للعبيد والدواب واستخدم في العصور الوسطى مع الكي تحقيرا للمجرمين .
إلا أنه وبعد أن كان حتى وقت قريب تقليدا للمصارعين والملاكمين ظنا أنه يبث الرعب في قلوب الخصوم أصبح موضة للفت الانتباه لا أكثر أو طريقة لتخليد ذكرى معينه .
وصولا الى العصر الحالي ليصبح لدينا مهرجانا دوليا سنويا للوشم يفد اليه الفنانون من مختلف أنحاء العالم ويتنافسون في إظهار آخر مبتكراتهم الابداعيه في هذا المجال !
ربما بفضل مروجو الوشم الذين سعوا الى تغيير إسمه الى (التاتو) ليتخلصوا مما لصق به من سمعه سيئه !
أضحت ولاية كالفورنيا الامريكيه عاصمة الوشم في العالم .
ولأن لا شىء باقي على حاله فقد تمكن أبناء هذا الجيل من نقل الوشم نقله نوعيه من استخدامه كزينه أو شعار أو ختم الى الزواج به والطلاق أيضا ،لا ألومهم فلنا في لبنان صولات وجولات في اضفاء المزيد من الاناقة والجمال على الوشم فوق اكتاف نسائنا وزنود رجالنا بل وربما أصابع أطفالنا الصغار ،أما الشعراء فقد وجدوا في الوشم صورة شعريه تترجم مشاعر الانسان العصيه على المحو والاندثار.
لست أبالغ ، وديوان (وشم على جدار الروح) لصاحبه الشاعر عبد الرزاق درباس شاهد على ما فعل الوشم فينا ..



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العنكبوت
- لأنه لا يحبني!!
- كلنا مجرمون
- حسد أنثوي
- ومن قال أن الرجل + المرأة = مستحيل !!
- الشعر تاج على رؤوس الاشقياء
- شر البلية ما يضحك
- الكاتب ثائر لا يحمل السلاح
- العالم بإداره عاطفية
- فلسفة الرحيل
- متاحف القلوب المحطمة
- عالم بنكهة الجنون
- ماذا تريد النساء ؟؟
- مسرحية (قلة أدب)
- هل تقبل الزواج من وحده عندها (بلاك بيري) ؟!
- كل يوم عدس !!
- الأحلام أيضا تثور!
- الزوج يريد إسقاط المدام
- هل أنت رجل جذاب؟
- ثورة العاشقين


المزيد.....




- حاكم مصرف لبنان بالإنابة: نحن أمام مفترق طرق
- -تهديدات تثير القلق-... قضية مارين لوبان تفجر نقاشا سياسيا س ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في زيارة حاخامين قرية سورية دون تصريح ...
- نوفوستي: الولايات المتحدة تهدد باستخدام سلاحها الرئيسي وروسي ...
- حكم الاستئناف في قضية لوبن قد يصدر قبل الانتخابات الرئاسية
- قد يطرح في الصيدليات هذا العام.. القنب أساس دواء مسكن للآلام ...
- حظر ممارسة للجنس.. مدرب كرة ألماني يشارك أسرار غريبة عن حيات ...
- الدفاع الروسية تعلن استمرار تقدم قواتها وتكبيد العدو خسائر ف ...
- اكتشاف آثار فيضانات هائلة قديمة في غرب أوروبا
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - الوشم جنون وفنون