أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خليل الجنابي - الربيع العربي يُحاكي الخريف !!















المزيد.....

الربيع العربي يُحاكي الخريف !!


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 12:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الشٌعلة التي أوقدها ( محمد البو عزيزي ) في تونس الخضراء لازال نورها الوهاج يمتد خارج الحدود الواحدة بعد الأخرى بدون إستأذان , ولتُعلن أن الأوراق الخضراء التي إصفرت لطول فترة الخريف عادت إليها الحياة من جديد وسوف تستمر الى أن تورق الأشجار كلها وتصبح دائمة الخضرة وتنحسر الصخور التي أثقلت كاهل الأوطان بعد أن تجرفها سيول ( سد مأرب ) الذي إنهار على الرؤوس التي رفعت إسمها عالياً بدلاً من إسم الشعوب .
فمن تونس بدأ ( الربيع العربي ) , ويا ليت ( أبو القاسم الشابي ) يُبعث من جديد ليُنشد ويُغني قصيدته الرائعة :
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة …. فلا بُدَ أن يستجيبَ القَدَر
ولا بُد لليلِ أن ينجلي …. ولا بُد للقيد أن ينكسِر
لكن لا بأس فالجماهير التواقة للحرية أخذت على عاتقها تلحين النشيد وصدحت حناجرها تردد بشكل أرعب ( النمور الورقية ) التي لاذت بالفرار بعد أن شعرت بأن ( كراسيها ) قد هزها الإعصار وهو أشد وأقسى من إي ( تسونامي إجتماعي ) يحدث على الإطلاق منذ عقود .
وما دُمنا في تونس لا بُد من التعريج ولو بعُجالة على نهج ( إبن خلدون ) في القرن الرابع عشر وهو مؤسس علم الإجتماع أو ( العمران البشري ) كما يسميه . حيث إبتكر إبن خلدون فلسفة للتأريخ هي بدون شك أعظم ما توصل إليه الفكر البشري في مختلف العصور والأمم ( آرنولد توينبي ) .
إن مؤلف إبن خلدون هو أحد المؤلفات التي أنجزها الفكر الإنساني ( جورج مارسيل ) .
وقد إكتشف إبن خلدون دور العوامل الإقتصادية وعلاقات الإنتاج , ومن رسالة بعث بها ( مكسيم غوركي ) الى المفكر الروسي
( أنوتشن ) والتي إطلع عليها ( لينن ) حيث قال على أثرها ( تُرى أليس في الشرق آخرون من أمثال هذا المُفكر ) .
فبذور الأفكار التي زُرعت في السابق وإنطمرت لأجيال عديدة تحت قسوة الظروف الإجتماعية والتخلف والأمية أخذت تنمو بمجرد هبوب الرياح والهواء الطلق والمياه العذبه والشمس الساطعة ودفء الربيع , فعادت إليها الحياة من جديد , وهي تشق التربة بعد أن روتها دماء المضحين والمنادين بالحرية والديمقراطية والإصلاح الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والسياسي وغيرها .
إن الطفرة اللاحقة التي حدثت في ( قاهرة المُعز ) لا تبتعد عن أفكار وآراء مثقفي عصر النهضة , وتأثيرهم كان كبيراً ولا زال على مجمل العالم العربي , أسماء حفظتها الأجيال عن ظهر قلب , ووضعتها بين جوانحها , تستلهم منها العِبر , ومن هذه الأسماء ( أحمد عُرابي , سعد زغلول , قاسم أمين , محمد عبده , جمال الدين الأفغاني , أحمد شوقي , أمين الريحاني , إبراهيم رمزي , جورجي زيدان , عباس محمود العقاد , طه حسين , توفيق الحكيم , حافظ إبراهيم , مصطفى لطفي المنفلوطي , بيرم التونسي , وأخيراً وليس آخراً الدكتورة نوال السعداوي ) , وعشرات ومئات غيرهم , فمن منا لم يقرأ كتاباً أو خطاباً أو شعراً لواحد من هذه الأسماء النيِّرة , ومن منا لم يحفظ كتاباً لأحدهم في مكتبته ولو فوق ( الرفوف العالية ) .
إن الأصوات حين تعالت مطالبة بالإصلاحات ضحك عليها ( الريس ) وتصورها ( لِعب شوية عيال ) ووجه إليهم ( الحديد والنار ) , وسقط المئات من الشهداء , فإشتعل اللهيب وماجت الجموع الغاضبة , فتنحى الرئيس وسلمها بحركة ( بهلوانية ) الى ( العسكر ) الذين تتلمذوا على أياديه طيلة الفترة الماضية .
وإستمر الإشعاع يتخطى الحدود ووصل الى ( اليمن السعيد ) الذي يعيش أبناءه في قمة الفقر والتخلف نتيجة السيطرة العشائرية والقبلية على دفة الأمور , وإحتدم الصراع بين الجماهير العزلاء التي تنادي بالإصلاح والحرية والحياة الديمقراطية وبين قوات الشرطة والجيش التي إستدعاها ( علي عبد الله صالح ) من أجل الحفاظ على مقاليد الحكم , وسقط المئات من الشهداء والجرحى , ونزيف الدم لازال يجري مدراراً , ورغم تعرضه لمحاولة إغتيال ووصوله الى حافة الموت إلا أنه عاد من جديد يقتل أبناء شعبه ويبطش بهم وبكل ضراوة ويدفع باليمن الى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر !! .
العواصف الشديدة التي هبت على الشمال الأفريقي دخلت ( ليبيا عمر المختار ) أسد الصحراء الذي دوخ الطليان بمقاومته العنيدة عندما إحتلوا ليبيا على أثر ( معاهدة لوزان ) عام 1912 , وقاد حرب التحرير التي نشرت بذور الحرية في أعماق الصحراء الليبية وتحت كل حبة رمل فيها حيث إستطاع ( القذافي ) على مدى أكثر من أربعة عقود على تحويل ما زرعه ( عمر المختار ) لصالحه وصالح أبنائه والمقربين منه , وأخذت الجماهير الليبية تطارده من ( زنكة زنكة ) وتهاوى نظامه القمعي ليلحق بركب الرؤساء الذين سبقوه الى مزبلة التأريخ .
وكذا الأمر بالنسبة الى سوريا فوصلتها الرياح , وتوالت الأحداث , فمن المطالبة بالإصلاح والحريات الديمقراطية الى المطالبة بإسقاط النظام وذلك بعد أن سقط المئات على مذبح الحرية , وأصبح الأمر بالنسبة للشعب السوري ( الحياة أو الموت ) لأن من تربع على مقاليد الحكم لا يفهم غير السلاح و ( شبيحته ) التي توجه نيرانها الى صدور المتظاهرين الأبرياء , فزادهم القمع عزيمة وإصراراً ورُفع عنهم حاجز الخوف وسيستمر نضالهم تساندهم شعوب العالم الى يوم النصر المُبين .
وفي خضم هذه الأحداث و ( ثورات الربيع العربي ) لا بُد من الإشادة بشعب ( البحرين ) الذي قدم هو الآخر أغلى التضحيات من أجل نيل حقوقه التي إستفردت بها أُسرة ( آل خليفة ) التي تحكم البلاد منذ القرن الثامن عشر , فإن نكصت ثورتهم اليوم نتيجة التدخل ( الخليجي ) , ومسيرتهم التي إنطلقت من ( دوار الؤلؤة ) سوف تستمر متحدية كل الصعاب , وسيكون ( الربيع ) طويلاً عندهم , وسيلحق ركبهم بركب الشعوب العربية الأخرى .
وعن الجزائر بلد ( المليون شهيد ) سيكون هناك فصلاً آخر لا يقل شأناً عن باقي الفصول الأربعة التي إمتدت من مشرق الأرض الى مغربها , وعندها سيكون ( الطوفان ) , وسيغرق من قفز على رُفاة الشهداء وبكى عليهم بدموع التماسيح , ( وسِيمكث في الأرض ما ينفع الناس ) .
أما عن العراق بلد الرصافي والجواهري والسياب وبلد أبطال ثورة العشرين وإنتفاضات آل أزيرج والحي وكاورباغي والجسر
وأعوام 48 , 52 , 56 , وثورة 14 تموز الخالدة عام 1958 , وإنتفاضة ( معسكر الرشيد ) وغيرها وغيرها . العراق الذي وصل الى درجات متقدمة من الفساد والسرقه والفقر والتخلف والذي يعيش 25% - 40% من أبنائه تحت خط الفقر منهم مليون من الأطفال حسب تقارير منظمة اليونيسيف الأخيرة وأن 5% من السكان يعيشون في ( فقر مدقع ) .
والعراق الذي يُصدر أكثر من 2 مليون برميل من النفط ولديه ثالث أكبر إحتياطي نفطي في العالم بعد السعودية وإيران وهي تُقدر بنحو ( 115 ) مليار برميل يعيش في مستويات متدنية عالميأ وفي كل المجالات الخدمية والصحية والتعليمية وغيرها , ناهيك عن الوضع الأمني المتدهور والإحتراب بين الأحزاب المتصارعة على السلطة من أجل الحصول على ( حصة الأسد ) .
إن ساحة التحرير وساحات المدن الأخري والشعارات السلمية التي رُفعت فيها هي كغيرها في العالم العربي , بدأت ولن تنتهي ما لم تُحقق أهدافها في الوصول الى حياة إجتماعية عادلة ,



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل إعدام الفريق أول الركن سلطان هاشم يخدم المصلحة الوطنية !؟ ...
- عراق سات وأخواتها !!
- سلة البرلمان العراقي بالميزان !!
- عسى ألا نُصاب بعمى الألوان مرة أخرى في الإنتخابات القادمة ؟!
- نامت الطابوكة على ضحايا إنقلاب شباط عام 1963 !! .
- لا تنتخبوا الشيوعيين رجاءاً !!
- ثورة 14 تموز عام 1958 , وإعادة الحصان الهائج الى حظيرته !!
- حوار ذو شجون حول قضية الكفاءات العراقية العائدة الى الوطن .
- مقترحات من اجل تسهيل وتسريع عودة الكفاءات العلمية العراقية ا ...
- الديمقراطية ... الحبيبة المُغيَّبة في العالم الثالث .
- اليوبيل الذهبي لثورة 14 تموز عام 1958 الخالدة
- ستون عام من النضال الطلابي المجيد 14 / نيسان / 1948 ميلاد إت ...
- 31 / آذار / 1934 - ميلاد الحزب الشيوعي العراقي شجرة باسقة دا ...
- إحذر النصابين !!
- الحرب والسلام والمحرقة النووية القادمة !!
- وشَهَدَ شاهِدٌ من أهلِها !!
- كلب الشيخ مدلل !!
- بدعة جديدة للقتل إسمها ( السلاح الطُعُم ) !!
- تفشي مرض الجرب بشكل مُخيف بين نزلاء السجون العراقية الحالية ...
- قصص حقيقية في النصب والإحتيال عبر شبكة الإنترنيت


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خليل الجنابي - الربيع العربي يُحاكي الخريف !!