|
التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 23:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب كتب مروان صباح / بات واضحاً للملاء بأن المحور السياسي الذي يتكون من ثلاثة رؤوس يمثله الرئيس بشار ومستشارته السياسية بثينة شعبان ووزير خارجيته وليد المعلم قد أفتضح بعد أن ذابت الأقنعة الشمعية التى ساحت بنار المتظاهرين والتى بدورها خلعت عنهم أهم قناع كانوا يمتازون به خلال العشر سنوات الماضية وتمثلت بردود فعل هادئة مصحوبة بإبتسامات شبه مرسومة ضمن إمكانيات تلبي إحتياجات نظام قد تورط في مواقع عديدة جعلته يصاب بشبه قطيعة دولية والتى أتاح لهذا المحور أن يتقدم خطوات وإن يظهر إبداعاته السياسية بفتح قنوات إتصال حررته من الحصار ، فإستطاع أن يضيف إلى جعبته عنوان مهم هو التلون الحربائي التى حاول إستخدامه في أزمته الأخيرة بشكل قوى مستمداً من شبكة معقدة تمتد في أعماق المجتمع لتشمل مجرمين يمتلكون كامل الحرية بالتحرك تحت أسم البلطجية ذوي البصاطير البيض ، مما أستنفز ما لديهم من إحتياطي ولكنهم سرعان ما تعرى أمرهم أمام سيل دماء ممن تظاهروا بصدورهم البيضاء مطالبين بكل تواضع حرية تعبير مع رغيف خبز نظيف إلى مشاركة وطنية تؤدي في تشكيل مستقبلهم . ما زالت سياسة النظام السوري كلاسيكية تفتقر إلى تطلعات الشعب ووعيه الذي بات يتحلى به ، بحيث يرسل مواقفه عبر تلفاز لا يستطيع صياغة سؤال وجميع إجاباته تذوب ولا تصمد أمام ظفر طفل وعين كاميرته عوراء ضاربة بعرض الحائط تلك الوعود التى قطعها على نفسه بانه مستعداً للتعامل معها وتحقيقها ضمن الإصلاح التى يرغب بالإنتقال له ، لتكتشف أن ما أراده هو كسب الوقت لكي يحافظ على إستمرار مخاطبة الغرب بعين الشفقة ويمارس أبشع البطش بحق أبناء الوطن ، مما تجعله لا يرى أبعد من أنفه ولا يسمع إلا نفسه معتقداً أنه يحقق تقدم دبلوماسي يستطيع إقناع المجتمع الدولي بأن من في جغرافية حدود الوطن سيتم السيطرة عليه مهما كلف الأمر من قتل وبأسرع ما يمكن . يستدعي منا أن نوضح بأنه كان بالإمكان ذلك قبل ان يحول النظام أعمدت الكهرباء إلى مشانق بحيث كانت الفرصة على تحقيق المطالب حاضرة لأنها كانت لا تتخطى سقف جمهوريتهم الناقصة بالجولان وببعض الإصلاحات الحقيقية التى كانت ستجعل المواطنين أن يقبلوا ما يأتي من جديد بكل محبة وتعاون ، لكن من كان يعيش في شقاء مزمن تضاعف هذا الشقاء ليتحول إلى حرقة قلب على أطفالهم وأولادهم وقد إندرجت على أخطاء ربما تنطوي على نتائج خطيرة للغاية أبرزها مضاعفة الخسائر البشرية والمادية معاً ، مما دعاهم لهذا الإنفلات الذي تعامل معه النظام على مستوى ردود الفعل إلى القطيعة التامة لانعكاس سلوكاً جاهلاً أعمى البصر والبصيرة . هذا التلكؤ في التجاوب لرغبات الشعب والمبنية على المراوغة والإعتقاد أن الفهلوة التى يتمتع بها هذا المحور قد تأتي أكلها بالرهان على إنقسامات داخلية طائفية وعالمية بحيث يستطيع من خلالها اللجوء إلى البدائل الاخرى والخروج الهادىء من أجواء مشتعلة ، تدلل على قصر النظر وقد لا يجد له في النهاية مكاناً إلا الإنتحار على الطريقة القذافية . إنها دلالة قاطعة على تلاشي قدرات هذا المحور بمواصلة الإختباء وراء إبتسامات مصطنعة بمادة صفراء بل أصبحت تُدخل صاحبها بحالة الترقب والهلع مما يُحضر له خالعه لهدم جميع الجدران الذائفة ، كما أنهم حريصون كل الحرص على كسر الزجاج البلوري للكتمان والسرية التى تحيط بهذا المحور ، لأن الشعب بوعيه الكامن قد وصل إلى مرحلة يتصيد أفعالهم ويحسب خطواتهم وسكناتهم قبل كلماتهم ويقدم دون تأخير أعظم ما يملك روحه وأرواح من يحب رخيصةً للحرية ، وانه قرر دون رجعة أن يرسم مستقبل خالي من الإنتهاكات لا يعرف إلا الكرامة والعزة بحيث يؤكد الشعب من جديد كما أكده التاريخ انه هو الأقوى على الدوام وأنه القوة العاتية التى لا تقاوم وأنه يختزن طاقات وقدرات تستدعي في الوقت المناسب والمكان المناسب . جميع المحاولات التى قدمها أركان النظام من حلول أمنية للحفاظ على حكمهم وحاكمهم في تذويب طاقات الشعب المتواترة بإت بالفشل الذريع بل جاءت ولله الحمد بالعكسية التامة لتصقل وتتعاظم وتنهض إلى مستوى التحديات التى تعرض لها الشعب الثائر على طاغيته في وجوده وحريته وكرامته . لم يعد بالإمكان الذهاب أكثر من ذلك فقد إستخدم هذا المحور لكل ما يملك من إحتياطي قد إدخره من إمكانية تغيير جلده ، لتنقلب المشانق التى علق عليها المحتجين إلى نورٍ في ظلامه القاتم بقطع من الليل والتى راهن عليها ليسرق حلماً بات على أبواب الواقع ، مما يجعله راسخ الإعتقاد أن عملياته هذه تشكل له طوق نجاة يعمل من خلالها على إنقاذ نظامه عبر تأجيج الفتن بين فئات المجتمع الذي جعله يتلاعب بأخر ورقة بحوزته مقنعاً الأقليات التى تعتقد واهمة أنها جريحة ومهددة للقضم بأنها لا مفر لها إلا أن تتحول إلى دروع بشرية كي يحموا بعضهم البعض من الإنقراض أو الثأر ، لكن من يتوقع بأن الطوفان يأتي بعد رحيله فهو واهم لأنه سيبدأ به ويقتلعه من جذوره إلى غير رجعة . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب أسمع من في القبور
-
هويات متناحرة
-
لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
-
حنيناً إلى الحرية
-
ذوي القربى أشد جوعاً
-
أقذام إحتلوا حياتنا
-
الديمقراطية الناقصة
-
التلفح في الماضي
-
أنت في عداد الهالكين
-
موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
-
عصيّ على الخداع
-
لا قوة كقوة الضمير
-
ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ
-
ما حدا أحسن من حدا
-
تساوا في الجنون
-
اوباما وخطابه المتكسر
-
نكبتنا ولبكتهم
-
المصالحة رغم أنف بيبي نتنياهو
-
التحرر الفطري
-
لك الويل إذا نهض المستضعفون وصمّموا
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|