مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 12:26
المحور:
الادب والفن
غربة .. في الغربة
جميلة .. هي الحياة
والأجمل فيها .. تراب الوطن
يومنا .. عديم النكهة
عديم االتفاعل .. عقيم
ممنوع عليك اللقاء .. والصداقة
لذلك ,, هي المماة ..
حياة الغربة .. صفراء اللون
قاتمة الاأمل .. والطموح
رمادية الغيوم .. وجافة الخبز
إنها المماة !
إنه الإضمحلال , التدريجي .....
الغربة مقطوعة الجذور
طاقات تفور .. وتمور .. وتغور
ثم تجف ّ في الزوايا .. أو في الفضاء اللامتناهي
أو ,, في السطور
على الورق ننام .. وعلى الورق نصحو
لأننا لا نستجيب لمطالب أبواق النظام الفاشي الشمولي الكذّاب !!
إنها الدموع .. والاّهات
إنها العذابات
ما أصعب على الإنسان العيش في الخيال
يعيش في الذكرى وعلى الذكرى
والحاضر سراب
والمستقبل مقفول الأبواب
مجهول الطرقات
برغم الطموح .. وروح الشباب
برغم مخزون الخبرة .. والطاقات ..
ماضينا ذكرى
ووشم وخطوة... وحاضرنا سراب
برغم الوعي والشباب
ومستقبلنا مجهول .. موصد الأبواب
تعتمل الأحداث فينا
ويجّف فينا اللعاب
على اّلام شعبنا
وشوق وطننا .. والأحباب
والأهل والرفاق
غرباء نحن غرباء
لا جماهير لا اصدقاء ولا أغراب
غرباء غرباء !!........................ 1990 / بولونيا
* * ** ** * *
غربتي طالت ردهتها ....
دخلت سراديب الزمان الموحش
ومخططات , وأنفاق الوحوش المفترسة
حملتها فوق ظهري صخرة بركانية
قتلتني كل يوم
صلبتني كل صوم
أولد فيها كل يوم
كل ساعة أولد من قوتي
من جديد أولد ثائرة
متمردة .. رافضة
غاضبة .. فاضحة
من غربتي إلى الأمام سائرة .. وإلى العلى
بإرادتي
وبعقلي .. وصلابتي
وصمتي
وكما شنقتني سنين السجن
في العقود الماضية
كنت أولد مع كل شعاع صبح ونهار جديد
فلأن الوطن كان يسقيني من كأس حبه المنعش
أكسيراً .. وشراب ورد وتوت
وخمراً
لكي أستمر في عشق التراب والإنسان
وانتصرنا
ومشينا
حقول الياسمين وانتصرنا ومشينا
دروب العائدين
للبيت للأطفال .. للفقراء
ولكن , لم أدر أن طيوري المهاجرة
تنتظرني على الشرفات المزهرة
وفوق المنازل القرميدية القديمة
وفوق صخور الجرد الشوكية ..! ................. 1990
هولندا / 3 / 10 / 2011
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟