|
مجلس النواب والمثل الشعبي (نذر اعياده لاولاده )
محمود العكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 22:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قيل قديما ان رجلا قرويا من جنوب العراق يسمى (عياده) لديه اولاد عده متزوجين يعيشون جميعهم في بيت واحد، كانت عائلته كبيرة العدد.. وذات مرة مرض عياده فنذر لوجه الله ذبح خروف ان شفي من مرضه .. فاستجاب له الله في الشفاء واوفى عياده بنذره في ذبح الخروف ، وكان المتعارف عليه في القرية ان صاحب النذر يدعو جيرانه ومعارفه لوليمة النذر الا ان عياده المعروف ببخله خالف تقاليد القرية ولم يدع احدا للوليمة وابقى النذر لاولاده فقط ياكلون لحم الخروف لايام متتاليه ويقراون الفاتحة لوجه الله وبعد ان عرف اهل القرية مافعله عياده من عمل مشين واناني قالوا بحقه ذلك المثل الشائع الذي لازال مشهورا ليومنا هذا (نذر عياده لاولاده ) . وهذا المثل الشعبي ينطبق اليوم تماما على مجلس النواب العراقي الذي شرع بعض القوانين لصالحهه في مرات عديدة كان اخرها ابقاء رواتب اعضائه (عشرة ملايين ) دون ان يمسها بالتخفيض..! لقد قيل ان مجلس النواب يمثل الشعب كما جاء بالدستور لكن الشعب يجده بعيدا عنه كما يراه بالواقع ! فالشعب جائع محروم واعضاء مجلس النواب متخمون بالخيرات ..! والشعب يتأوه من حر الصيف اللاهب لانعدام وجود الكهرباء ، واعضاء مجلس النواب يعيشون في بيوت مبرده لاتنقطع عنها الكهرباء بفضل مالديهم من اموال توفر لهم الكهرباء باي صيغة كانت ، وابناء الشعب يشكون البطاله القاتله محرومون من المال بينما اعضاء مجلس النواب يستلمون الرواتب الخياليه بالملايين.وخلاصة القول ان الشعب يعيش بوادي الحرمان بينما يعيش مجلس النواب بوادي الخير والنعيم والرفاهية . اذن فهناك فروق كثيرة وكبيرة بين اعضاء مجلس النواب وبين منتخبيهم من ابناء الشعب .. وبناءا على تلك الفروق المتباعدة جدا فلايحق لنا بعد الان القول بان مجلس النواب يمثل الشعب لان في هذا القول تجنيا على الحقيقة ..! وبرغم كل ذلك ظل ابناء الشعب ياملون خيرا من مجلس النواب عندما اعلن قبل سنه تقريبا النية لاصدار تشريع عادل لتخفيض رواتب الرئاسات الثلاث والرواتب الخاصة الاخرى . ولكن بعد طول انتظار تمخض الجبل وولد فئرا..!ففي جلسة مجلس النواب بيوم 16 اب 2011اعلن المجلس عن تخفيضه للرواتب الرئاسية بتشريع خيب طموح وامال ابناء الشعب العراقي .. اذ صادق على تخفيض الرواتب بنسبة 20% تقريبا بقيت الرواتب تعد بعشرات الملايين وهذا مالا يرضاه الناخبون . والانكى من ذلك ان مجلس النواب لم يقلل رواتب اعضائه واحتفضوا برواتبهم السابقة (عشرة ملايين)نقدا وعدا عدا (الحباشات ) التي تزيد في طعم حلاوة الراتب في شهر رمضان المبارك ..! فمرحى لمجلس النواب على هذا التشريع العادل الذي مس رواتب الاخرين بلطف وهدوء وامتنع عن المساس برواتبهم نهائيا ولهذا انطبق عليهم بحق المثل الشعبي (نذر عياده لاولاده) ولو رجعنا لقوانين ومؤسسات دول العالم المتقدمة لوجدنا ان عمل النائب في مجلس النواب يعتبر تكليفا وطنيا وان راتبه يبقى على دائرته السابقة المنتسب لها قبل فوزه بالانتخابات وكذلك راتبه التقاعدي يحتسب على وظيفته الاصليه الا اننا في العراق الجديد اختلفنا عن دول العالم .. فنوابنا الكرام ارتضوا لانفسهم تشريع قانون خاص يحدد رواتبهم بعشرة ملايين ويحتسب تقاعدهم بالملايين ايضا وفق تشريع اخر مماثل ..!! وهناك من النواب من صرح متفاخرا بهذا الانجاز التشريعي لتخفيض الرواتب ..كما ان هناك تصريحا خاصا لرئيس مجلس النواب نشر في صحيفة الصباح بعددها (2322)وبتاريخ 17/8/2011جاء فيه نصا (ان القرار الذي اصدره مجلس النواب بتخفيض رواتب الرئاسات الثلاثه جاء ليعبر عن مصداقية المجلس كونه محط ثقة الناخبين في تحقيق التوازن الوظيفي والعدالة الاجتماعية ..!) وهنا يتسائل الناخبون ..اي عدالة اجتماعية حققها مجلس النواب لناخبيه ولابناء الشعب عموما وهم يرون الفوارق الطبقية في الحياة العامه التي زادت واتسعت في العراق الجديد ، ويلمسون الفرق الشاسع بين المسؤولين والموظفين الاخرين في الرواتب .. فمنهم من يستلم الملايين من اصحاب الجاه والحظ السعيد ومنهم من يستلم الدنانير البخسة ( وهم الاكثرية )من المواطنين ذي الحظ التعيس ..! كما يبقى عتب الناخبين على اعضاء مجلس النواب من التحالف الكردستاني والقائمة العراقية لرفضهم تخفيض رواتب الرئاسات الثلاثة بنسبة 50% حسب اقتراح كتلة التحالف الوطني وكما اتضح ذلك في تصريحاتهم في وسائل الاعلام ، علما ان لهاتين الكتلتين مواقف وطنية مشهودة في مناقشة بعض التشريعات قبل المصادقة عليها وهذا مالمسناه سابقا .. اما اليوم فلاندري لماذا اتخذوا ذلك الموقف في الابقاء على الرواتب العالية ..؟!بالرغم من ان جماهير الشعب طالبت البرلمان في مظاهرات ايام الجمعة بتقليص الرواتب العليا الى ادنى حد .. فكان من الممكن ان يكتفي الوزير والنائب والرؤساء الثلاثة بخمسة ملايين شهريا .. ففيها الخير الوافر ليعيش المسؤول برفاه تام ..! لذا نقترح ان يكون للشعب العراقي موقفا حازما ورافضا لتشريع مجلس النواب الخاص بتخفيض الرواتب الرئاسية وذلك بقيام المنظمات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني بشكوى لدى المحكمة الاتحادية لطلب الغاء هذا القانون الذي يضر بمصلحة العراق ويفرط في اموال الشعب ، معتمدين في شكواهم على حجة قانونية صحيحة (ان الشعب مصدر السلطات )ولابد له من حماية مصالحهه وامواله من غزو الاخرين ..! 18/اب/2011
#محمود_العكيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجلس النواب والمثل الشعبي
-
وجهة نظر (وزارة المولدات بدلا من وزارة الكهرباء )
-
حقائق لايعرفها البعض عن مسيرة ثورة 14تموز 958 /راي مستقل من
...
-
قصيدة خاصة بذكرى ثورة 14تموز 1958
المزيد.....
-
استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي
...
-
عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط
...
-
ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي
...
-
تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة
...
-
إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق
...
-
رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ
...
-
إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح
...
-
نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
-
مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
-
قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|