رياض خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 12:37
المحور:
الادب والفن
الفراشة
أو
طفلة الشمس
شعر/ رياض خليل
طفلة الشمس مدت أصابعها
دغدغتني
وأنا نائم .. أتوسد حلما يراودني
وأراوده كل يوم
وألونه بقعة .. بقعة
ويلونني
كنت أعشق لون الصباح
ولون الشفق
طفلة الشمس توقظني كل يوم
تعابثني
وتشجعني كي أمد جناحي
أصحو
نتعانق
نمضي معا
ونطوف الرياض .. المسافات
نطلق أسرارنا في الفضاءات
نكتب شعرا على ورقات الزهور
نغني .. ونرقص
نلهو مع الريح
نكتب أسماء نا كلمات على
ورقات الورود
ونخطف من شفة الفل قبلة
نتقاسم أشواقنا .. عشقنا
وندور مع الوقت
نرتكب الحب جهرا
ونقبل بعضا أمام عيون النسيم
ونلهو .. ونلهو
إلى أن يحين الغروب
ويدهمنا الليل
حينئذ .. نتودع
كل إلى النوم يأوي ..
نمت ليلتها
ثم حين أفاق الصباح
وفتحت عيني
كان الظلام ثقيلا
فعدت إلى النوم ثانية
وصحوت
ونمت
صحوت ونمت
ولم ينشر الصبح موعده
طفلة الشمس لم تأت
ما أيقظتني كعادتها
فقلقت
تشاءمت
وراودني الخوف
تأملت ليلي ..
فتشت ذاكرتي
وامتطيت خيالي سؤالا
وطال انتظاري وليلي الذي
صار دهرا
ولاشيء ينقذني منه غير شعاع
فيحملني
ثم نمضي إلى وطن الضوء
كيما نؤدي طقوس النهار
كعادتنا
وهيهات .. لم تثمر الأمنيات
ولكنها تتساقط ميتة
يتملكني الخوف
والقلق المتصاعد
والليل أطول من كل ليلة
كاد يقتلني اليأس
لكنني .... فجأة ...
وقعت نظراتي على قبس
يتراءى بعيدا .. بعيدا ..
يغازلني
ويمد إلي شعاعا
يمارس إغراءه
يتدافعني الشوق والرغبات إليه
يمارس أقسى الغوايات
يجذبني العشق
يحملني فرحا .. نشوة .. صحوة
يتراقص قلبي
الشعاع يصير حصانا
فأحتل صهوته
ثم يعدو
يتجامح بي مثل سهم
يشق الظلام
قبس يتراءى
ويكبر
يتسع الضوء
أفرح
صار قريبا
عله طفلة الشمس عادت تغازلني
وأغازلها
واقتربت .. اقتربت
عسى أن تكون ...
سحرها لا يقاوم
كان جميلا .. نبيلا .. بهيا
ودنوت
تفحصتها
واندفعت إليها
وعانقتها
ودخلت إلى جوفها عاشقا
فاحترقت
#رياض_خليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟