أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - انت طالق.. عبر الفيس بوك














المزيد.....

انت طالق.. عبر الفيس بوك


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 23:57
المحور: الادب والفن
    



إقبال وتؤدة وسير على الهوينى في طرقات تفضي إلى معرفة ومن ثم تراكم معارف، انه الربيع بين ظهرانينا نحسه في لوحة جمالية مكتملة الألوان والشخوص والهدف، كرنفال له طقوسه بين الطرقات وتحت أشعة الشمس المشتهاة التي تبعث على الدفء بعد برد طال، وطال معه بزوغ الفجر، وأثناء تنقلك بين محاضرة وأخرى، خارج كليتك، تصيبك صدمة من كل هذا الحشد الملون الذي يفترش الساحات من بشر وطبيعة، ولسان حالك يقول: أمجنون أنا حتى الاحق حضور محاضرة من اجل استكمال نصاب الحضور والغياب، ربما يكون هروب الطلاب من قاعات الدرس مباح حين يكون الحدث بداية لنهار ربيعي جديد بعد ألوان الشتاء المعتمة والثقيلة والتي تبعث على الكآبة، بعكس ألوان الربيع، التي تزداد وسامة ولمعانا وتبعث على الفرح والسرور.
حين تخلع عنك كل ما يثقل حركاتك وسكناتك تكون كيوم ميلادك، خفيفا شفافا أميرا تمتلك الحياة وما عليها، لا تسمع إلا أصوات الضحكات، ولا ترى إلا الخطوات المتحررة من قطرات المطر، والثياب الثقيلة المعتمة التي تحمل الوزن والهموم، لا تسمع إلا صوت قلبك، وخطوات الكعب العالي التي تدق الأرض كخيل محذية، بحسب تعبير المدرس الجامعي، حين قالها: ذات فصل دراسي ربما غيظا على زمن ولى منه، إذنك تستعيد إليها صوت زقزقة العصافير التي طال غيابها، والعصافير لا تمل ابتسامات الطلاب وحتى خروجهم من مسؤولياتهم الجامعية.
الربيع ارتبط معي بمراحل الدراسة الجامعية وفي ذكرياته مكامن الفرح والسرور، قصص جميله بدأت وانتهت سعيدة. وقصص أخرى انتهت دموعا على صخرة الواقع ومرارته وضيق الجيب وشح الوظيفة.
ولكنني لا استطيع التخيل الآن ، حال صبية وقد تلونت بالربيع وبدأت قصتها بالمأذون، وبعد جولات من التجهيز لبيت الزوجية وما تخلل هذا من ذكريات ، ما بين دلع ودلال وحتى خصام، يكون حالها رسالة قصيرة عبر الفيس بوك لا تراها وحدها بل يراها معها المئات ممن يعنيه الآمر وممن لا يعنيه، رسالة يخلي فيها، من كان حبيبا وزوجا طرفه من مسؤوليات الزواج، وارتباطه بها، هل تستطيع تلك الصبية أن تخبر المئات، وعبر الفيس بوك ممن يعنيه الأمر وممن لا يعنيه، أنها بكت وجعا وألما، وهل تستطيع أن تعاتب من كان لها أملا وزوجا بأنه أصبح خارج حساباتها مثلما أصبح خارج قلبها ودقاته، هل تستطيع أن تخبر المئات أنها أعادت صلاة العصر حاضرا مرات عدة لأنه سهي عليها عدد الركعات التي صلتها، في كل مرة نوت فيها الصلاة بعد أن قرأت رسالته، وإذا كنا قد هللنا للفيس بوك عندما كان الوسيلة التي أخرجت الرؤساء الذين ارتبطوا بكرسي الحكم أكثر من ارتباطهم بشعوبهم، كوسيلة مضيئة تحققت من خلالها مهام عظيمة في وسط هذا الظلام الدامس ،فأن الحيوات الخاصة لا تناقش عبر هذه الوسائل، والشباب الذين حملوا لواء الحرية والكرامة، يجب أن يتحملوا كذلك مسؤولية حياتهم. ربما يأتي دور الاهل الآن بعد أن أصبح من العسير الصلح، وبعد أن أصبحت حياة ابنتهم وأحلامها في مهب الريح وعبر رسالة على الفيس، في إيجاد الحلول المناسبة لصالح تلك الابنة المكلومة، وغيرها الكثير ممن يتعرضن لهذا الجحيم من سوء الحظ والفرص غير المناسبة. تتحمل الأسرة سوء النصيب، وتتحمل مسؤولية سلطاتها التي تعطلت عن الكلام لصالح الأبناء، عندما اخذ الأهل يبحثون عن عريس دون الأخذ بالأسباب، فماذا يكون حالهم بعد أن تنال ابنتهم لقب الآنسة المطلقة، ليكون هذا سبب مباشر لتنال بعد ذلك لقب عانس بجدارة. أخيرا يعنينا أن نتساءل ما الذي جعل البيوت الساكنة الهادئة يغلب عليها الفوضى الوجدانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ربما يكون الجواب في غياب التضحية والحب والاحترام وتنشئة جيل قادر على تحمل مسؤولياته.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين تنادي فجرها
- كم شكتنا تلك الابرة


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - انت طالق.. عبر الفيس بوك